التصنيفات: متفرقات

8 أشياء لا تعرفها عن المومياوات

بالنسبة لمحبي أفلام الرعب، فإن المومياوات كمصاصي الدماء، والزومبي، تحب أن التخرج من نعوشها في الطقس البارد، ولكن على عكس زملائهم الموتى الأحياء، فإن المومياوات ليست خيالية، حيث يمكنك الذهاب إلى المتحف لرؤية البقايا البشرية التي تعود إلى آلاف السنين، ويمكن القول بأن المومياوات الحقيقية أكثر إثارة للاهتمام بكثير من نظرائهم خياليين، وهنا 8 أشياء رائعة قد لا تعرفها عنها.

  1. المصريون القدماء لم يكونوا أول من حنط موتاهم

إذا كنت قد شاهدت فيلماً أو قرأت قصة عن المومياوات، فهناك احتمال كبير بأن يكون لمصر علاقة بها، ففي حين أن المومياوات المصرية القديمة هي أشهر الجثث المحفوظة، إلّا أنها ليست الأقدم، فمنذ حوالي 7000 سنة، وقبل وقت طويل من بدأ المصريين بالقيام بعملية التحنيط، ، كان يعيش شعب معروف باسم تشينتشورو وفي جنوب بيرو وشمال تشيلي يحنط أجسام موتاه، وليس هم فقط، فقد كانت العديد من الجماعات الموجودة في تلك المنطقة تحنط موتاها لآلاف السنين، لكن السبب في بقائها غامضة لكل تلك الفترة هي أن علماء الآثار كانوا يدرسون مصر لفترة أطول من غيرها من الأماكن، على الرغم من أن هناك أجزاء أخرى من العالم تمتلك ماض عميق ومجيد، وبيرو واحدة من تلك الأماكن.

  1. هناك مومياوات في جميع أنحاء العالم، ولكنها تحتاج لمناخات محددة لتحافظ على حالتها

يمكن العثور على المومياوات في جميع أنحاء العالم، من أوروبا إلى الصين لبابوا غينيا الجديدة، ومع ذلك، وللحفاظ على الجثث بحالتها السليمة  فإنها تحتاج إلى مناخ محددة للغاية، وعلى الرغم من أن قوم التشينتشورو كانوا قد عاشوا بالقرب من المحيط الهادئ للاقتيات من الصيد، فإن وطنهم هو الصحراء، وبالرغم من أن الطقس الجاف جيد للمومياوات، ولكنه لا يجب أن يكون جافاً كثيراً، حيث أن هذا سيؤدي إلى تفتت الجلد، ومن جهة أخرى، لا بد أن تبقى درجات الحرارة مستقرة إلى حد ما، وأيضاً، لا ينبغي أن يكون هناك الكثير من الأوكسجين، فإذا تعرضت الأجسام للأوكسجين، فإن البكتيريا قد تدمر الأنسجة اللينة، وعلى الرغم من أن الموظفين في المتاحف يمكنهم السيطرة على كل هذه العوامل للحفاظ على المومياوات من التدهور، فإن بقائها في الطبيعة، أصعب بكثير، وهذا هو السبب الذي يجعل الباحثين يجدون المومياوات في كثير من الأحيان في المقابر أو الكهوف.

  1. يمكن للمومياوات أن توفر معلومات قيمة عن الصحة

جعلت تكنولوجيا اليوم دراسة المومياوات أسهل بكثير، فبفضل توافر الأشعة المقطعية، يمكن للباحثين دراسة هذه الأجسام من دون إزعاجها، ومن خلال الاختبارات، يمكن اكتساب معرفة جديدة عن صحة الإنسان، حيث يمكن للعلماء أن ينظروا إلى آثار الأمراض مثل السل ليروا كيف استطاعت أساليب حياة الشعوب القديمة الحفاظ على صحتها، كما يمكنهم معرفة مدى تنقل الأشخاص قديماً، وذلك من خلال النظر في حمضهم النووي لمعرفة ما إذا كانوا يتصلون بشعوب آخرى كانت توجد في نفس المنطقة.

من خلال دراسة المومياوات، يمكن للباحثين أيضاً الحصول على نظرة على بعض الحالات الصحية الوراثية، ولكن هذا الحقل ما يزال يتم تطويره، ولكن بمجرد أن يتطور، فإنه سيمنح الباحثين القدرة على تعلم بعض الأشياء المدهشة حول الأمراض الوراثية.

  1. من الممكن معرفة الشكل الذي كانت تبدو عليها المومياوات فيهما مضى

إذا كنت تشاهد مسلسل (Bones)، فربما تمتلك معرفة عامة عن الطب الشرعي، وكيف يمكن للأشخاص القيام بعمل جيد جداً في إعادة بناء وجه كامل ابتداءً من معلومات محدودة، ولكن ما قد لا يعرفه الكثيرون بأن هذا جزء مما يحدث في عالم المومياوات كذلك، ومن خلال ذلك يمكن الحصول على الأرجح على هيكل وجه دقيق للمومياء إلى حد ما، ومعرفة الكيفية التي كانت طبقات الأنسجة اللينة تتموضع فيها، أما بقية صفات الشخص فعادة ما تكون مفتوحة للتأويل، فالأشياء مثل لون البشرة ولون العيون، هي أشياء يجب أن يتم تخمينها عل أساس المعلومات الوراثية لسكان المناطق المجاورة وأشياء من هذا القبيل.

