تعريب العلوم

هل يصلح أن نتعلم الطب بالعربية ؟

نعيد نشر هذا المقال حول الطب بالعربية المنشور سابقا لأهميته. قراءة ممتعة

دفاع عن تعليم الطب باللغة العربية – الدكتور ماجد عثمان ( كلية العلوم الاقتصادية والإدارية – قسم الإحصاء – جامعة الإمارات ) / الدكتور/ زهير أحمد السباعي ( أستاذ طب الأسرة والمجتمع – كلية الطب جامعة الملك فيصل ) .

* المقدمة
* تمهيد
* سرعة القراءة ومدى الاستيعاب
* جدول (1) نتائج الأطباء السوريين في امتحان المجلس التعليمي للأطباء الأجانب في أمريكا مقارنة بنتائج غيرهم من الأطباء
* جدول (2) متوسط سرعة القراءة باللغتين العربية والإنجليزية لثلاث فئات من طلبة الطب وأطباء الامتياز والأطباء المقيمين
* جدول (3) متوسط القدرة على استيعاب النصوص الطبية باللغتين العربية والإنجليزية لطلبة الطب وأطباء الامتياز والأطباء المقيمين
* جدول (4) نسبة المصطلحات الطبية في 10 مراجع طبية
* التأثير المركب لسرعة القراءة ومدى الاستيعاب
* نسبة المصطلحات الطبية في كتب الطب

مقدمة:
هذه دعوة إلى تعليم الطب بالعربية وهي دعوة تنبثق من منطلقين أولهما أن اللغة العربية قادرة على استيعاب العلوم الطبية، وثانيهما أن الأطباء والعاملين في المجال الصحي أقدر على التعبير عن أنفسهم، كتابة وقراءة وحوارا، وعلى الاتصال بكل من المريض والمجتمع، بلغتهم الأم.

لعلنا ندرك قيمة تعريب الطب، إذا عرفنا أن كثيرا من الدول الأوربية مثل السويد، والنرويج، وفنلندا، وألمانيا، والنمسا تدرس الطب بلغاتها وعلى مستوى عال من الأداء في الوقت الذي نجد فيه أن البلاد العربية وعدد سكانها نحو ربع بليون نسمة وفيها أكثر من 90 كلية طب، كلها تدرس الطب بلغات أجنبية هي الإنجليزية والفرنسية والإيطالية ما عدا خمس كليات.

لقد وجدنا في هذه الدراسة التي أجريناها في كلية الطب بجامعة الملك فيصل أن نسبة المصطلحات الطبية في كتب الطب لا تزيد عن 3.3 % من مجموع الكلمات وأن الطالب الذي يدرس باللغة العربية تزداد سرعته 43% وتتحسن قدرته على الاستيعاب 15% عما لو قرأ باللغة الإنجليزية.

تمهيد:

كان القرن الثالث الهجري من أكثر العصور الإسلامية ازدهارا، ففيه ترجم العرب علوم اليونان والهند وفارس، وتفاعلوا معها وأضافوا إليها، ثم أبدعوا وابتكروا، ثم نشروا المعرفة والنور في جميع أنحاء المعمورة، ذلك لأنهم كانوا يكتبون ويؤلفون ويتعلمون بلغتهم الأم.

وفي العصر الحديث أنشئت في مصر أول كلية طب في أبي زعبل أيام محمد علي الكبير عام 1827م. واستمر تعليم الطب فيها باللغة العربية نحو 60 سنة، وكانوا يستقطبون الأساتذة الأجانب فيترجم لهم في قاعات المحاضرات، وقد ألف في هذه الفترة 53 كتابا في الطب وبدأ الاستعمار البريطاني لمصر عام 1882م وفي غضون خمس سنوات تحول تعليم الطب من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية.

وفي عام 1866م أنشئت في بيروت الكلية السورية الإنجيلية ثم سميت فيما بعد بالجامعة الأمريكية ببيروت، وأنشئت بعدها عام 1883م مدرسة الطب اليسوعية، وكان الطب يعلم فيها باللغة العربية إلى أن غزا الاستعمار لبنان، وتحول تعليم الطب في هاتين الكليتين إلى الإنجليزية والفرنسية.

