التصنيفات: متفرقات

أصبغة الطعام الحمراء قد تكون مصنوعة من الحشرات

هل تصورت يوماً وأنت تأكل أحد المأكولات اللذيذة المصبوغة باللون الأحمر في مقهى ستاربكس أنك تأكل أحد مساحيق الحشرات ؟؟

في الواقع إن الحملات الغذائية التي تحذرنا دائماً من الأكل خارج المنزل قد تكون على حق، حيث أشار رئيس مجموعة (ستاربكس) في مدونة الشركة إلى أنهم سيتوقفون عن استخدام صبغة الطعام الحمراء والمستخلصة في أساسها من الحشرات في منتجاتهم، ولكن على الرغم من أن الاهتمام في هذا الموضوع كان مركزاً على استخدام ستاربكس لهذا النوع من الصباغ، إلّا أن هذه الشركة ليست الوحيدة التي تستعمل هذا النوع من الإضافات، حيث يمكن القول أنه إذا ما تناولت طعاماً يتضمن مكونات اللون القرمزي أو مستخرج من الدودة القرمزية أو يتضمن ملونات طبيعية من نوع أحمر طبيعي رقم 4،  فكن على يقين من احتوائه على مسحوق الحشرات.

قد تكون فكرة محاولة منتجي الأطعمة إدخال مساحيق الحشرات ضمن مأكولاتها وإطعامها لمجموعة كبيرة من الأشخاص الذين ينفرون منها أمراً سيئاً، ولكن بعد النظر إلى البدائل، فإذا لم تأتِ هذه الصبغات من الحشرات، فقد تأتي من شيء أسوأ منها بكثير.

يتم استخراج اللون القرمزي من الدودة القرمزية، وتحديداً الأنثى منها، وهي من أنواع الحشرات التي تنتمي إلى نصفيات الأجنحة والتي يشار لها باسم “البق الحقيقي” – وهي ليست من نوع الخنافس- وقد اكتشفها الأوروبيون عندما وصلوا إلى أمريكا الجنوبية في حوالي القرن السادس عشر، حيث كان شعب الأزتيك آنذاك ينتج أقمشةً مصبوغةً باللون القرمزي النابضة بالحياة وكانت هذه الأقمشة تحافظ على لونها لفترة طويلة بشكل لا يصدق، وبسرعة أصبح اللون القرمزي المجفف سلعة تجارية رئيسية.

يتم إنتاج اللون القرمزي اليوم بشكل أساسي في البيرو وفي جزر الكناري في مزارع تين الصبار الشوكي، والتي تعتبر المضيفات المفضلة لهذا النوع من الحشرات، حيث يتم هناك تجفيف الحشرات بالشمس، وسحقها، وتغميسها في محلول كحولي حمضي لإنتاج حمض الكرمنيك، وذلك لإنتاج الصباغ الذي سيصبح في النهاية اللون القرمزي أو مستحلب القرمزي، وذلك اعتماداً على طريقة المعالجة، ولإنتاج رطل واحد من هذا الصباغ نحن بحاجة لحوالي 70,000 حشرة.

حتى عام 2009، كان الصباغ القرمزي واحداً من العديد من الأصباغ التي تدرج تحت مصطلح “الألوان الطبيعية” على قوائم المكونات، ولكن لكون الدودة القرمزية تثير الحساسية الشديدة لدى بعض الأشخاص، طالبت إدارة الغذاء والدواء بالإفصاح عن هوية هذا اللون في قوائم المكونات.

بصرف النظر عن تسبب هذا النوع من الصباغات بإثارة الحساسية لدى البعض، فليس هناك أي مخاطر صحية أخرى معروفة له، ولكن قد يرغب الأشخاص الذين يختارون عدم تناول المنتجات الحيوانية الابتعاد عنه، والجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى استخدام هذا الصباغ في المواد الغذائية، فهو يستخدم أيضاً في الصبغات التي توجد في منتجات مستحضرات التجميل، بما في ذلك أحمر الشفاه، وقد أفاد شخص واحد على الأقل بحدوث رد فعل تحسسي شديد تجاه الصباغ القرمزي المستخدم في طلاء حبوب الدواء.

قد يكون اللون القرمزي مصنوعاً من الحشرات، إلّا أن بدائل هذا اللون من الألوان الصناعية الأخرى والتي تسنى الصباغ الأحمر رقم 2 والأحمر رقم 40 تحمل مخاطر صحية أكبر بكثير وذلك لأنها تكون مشتقة إما من الفحم أو من المنتجات الثانوية للبترول، ولذلك مقارنة مع هذه المصادر، قد تبدو الحشرات أكثر فتحاً للشهية من غيرها من المشتقات.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير