هل سبق لك وأن بقيت مستيقظاً طوال الليل تتساءل عما إذا كانت الصراصير التي تأز في الخارج يمكن أن تنام وتريحك من صوتها؟ أنت لست الوحيد.

وفقاً لمقال نم نشره في مجلة (National Geographic) حول الموضوع ذاته، يبدو بأن ذبابة الفاكهة، ونحل العسل، والصراصير تنال جميعها قسطاً من النوم، وقد استطاع العلماء التوصل إلى هذه النتيجة من خلال ملاحظتهم بأن الذبابة تكون أكثر عرضة للوقوع في اتجاه الجاذبية، وأن الأمر يتطلب تحفيزاً مكثفاً بشكل أكبر لحملها على التصرف بشكل متأهب.

تنشط بعض الحشرات في الليل للاستيلاء على الطعام خلسة، حيث تبدأ دودة العشب بأكل الأوراق عند غروب الشمس لتتجنب الطيور والحيوانات المفترسة الأخرى، في حين عادة ما يتغذى بق الفراش ليلاً للاستيلاء على وجبته ونحن نيام، وفي المقابل فإن الحشرات التي تبحث عن طعامها خلال النهار، مثل أنواع النحلة المختلفة التي تسعى لجمع حبوب اللقاح، تمتلك الساعة البيولوجية المعاكس، وهو أمر منطقي إذا ما كانت الزهور التي تأخذ منها حبوب اللقاح تغلق أوراقها ليلاً.

عادة ما يستخدم الباحثون ذباب الفاكهة ونحل العسل في الأبحاث لفهم أساسيات النوم لدى البشر، وذلك على اعتبار أن الساعات الداخلية في تلك المخلوقات تخبرهم بالوقت الذي يتوجب عليهم فيه الذهاب إلى النوم والاستيقاظ بطريقة مماثلة لتلك التي توجد لدى البشر، وبما أن الجهاز العصبي للحشرات يكون أقل تعقيداً، فإنه يكون من السهل دراسة تأثير المنبهات البيئية والحرمان من النوم على جهازها العصبي.

يذكر مقال (National Geographic) أيضاً أن أحد الباحثين طور جهازاً يدعى “insominator،” لدراسة ما يحدث لنحل العسل عندما يتم حرمانه من النوم، وقد قام الباحثون بوسم النحل بقطع صغيرة من المعدن واستخدام المغناطيس لإعطائه صدمة لكي يستيقظ، ومن خلال ذلك تبين بأن النحل الذي يتم حرمانه من النوم تضعف قدراته على التواصل، تماماً مثل البشر.

يبدو بأن النوم هو أمر مسيطر في كل مكان من المملكة الحيوانية، لذلك فنحن نعلم بأنه أمر مهم للغاية، ولكن السبب الذي يجعل الحيوانات بحاجة للنوم ليس واضحاً تماماً بالنسبة للعلماء، ولكن يبدو بأن وجود جهاز عصبي مركزي هو أحد أهم العوامل التي تحدد ما إذا كان الحيوان يحتاج إلى النوم أم لا، وهذا يعني أن جميع أنواع الأسماك العظمية، وأسماك القرش، والطيور تنام، وأحيانا بطرق غريبة حقاً، وذلك على عكس النباتات والميكروبات التي يبدو أنها لا تنام أبداً.

 

شارك
نشر المقال:
Diana