وفي سنة 1924م افتتحت كلية الطب في الخرطوم وسميت مدرسة كتشنر الطبية تلتها في عام 1927 كلية طب بغداد وكان التعليم فيها باللغة الإنجليزية. بيد أن كلية الطب التي تأسست في دمشق عام 1919م بدأت تدرس الطب باللغة العربية واستمرت فيه حتى اليوم على الرغم من محاولات الانتداب الفرنسي- عندما كان قائما- لفرض اللغة الفرنسية فيها.

وفي دراسة نشرتها منظمة الصحة العالمية عام 1988م(1) عن 1259 كلية طب في 128 دولة يتضح لنا طابع عام ملفت للنظر. فالدول المستقلة سياسيا مثل الأمريكتين الشمالية والجنوبية وأوربا واستراليا جميعها تدرس الطب بلغاتها في حين أن الدول التي خاضت تجربة الاستعمار وتقع أكثرها في قارتي آسيا وأفريقيا يدرس الطب فيها بلغة المستعمر، وأقرب مثل لذلك نجده في عالمنا العربي فالطب في المغرب العربي يدرس باللغة الفرنسية، وفي مصر والعراق والسودان بالإنجليزية، وفي الصومال بالإيطالية، وكلها لغات المستعمر الذي ساد البلاد لفترة من الزمن.

ولا شك أن هذا يؤكد ما ذهب إليه ابن خلدون في مقدمته من أن المغلوب مولع بالاقتداء بالغالب، وفي ذلك يقول “إن النفس أبدا تعتقد الكمال في من غلبها وانقادت إليه. إما لنظرة بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه، أو لما تغالط به من أن انقيادها ليس لغلب طبيعي، إنما هو لكمال الغالب”(2).

وأيضا ما ذهب إليه ابن حزم بقوله “إن اللغة يسقط أكثرها ويبطل بسقوط أهلها ودخول غيرهم في مساكنهم”(3).

وقد يظن البعض أن تعليم الطب باللغة العربية في سوريا أدى إلى تدني مستواه ولكي نحقق في الأمر، بحثنا عن نتائج الأطباء السوريين في امتحان ECFMG (امتحان المجلس التعليمي للأطباء الأجانب) وهو امتحان تعقده الولايات المتحدة الأمريكية عدة مرات كل عام، ويتقدم إليه في كل مرة نحو عشرة آلاف طبيب من مختلف أنحاء العالم، ومن يجتازه يحق له العمل أو الدراسة الطبية العليا في الولايات المتحدة الأمريكية.

جدول(1) يوضح لنا أن مستوى الأطباء السوريين لا يقل في امتحان ECFMG عن مستوى زملائهم الأطباء من مختلف أنحاء العالم. وننبه القارئ إلى أن امتحان ECFMG يعقد باللغة الإنجليزية، أي أن تعلم الطب باللغة العربية لم يكن عائقا أمام الأطباء السوريين يحول دون أدائهم للامتحان واجتيازهم له بنجاح.

الواقع أن تدريس الطب في البلاد العربية بلغات أجنبية هو هزيمة نفسية أولا وقبل كل شئ خاصة إذا علمنا أن الطالب عند تخرجه لا يملك في الغالب أن يكتب صفحة واحدة باللغة الإنجليزية دون أن يرتكب العديد من الأخطاء. كما نجده يتجنب الحوار والمناقشة لضعف لغته . ذلك لأنه يدرس بلغة إنجليزية ضعيفة، هي هجين من اللغتين العربية والإنجليزية. ولبطء قراءته نجده يعتمد على الملخصات وقليلا ما يعود إلى المراجع. وإلى بضع سنوات خلت كنا إذا ما أثرنا موضوع تعليم الطب باللغة العربية وجدنا من يقول لنا هيهات. فلن يحدث هذا في بلادنا أبدا واليوم أصبحت الغالبية العظمى من المؤسسات التعليمية في بلادنا تدعو إلى تعريب الطب وتسمي عقد التسعينات بعقد التعريب.

