الشعور بالتعب بعد تناول الطعام شائع جدًا، وهناك عدد كبير من الأسباب وراء هذه الحالة، أولها أن هضم الوجبة يتطلب الكثير من العمل.
تقول ميليسا بيرست، اختصاصية تغذية في مؤسسة الكلى الوطنية الأمريكية:
“إذا فكرت في الأمر، فإن أجسامنا عبارة عن مصنع، حيث يدخل الطعام ويبدأ في السير على حزام ناقل.”
“ثم تعمل آلات مختلفة لتحطيم الطعام وتعبئته لأغراض محددة وشحنه إلى الأماكن التي تساعد جسمك على الاستمرار في أداء عمله.”
من الواضح أن هذا يتطلب الكثير من الطاقة، مما قد يجعل الشخص يشعر بالتعب.
علاوة على ذلك، فإن الأنسولين – هرمون يفرزه البنكرياس يتحكم في نسبة السكر في الدم – له تأثير كبير على مستويات الطاقة لديك بعد تناول الطعام.
تشرح بيرست أنه عند تناول الطعام، ترتفع مستويات الأنسولين لديك للتأكد من أن مستويات السكر في الدم مناسبة.
“عند الانتهاء من هذه المهمة، تنخفض مستويات الأنسولين، مما قد يجعل الناس يشعرون بالتعب.”
إنها عملية طبيعية ولا ينبغي أن يستمر التعب بعدها “.
لتجنب هذا الركود بعد الوجبة، تقترح بيرست دمج مزيج من الكربوهيدرات المعقدة والدهون الصحية والبروتينات الخالية من الدهون في كل وجبة
واختيار الأطعمة التي تحتوي على نسبة أقل من الدهون المشبعة وغنية بالألياف وأقل معالجة.
إن تحريك جسمك كل يوم، والحصول على سبع ساعات على الأقل من النوم كل ليلة، وشرب كميات جيدة من الماء سيبقيك نشطا حتى موعد النوم.
هل ما زلت تشعر بالتعب بعد الأكل وتتساءل لماذا؟
إليك 6 أسباب تجعلك على تجعلك تشعر بالتعب بعد تناول الطعام:
الأطعمة المريحة لذيذة، لكنها غالبًا تجعلك تشعر بالخمول إذا كانت تحتوي على نسبة عالية من الدهون والكربوهيدرات.
غالبًا ما يقع اللوم هنا على هرمون كوليسيستوكينين (CCK)، الذي يتم إطلاقه من الأمعاء الدقيقة.
تقول بيرست: “إذا أكلت شريحة بيتزا بالجبن، والتي عادةً ما تكون غذاءً عالي الدهون وذات سعرات حرارية أعلى، يتم إطلاق CCK ويساعد الجسم على تكسير البروتين والدهون في تلك الشريحة”.
“أظهرت بعض الأبحاث أن هناك علاقة بين زيادة CCK بعد تناول وجبة غنية بالدهون والشعور بالنعاس بعد بضع ساعات.”
عندما تتناول الأطعمة المرتبطة بزيادة الالتهابات، مثل اللحوم الحمراء أو الحلويات السكرية، يمكن لجسمك إفراز مادة السيتوكينات، مثل الإنترلوكين 1 (IL-1).
تقول بيرست: “أظهرت الأبحاث أن اف الجسم لمستويات مرتفعة من IL-1 بعد الوجبة ترتبط بالنعاس بعد الوجبة”.
توضح بيرست: “عندما يتم تناول الأطعمة الغنية بالتريبتوفان وهو (حمض أميني) بكميات كبيرة في الوجبة، خاصة مع الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، قد تجد أنك تشعر بالتعب بعد ساعات قليلة من تناول الطعام”.
غالبًا ما يوجد حمض التربتوفان في الديك الرومي والدجاج والحليب والخبز والشوكولاتة والتونة المعلبة وجبن الشيدر والفول السوداني والشوفان.
