لا تخف الضياع: طائرات دون طيار تبحث عن التائهين في الغابات

الغابات ترتبط في لا وعينا دائماً بالضياع، من خلال ميراث الأساطير أو جرائد الحوادث، يبقى هذا الهاجس يلح عليك مع كل ذكر للغابة، صورة شخص وحيد في الظلام، حوله أصوات مرعبة وعيون تلمع وسط الحشائش، لا يعثر على طريق العودة، لكن فريقاً من العلماء اعتقد أنه حان الوقت لتتعلم الطائرات دون طيار كيف تعثر على التائهين في الغابات الموحشة.

“المسارات” هي أشرطة مهدها البشر لتخترق الحياة البرية في الغابات، وعندما يفاجأ المسافر أنه فقد مساره، وأصبح في عمق البرية، فإنه يهرع بسرعة لأقرب خيط من الطريق، ولذلك، فإن خير مكان للبحث عن المسافرين المفقودين، هو بقرب هذه الأشرطة والمسارات، وهو ما فكر فيه فريق العلماء في جامعة زيوريخ عندما قرروا تدريب الطائرات دون طيار على تعرف واتباع هذه المسارات في الغابات.

لكن كيف تعمل؟

الإجابة هي أن هذه الطائرات التي قام عليها باحثون سويسريون، تقوم بمراقبة البيئة المحيطة بها عن طريق زوج من الكاميرات الصغيرة، تشبه تلك الموجودة في هاتفك الذكي، وبدل أن تعتمد على أجهزة استشعار معقدة، فإن هذه الطائرات تستخدم خوارزميات ذات ذكاء اصطناعي بالغ القوة، كي تترجم الصور، وتتعرف على المسارات التي مهدها البشر في البيئة البرية، ثم إذا نجحت في تعرف المسار، فإنها تقوم بتسيير الطائرة في الاتجاه المقابل.

الطائرات الصغيرة الآلية تعلمت كيف تتعرف على المسارات، باستخدام تقنية “الشبكات العصبية للتعلم العميق”، وهي نفس ما استخدمته جوجل مع آلاتها في مشروعها “أعماق حلم جوجل”، والذي أظهرت لنا الروبوتات بسببه صور بالغة الغرابة والخيالية في الصيف الماضي، فقد كانت الآلات تقوم بتكسير مشاهد عادية مثل صورة سلطة، إلى صورة كلاب، لكن، بدلاً من ترجمة المشهد إلى مشهد خيالي، فإن هذه الطائرات تقوم بقراءة مشهد الغابات، وتجد المسارات والطرق.

لا تتوقع أن تصبح طائرات إنقاذ التائهين هذه متاحة الآن، لكن يوماً ما، ستفاجأ أنها أصبحت “أيقونة” في الإنقاذ، مثل كلاب سانت برنارد، وهي سلالة كلاب اشتهرت بكونها كلاب إنقاذ للمسافرين الضائعين يستخدمها الرهبان في جبال الألب السويسرية.