وفي السنوات الأخير أتفق كل من وزراء الصحة وعمداء كليات الطب في الدول العربية، وخبراء منظمة الصحة العالمية في اجتماعاتهم التي عقدوها في كل من الخرطوم ودمشق والقاهرة على أن يكون تعليم الطب باللغة العربية. وأجمعوا أمرهم على البدء بتعريب كل من الطب الشرعي وطب المجتمع ثم بقية العلوم الطبية، على أن يكتمل التعريب قبل نهاية هذا القرن، أي في خلال السنوات السبع القادمة. ولدعم مشروع التعريب قام المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالإسكندرية بتخصيص جانب من ميزانيته لتعريب العلوم الطبية. ومع هذا فلا يزال بيننا مناهضون لتعليم الطب باللغة العربية إما عن استكبار أو عن عدم وضوح رؤية، أو عنهما معا، ومن أجل هؤلاء نكتب هذه الرسالة.

وأخيرا يجب أن نؤكد على أن تعريب الطب لا يعفي الطبيب من أن يتقن لغة أجنبية واحدة على الأقل حتى يتمكن من متابعة ما يحدث في عالم الطب من تقدم.

إقرأ ايضا: ما الذي تعرفونه عن فلسفة علم الفلك مميزاته

الطب بالعربية : سرعة القراءة ومدى الاستيعاب:

أجرينا دراسة لمعرفة سرعة القراءة ومدى الاستيعاب على عينة من 124 طالب طب، وطبيب امتياز (يمضي فترة السنة التدريبية بعد التخرج) وطبيب مقيم (يتخصص في طب الأسرة والمجتمع) في كلية الطب بجامعة الملك فيصل وذلك خلال العام الدراسي 91/1992م نصف أفراد العينة من الذكور والنصف الآخر من الإناث. قسمت كل فئة من الفئات الثلاث ( الطلاب وأطباء الامتياز والأطباء المقيمين ) إلى مجموعتين تشمل كل مجموعة حوالي 20 فردا. وأعطيت كل مجموعة مقالا طبيا لقراءته، نصف أفراد المجموعة قرأوه باللغة الإنجليزية ونصفهم الأخر قرأه مترجما إلى العربية. استغرق وقت القــــراءة 30 دقيقة، حدد بعدها كل فرد من أفراد المجموعة السطر الذي انتهى إليه، وبذلك حسب عدد الكلمات التي قرأها. بعد 4 ساعات من القراءة عقد امتحان قصير للجميع لمعرفة مدى استيعابهم لما قرأوه. بعد أسبوع أعيدت التجربة بأن وزع عليهم مقال آخر باللغتين، الذين قرأوا المقال الأول بالإنجليزية قرأوا المقال الثاني بالعربية والعكس بالعكس ثم عقد لهم امتحان.

المقالان اختيرا من كتاب الرعاية الصحية عام 2000 في أصله الإنجليزي (9). ومن الترجمة العربية لنفس الكتاب (4) في نهاية التجربة حسب سرعة القراءة لكل فرد من أفراد العينة ومدى استيعابه للمعلومات التي قرأها .

سرعة القراءة :

يوضح جدول (2) عدد الذين شاركوا في الدراسة من طلبة وأطباء امتياز وأطباء مقيمين، ومتوسط سرعة القراءة باللغتين العربية والإنجليزية، ونسبة التحسن إذا ما تمت قراءة النص باللغة العربية . يبين الجدول أن عدد المشاركين كانوا 124، ومتوسط سرعة قراءتهم باللغة العربية 109.8 كلمة في الدقيقة وباللغة الإنجليزية 76.7 كلمة في الدقيقة. أي بفارق 33.1 كلمة في الدقيقة لصالح اللغة العربية، أي أن سرعة القراءة باللغة العربية تزيد 43% عن سرعة القراءة باللغة الإنجليزية. الفوارق بين متوسطي سرعة القراءة بالعربية والإنجليزية كانت معنوية إحصائيا. ( ح < 1.. ر0 ) وذلك لكل من الطلاب وأطباء الامتياز والأطباء المقيمين أي أنها فوارق حقيقية وليست نتيجة عشوائية حدثت بمحض الصدفة.

مدى الاستيعاب :

خضعت كل مجموعة لامتحان قصير بعد 4 ساعات من قراءة المقال. اعتمد الامتحان على الأسئلة المتعددة الخيارات بنفس اللغة التي تم قراءة المقال بها.

