التصنيفات: أخبار العلومعلوم

هل يمكن أن نستخدم أضواء الزلازل كطريقة للتنبؤ بحدوث الزلازل؟

انتشر الكثير من مقاطع الفيديو بعد زلزال المغرب الأخير الذي بلغ شدته 6.8 رختر وفيها يظهر ضوء أزرق غريب في سماء المغرب قبل لحظات من الزلزال المدمر الذي خلف الكثير من الضحايا والمصابين، حتى أنه تم التقاط مقاطع فيديو مشابهة لأضواء أخرى في السماء قبل زلزال المكسيك عام 2021 وقبل زلزال بيرو في أمريكا الجنوبية عام 2007، فهل يمكن أن تكون تلك الأضواء هي بمثابة تحذير قبل وقوع الكارثة؟ وهل يمكن أن نستخدمه للتنبؤ بحدوث الزلازل؟ هذا ما سوف نتحدث عنه في مقال اليوم.

ما هي طبيعة تلك الأضواء؟

قد تظهر أضواء الزلازل في صورة البرق المعتاد، أو كما يظهر الشفق القطبي، أو في صورة أضواء تبدو وكأنها تطفو في السماء، وذلك حسب دراسة تم نشرها عام 2019 تتضمن دراسة تفصيلية لطبيعة تلك الأضواء.

جمع فريق من العلماء في عام 2014 كل البيانات التي تختص بظهور الأضواء الغريبة من 65 زلزالا على مدار العقود الماضية وحتى عام 1600، ووجدوا أن 80% من تلك الأضواء ظهرت في الزلازل التي زادت شدتها عن 5 رختر فقط، وكانت تظهر قبل أو أثناء الزلازل ويمكن أن يتم رصدها على مدى مسافات بعيدة تصل إلى 600 كيلو متر تقريباً!

ما هي الأسباب وراء حدوثها؟

حتى الآن لا يملك العلماء إجابة قاطعة لهذا السؤال، خاصةً وأن أضواء الزلازل ظلت لفترة طويلة مشكوكا في وجودها من الأساس، حتى أن البعض كانوا يعتقدون أنها ظواهر غامضة وغير معروفة الأسباب كما هي الأطباق الطائرة مثلاً!

رأى فريق العلماء القائم على الدراسة التي سبق ذكرها والتي نشرت عام 2014 أنه يمكن أن تكون تلك الظاهرة هي نتاج لتوليد عدد كبير من الشحنات الكهربية في أنواع معينة من الصخور وقت الزلازل.

حسب تفسيراتهم، الصخور في حد ذاتها عازلة للكهرباء لكن عند وضعها تحت ضغط كبير تتحول لشبه موصلة، ويرجع ذلك لوجود بعض الشوائب في كريستالات الصخور . أثناء حدوث النشاط الزلزالي وتعرض تلك الصخور للضغط الكبير من تحت القشرة الأرضية يتسبب في كسرها وتحفيز الشوائب بداخلها على أن تُنتج شحنات كهربية. تنطلق تلك الشحنات الكهربية بدورها إلى الهواء لتظهر على شكل أضواء مختلفة،

إذاً هل يمكننا التنبؤ بحدوث الزلازل بواسطة تلك الأضواء؟

الظروف التي تؤدي لحدوث تلك العملية هي نادرة جداً فهي تحدث في أقل من 0.5 % من مجموع الزلازل على مستوى العالم ولذلك لا نرى الأضواء مع كل زلزال، وبالتالي سيكون من الصعب استخدامها في التنبؤ بحدوث الزلازل.

كما أنه ما زالت هناك المزيد من الدراسات التي يحاول العلماء لإجرائها على الأضواء من أجل فهمها بصورة أكبر ولكنها مهمة صعبة بما أنها ظاهرة نادرة وذات عمر قصير في السماء، ولذلك يسعى بعض العلماء لمحاولة صنعها في المعمل من أجل فحصها عن قرب.

المصادر:

Earthquake lights, explained | National Geographic

Blue lights before earthquake? Scientists explain this strange phenomenon (geo.tv)

شارك
نشر المقال:
ضحى نبيل