الأحماض الأمينية الأساسية تساعد جسمك على إنتاج الهرمونات التي تحفز على الاسترخاء، مثل السيروتونين والميلاتونين.
ولهذا السبب، فقد خضعت للبحث كعلاج لاضطرابات النوم، مثل الأرق.
في بعض الأحيان، يكون الشعور بالتعب بعد تناول الطعام له علاقة بالمقدار الذي أكلته بدلاً مما أكلته.
والسبب بسيط: “كلما كبرت الوجبة، زادت الطاقة التي يحتاجها جسمك لتفتيتها”.
يمكن أن يؤدي إنفاق كل هذه الطاقة إلى الإرهاق، لذا حاول تقليل أحجام حصتك وتناول وجبة خفيفة غنية بالبروتين إذا شعرت بالجوع بين الوجبات.
اقرأ أيضا:
غالبًا ما يرتبط عدم تحمل الطعام، أو حتى الحساسية الغذائية الكاملة، بأعراض الجهاز الهضمي غير المريحة مثل تقلصات المعدة أو الإسهال.
ولكن في بعض الأحيان، قد تجعلك حساسية مجهولة تشعر بالإرهاق.
على سبيل المثال، سواء كنت تعاني من حساسية الغلوتين أو مرض الاضطرابات الهضمية، قد تشعر بالتعب بعد تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين لأنه يمكن أن يؤدي إلى رد فعل تحسسي”.
يمكن أن يحد ذلك من قدرة جسمك على تغذية نفسه بشكل صحيح من الطعام الذي تناولته، مما يؤدي إلى التعب.
قد يمنحك كوب قهوتك الصباحي بعض النشاط، ولكن ليس لفترة طويلة.
عادةً ما يكون للتأثيرات المحفزة للكافيين نصف عمر الوقت الذي يستغرقه جسمك للتخلص من نصف الكافيين، وهو من ثلاث إلى خمس ساعات بعد تناوله،
مما يعني أنك ستبدأ في الشعور بانخفاض تأثير القهوة في الساعة الثامنة صباحًا، ليصل بك التعب إلى ذروته وقت الغداء.
لذلك قد لا يتعلق الشعور بالتعب بما تناولته على الغداء، ولكن بتوقيت فنجان القهوة الأول في الصباح.
إذا استبعدت جميع الخيارات الأخرى وما زلت متعبًا باستمرار بعد تناول الطعام، فقد يكون الوقت قد حان للدردشة مع طبيبك لمعرفة ما إذا كانت هناك حالة كامنة يمكن أن تثير أعراضك.
قد يشعر شخص ما بالتعب إذا كان لديه مشكلة يمكن أن تتداخل مع امتصاص العناصر الغذائية من الطعام، مثل فقر الدم، كما تقول بيرست.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الاختلالات الهرمونية أو حساسية الأنسولين أو متلازمة ما بعد الأكل مجهولة السبب (IPS) قد تستحق النظر فيها، كما تقول.
توضح بيرست أن متلازمة ما بعد الأكل مجهولة السبب (IPS)، تسبب أعراض نقص السكر في الدم،
وذلك بعد ساعتين إلى أربع ساعات من تناول الطعام، رغم أن نسبة السكر في الدم الفعلية تتراوح من 70 إلى 120 مجم / ديسيلتر
تشمل أعراض نقص السكر في الدم الشعور بالتعب، والارتعاش، والتعرق، وخفقان القلب، والدوخة، أو حتى نوبات الهلع.
أعراض IPS تشبه نقص السكر في الدم، لكنها عادة ما تكون أقل حدة.
هناك العديد من الأسباب الأخرى التي قد تجعلك تشعر بالإرهاق في أي وقت خلال اليوم، لذلك إذا وجدت أنك متعب دائمًا، فحدد موعدًا للتأكد من أن جميع مؤشراتك الصحية جيدة.