جدول (1)

نتائج الأطباء السوريين في امتحان المجلس التعليمي للأطباء الأجانب في أمريكا مقارنة بنتائج غيرهم من الأطباء :

تاريخ الامتحان
إجمالي المتقدمين
معدل العلامات
عدد الأطباء السوريين
معدل العلامات
يوليو 1979
يناير 1980
يوليو 1980
8930
9769
10879
71.8
71.1
72.0
39
35
36
73.7
71.4
72.6

المصدر: نتائج ECFMG

جدول (2)

متوسط سرعة القراءة باللغتين العربية والإنجليزية لثلاث فئات من طلبة الطب وأطباء الامتياز والأطباء المقيمين :

لفئة

المجموعة عــدد المشاركين النص العربي (كلمة في الدقيقة ) النص الإنجليزي (كلمة في الدقيقة) الفرق
الانحراف المعياري نسبة الزيادة % قيمة ت
طلبه
الأولي
الثانية
27
24
105.6
110.7
72.5
75.7
33.1
35.0
25.0
34.5
46
46
6.88
4.97
أطباء
امتياز
الأولى
الثانية
30
23
108.7
111.8
77.3
84.7
31.4
27.1
15.9
23.0
41
32
10.82
5.65
أطباء
مقيمين
الأولى
الثانية
10
10
138.6
88.9
95.1
51.7
43.5
37.2
24.2
18.7
46
7
5.28
6.29
المجموع
الأولى
الثانية
67
57
111.9
107.3
78.0
75.1
33.9
32.2
21.3
27.5
44
43
13.03
8.84
المجموع الكلي
124 109.8 76.7 33.1 24.3 43 15.17

* مستوى الدلالة فيها جميعاً < 0.001 أي أن الفوارق معنوية إحصائيا.

جدول (3)

متوسط القدرة على استيعاب النصوص الطبية باللغتين العربية والإنجليزية لطلبة الطب وأطباء الامتياز والأطباء المقيمين :

الفئة
المجموعة
عــدد المشاركين
مدي استيعاب النص العربي
مدي استيعاب النص الإنجليزي
الفرق
الانحراف المعياري
نسبة الزيادة
%
قيمة ت
طلبه
الأولي
الثانية
27
24
64.8
53.3
55.8
39.8
9.0
13.5
14.2
12.3
16%
34%
3.29 *
5.38**
أطباء
امتياز
الأولى
الثانية
25
25
63.0
51.2
53.6
47.1
9.4
4.1
13.9
13.5
18%
9%
3.38 *
0.52***
أطباء
مقيمين
الأولى
الثانية
10
9
59.5
59.4
64.0
55.0
-4.5
4.4
13.6
15.7
-7%
8%
1.05***
84ر***
المجموع
الأولى
الثانية
62
58
63.2
53.4
56.2
45.4
7.0
8.0
14.7
14.0
12%
18%
3.75**
4.35**
المجموع الكلي
120
58.5
51.0
7.5
14.3
15%
5.75**

* مستوى الدلالة < 0.01أى أن الفوارق معنوية إحصائيا.

**مستوى الدلالة < 0.001 أي أن الفوارق معنوية إحصائيا

*** الفوارق غير معنوية إحصائيا

وبناء على ذلك تم قياس مدي استيعاب كل مشارك، يوضح الجدول (3) أن120 فردا شاركوا في الامتحان وأن مدى استيعابهم للنص باللغة العربية أفضل بـ 7.5 درجة عن استيعابهم للنص باللغة الإنجليزية . أي بزيادة 15% والفوارق كلها معنوية إحصائيا أي إنها تعكس فارقا حقيقيا ما عدا ثلاثة فوارق (المجموعة الثانية بين أطباء الامتياز ومجموعتي الأطباء المقيمين)

جدول (4)
نسبة المصطلحات الطبية في 10 مراجع طبية :
*ارجع إلى أسماء المراجع في قائمة المراجع (9-21 )