من جهة أخر، فإن المعلومات حول لون الشعر تكون متاحة في بعض الأحيان، فبعض المومياوات تمتلك لبعض الشعر، والشعر هو أيضا شيء يمكن للباحثين دراسته لمعرفة المزيد من الأشياء مثل السموم والأدوات التجميلية، ولكن مع ذلك، فإن هذا ليس بالأمر الذي ينظر إليه الباحثون في كثير من الأحيان، فقد تكون عملية فتح النعش وإخراج شعرة مضرة بالمومياء، لذلك فهم يفضلون امتلاك سؤالاَ بحثياً ملحاً قبل أن يفعلوا شيئاً من هذا القبيل.

  1. المومياوات لا تسافر بسهولة

بالعودة إلى فيلم (The Mummy) الذي تم عرضه في عام 1932، يظهر إمحوتب وهو يتجول بعد أن خرج لتوه من التابوت، هذا بالتأكيد لا يحدث في الحياه الواقعية، ولكنه أيضاً من غير المرجح أن يقوم الأشخاص بإخراجهم من توابيتهم ليتجولوا بهم، فالمومياوات لا تستطيع السفر بشكل جيد، في الواقع، إحضار مجموعة صغيرة من المومياوات من شيكاغو إلى لوس أنجلوس يعد تحدٍ كبير، وبالإضافة إلى ذلك، لا يمكن للمومياوات أن تسافر بالطائرة، لأنها يمكن أن تتأثر سلباً بسبب تغيرات الضغط الجوي، كما يجب وضع النعوش في صناديق خاصة تناسب حجمها بعناية، بالإضافة إلى أنها تحتاج لوجود مرافقين للمومياوات ليتأكدوا من أن مستويات الرطوبة ودرجات الحرارة ستبقى مثالية خلال الفترة الزمنية التي ستستغرقها الرحلة.

  1. التحنيط لم يكن فقط للأثرياء

لأن التركيز كان ينصب على المومياوات المصرية القديمة، فإن الكثير منا يربط هذه العملية التي يتم إجراؤها بعد الوفاة مع الفراعنة وغيرهم من الطبقات العليا في المجتمع، ولكن في أمريكا الجنوبية، لم يكن التحنيط يتم للأغنياء، حيث أن التقليد الذي كان قوم التشينتشورو يتبعونه للمومياوات غير عادي ورائع على حد سواء، حيث كانوا يهتمون كثيراً بعملية الحفاظ على الجسم، وذلك من خلال إزالة الجلد وخياطته مرة أخرى على الجسم، فضلاً عن صناعة أقنعة طينية للميت، ولكن الأمر الغير عادي، هو أنهم لم يخصصوا أشخاصًا بعينهم لعملية التحنيط، وهذا لأن هذه العملية لم تكن للمترفين أو الأغنياء فقط على الأرجح.

  1. المومياوات تكشف تقاليد الحداد التي لم تكن تختلف كثيراً عن تقاليدنا

عادة ما كان المصريون القدماء يدفنون موتاهم مع مجموعة متنوعة من العناصر التي تساعد في إعدادهم للحياة الأخرى، وفي المتاحف يمكن رؤية التماثيل الصغيرة وحتى قطعة جميلة من المجوهرات التي تم استخرجها من الأماكن التي كانت المومياوات مدفونة فيها، وقد لا يبدو الأمر غريباً إذا ما فكرت في الطريقة التي يتم فيها تحضير الموتى الآن، ففي الجنازات، كثيراً ما نرى الأشخاص المتوفين وهم يرتدون البذلات أو الفساتين الجميلة ويُقدمون في نعوش مزخرفة، وعلاوة على ذلك، ومنذ سنوات مضت، كان الأحباء يتركون ذكرى منهم على القبور، كالزهور مثلاً.

في بيرو، كانت التقاليد مختلفة إلى حد كبير، وتحولت مع مرور الوقت، حيث يعتقد علماء الآثار بأن الأسر أبقت المومياء في المنازل معهم لبعض الوقت قبل دفنها أخيراً، كما أن الأدلة تشير أيضاً إلى هناك حالات زار فيها الأشخاص قبور أحبائهم وأخرجوا المومياوات لتنضم إلى الأحياء في احتفالاتهم.

  1. احترام الميت مهم، حتى عندما يكونون قد رحلوا منذ آلاف السنين

في معرض “المومياوات”، عادة ما يكون هناك لافتات لا تسمح للزوار بالتقاط الصور، وذلك لأنها في كثير من الأحيان، تكون محتوية على بقايا هياكل عظمية مكشوفة، لذلك فهذا تعبير عن الاحترام أكثر من أي شيء آخر، وبالإضافة إلى هذا، فإن هناك طرق مختلفة لاحترام الموتى أيضاً حيث أن بعض الأشخاص قد يظنون بأن مجرد النظر إلى المومياوات يشكل نوعاً من عدم الاحترام، لذا يجب أن ننظر إلى التقاليد الثقافية للشعب الذي أتت منه المومياوات، ونحترم القيم الثقافية التي يمتلكها الشعبين، الحديث والقديم، فيما يتعلق بهذه الأجساد المحنطة.