الموضوع
عدد الكلمات
المصطلحات
نسبتها%
1- الأحياء الدقيقة
8778
308
3.5
2- الأحياء
6510 98 1.5
3- النساء والتوليد
5688 186 3.2
4- علم الامراض
5890 185 3.1
5- طب الأطفال
6337 322 5.1
6- الطب النفسي
7011 280 3.9
7- الجراحة
6454 165 2.5
8- طب المجتمع
8762 351 4.0
9- التشريح
10602 331 3.1
10- الطب الباطني
9030 322 3.5
المجموع
75062
2548
3.3

الطب بالعربية : التأثير المركب لسرعة القراءة ومدى الاستيعاب:

يتضح من الجدولين (2 و3) أن طالب الطب والطبيب كلاهما يقرأ باللغة العربية بسرعة تفوق بحوالي 43% سرعته في قراءة نفس النص إذا كان مكتوبا باللغة الإنجليزية كما أن استيعابه للنص باللغة العربية أفضل بنسبة 15% من استيعابه للنص باللغة الإنجليزية. وتعكس سرعة القراءة الجانب الكمي لعملية التحصيل، في حين أن القدرة على الاستيعاب تعكس الجانب الكيفي لها وبحساب البعدين الكمي والكيفي نجد أن نسبة التحسن في التحصيل العملي – لو كان التعليم باللغة العربية – يصل إلى 64%، 55% لأطباء الامتياز والمقيمين، و80% لطلبة الطب.

ولو أن الطلبة والأطباء الذين أجريت عليهم الدراسة كانوا على علم أوفى بالمصطلحات الطبية باللغة العربية لكانت سرعة قراءتهم ودرجة استيعابهم أكبر.

ويلاحظ أن ضعف الاستيعاب باللغة الإنجليزية تضاءل مع ارتفاع المرحلة التعليمية، بينما لم تتحسن سرعة القراءة والأمر جدير بمزيد من الدراسة وذلك بزيادة حجم العينة.

وفي دراستين أجريتا بكل من الجامعة الأمريكية ببيروت (5) والجامعة الأردنية (6) على مجموعتين من الطلاب درست إحداهما منهجا طبيا باللغة العربية والأخرى درست نفس المنهج باللغة الإنجليزية، وجد أن درجة الاستيعاب لدى المجموعة الأولى كانت أفضل من المجموعة الثانية.

وفي دراسة استطلاعية أجريت في كلية الطب بجامعة الملك فيصل أجاب أكثر طلبة الطب الذين شاركوا في الدراسة بأنهم سوف يوفرون 50% أو أكثر من وقتهم لو أنهم قرأوا أو كتبوا باللغة العربية (7) وفي دراسة أجريت في كلية الطب جامعة الزقازيق أتضح من تصحيح أوراق الإجابة التي كتبت باللغة الإنجليزية أن 10% فقط من الطلاب استطاعوا التعبير عن نفسهم بشكل جيد، و65% سردوا المعلومات المطلوبة ولكنهم لم يحسنوا التعبير، و25% لم يفهموا المعلومات (8) .

الطب بالعربية : نسبة المصطلحات الطبية في كتب الطب:

قمنا باختبار 10 مراجع طبية باللغة الإنجليزية مقررة على طلبة الطب بجامعة الملك فيصل ( القائمة مرفقة ) واخترنا من كل مرجع 15 صفحة، وبالتحديد من صفحة 251 إلى 265، وحسبنا نسبة المصطلحات الطبية فيها بما في ذلك كلمات مثل فيروس وبكتريا وتضخم الطحال وتليف الكبد، مع استثناء الكلمات المكررة وجدنا نسبة المصطلحات الطبية 3.3% من مجموع الكلمات ( جدول 4) لا شك أن بعض الكلمات قد تكون موضع خلاف هل هي طبية أو غير طبية ولذا جعلنا باحثين يراجعان النصوص وأخذنا بمواطن الاتفاق بينهما.

أما بقية الكلمات (96.7%) فهي من باب “زارني المريض وعمره كذا وجنسه كذا وأجريت له فحوصات سريرية ومعملية، أدخل بعدها المستشفى لمدة 3 أيام ثم خرج بعد أن تماثل للشفاء” وهي كلها مفردات من مفردات الكلام العادي.

هذه خلاصة لنتائج الدراسة الاستطلاعية التي قمنا بها، ولها دلالتها الواضحة في تميز التحصيل العلمي باللغة العربية لكل من طالب الطب والطبيب وقد يتصدى بعض الباحثين للموضوع بدراسات أوسع مستقبلا.

وفي نهاية المطاف نود أن نذكر بأن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم ورابطة الأمة ووعاء الفكر ووسيلة الإبداع ولقد وصل العرب قبل ألف عام بعلومهم وآدابهم إلى مشارق الأرض ومغاربها، ولو أنهم كانوا يعلمون ويتعلمون ويؤلفون بلغات أجنبية لكانوا أمة ناقلة وليست مبدعة.

ونختتم بالآية الكريمة (لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين).

كلمة شكر:

يسعدنا أن نقدم شكرنا للدكتورة بارفين رشيد والسيد أمين خان على جهدهما الذي بذلاه في إتمام هذه الدراسة.

المراجع :

1- الدليل الدولي لكليات الطب- منظمة الصحة العالمية، الطبعة السادسة 1988م.

2- عبد الرحمن بن خلدون. مقدمة ابن خلدون. القاهرة، كتاب الطب ص 133.

3- ابن حزم، أصول الأحكام. بيروت: دار الآفاق الجديدة، 1980: 32.

4- زهير أحمد السباعي وسيف الدين بلال- محررين الرعاية الصحية الأولية عام 2000، قبرص: دار ديلمون للنشر 1989: 388 صفحة.

5- ندوة تعريب التعليم الطبي والصحي في الوطن العربي جامعة الدول العربية- الأمانة العامة دمشق 1988:4.

6- أحمد سعيدان: دور المجامع العربية في تعريب تعليم الطب، المجلة الطبية الأردنية 1988، 22: 232-227.

7- سليمان السحيمي وعدنان البار. موقف طلاب الطب من تعريب التعليم الطبي (لم نشر).

8- ندوة التعليم الطبي والصحي في الوطن العربي جامعة الدول العربية- الأمانة العامة. دمشق 1988:39.

9- Fry J.Hasler J.C. Primary Health Care 2000 Edinburgh:

Churchill Livingstone, 1986: 383 PP

قائمة الكتب الانجليزية التي اخترنا منها بعض الصفحات لحصر المصطلحات الطبية:

1- Jawetz Ernest, Melnick Joseph L, Adelberg Edward A, Brooks

George F, Butel Janer S, Ornston L, Nicholes: Medical

Microbiology 18th Ed.U.S.A:Large Medical Books, 1989: 251-265.

2- Villee Claude A, Solomon Eldra Pearl, Martin Charles E,

Martin Diana W,Berg Linda R, Davis P. William. Biology.

Saunders College Publishing, 1989: 251-268.

3- Llewellyn- Jones Derek. Fundamentals of Obstetrics and Gynaecology Volume 1,4th ed. London – Boston: Faber and Faber, 1986: 255-265.

4- Spetor W.G. An Introduction to General Pathology. 2nd Ed.

Edinburgyh, London & New York: Churchill Livingstone, 1987: 250-267.

5- Hatachison James H, Cockburn Forrester; Paediatic

Problems. Singapore: P.G. Publishing Pte. Ltd., 1986: 250-267.

6- Trethowan, Sir William Sims ACP ; Psychiatry, 5th ed. UK: English Language Book Society/ Bailliere Tindall, 1985: 250- 267.

7- Rains Harding, Mann Charles V (revised by). Bailey and Love’s. Short Practice of Surgery, London: English Language Book Society 1989: 252-267.

8- Last J.M. (ed.) Maxcy Rosenau Public Health & Preventive Medicine.11th ed. New York: Appleton Century, 1980: 252-267.

9- Williams L.Peter, Warwick Roger. Gray’s Anatomy. 36th ed. Edinburgh: Churchill Livingstone, 1980: 252-267.

10- Macleod J.John, Edwards Christopher, Bouchier Ian. eds.

Davidson’s Principles and Practice of Medicine. Fifteenth Edition. Edinburgh, London, Melbourne & New York: Churchill Livingstone, 1987: 250-265.
———–
المصدر : موقع مركز تعريب التعليم الطبي :
https://www.acmls.org/Conf/conf14.htm

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير