التصنيفات: غير مصنف

هل تغنينا حبوب الرياضة عن الجري؟

حين تتراكم عليك المذاكرة تتساءل بأسف عما إن كان هناك حبوب للمعلومات تبتلعها، وتؤكد أنك ستشتريها بأي ثمن، وهو نفس ما تفعله وأنت تمارس الرياضة كل يوم على آلة المشي أو في الشوارع متصبباً بالعرق، فتتمنى لو كانت هناك حبوب للرياضة، ضاحكاً في النهاية من هذا الحلم، لكن، يبدو أن هناك من استمع لأفكارك الخيالية.

فكرة حصد نتائج الرياضة المفيدة دون ممارستها بقيت تراود العلماء منذ سنين، ليعلن فريق دولي من الباحثين أخيراً أنهم قطعوا شوطاً طويلاً في الوصول إلى ذلك، بعد أن وضعوا مخططاً علمياً لردود أفعال الجسم الجزيئية على ممارسة الرياضة.

تمكن الفريق من التعرف على 1000 تغير جزيئي يحدث في العضلات الإرادية عندما يمارس الإنسان الرياضة، وإذا تمكنوا من معرفة أي هذه التغيرات أكثر أهمية، فإنهم سوف يقتربون من حلم الوصول إلى “حبوب الرياضة” التي تغني الإنسان عن الممارسة الحقيقية.

وقال الباحث الرئيسي من جامعة سيدني، نولان هوفمان، أنهم قاموا بعمل مخطط لما يحدث في الجسم على المستوى الجزيئي عندما يمارس الإنسان الرياضة، مما يضع حجر الأساس للأدوية المستقبلية، مضيفاً أن العلماء اعتقدوا منذ زمن طويل بوجود عدة إشارات تطلقها الرياضة في الجسم، لكن فريقه كان الأول على الإطلاق الذي يقوم بعمل خريطة، رغمتعقيد الأمر.

بدأ البحث بأربعة رجال أصحاء متطوعين وافقوا على أن يكونوا حقل تجارب هذه التجربة، ليأخذ العلماء من عضلاتهم الإرادية عينات قبل وبعد ممارسة رياضة مركزة على دراجة التمرين، واستخدمها الباحثون بعد ذلك في بناء نتائج التقرير الذي وصلوا إليه ونشروه في دورية “أيض الخلية”.

من المؤكد أن تطوير دواء يستهدف إحداث 1000 تغيير جزيئي في الخلية ليس شيئاً سهلاً، ولهذا يأمل العلماء أن تكون خطوتهم القادمة اكتشاف أي هذه التغييرات هي الأهم والأكثر تأثيراً، وكيف يمكن جمعها، وبحسب ما يقول هوفمان، فإن علينا أن ننتظر عقداً من الزمان قبل أن يتاح لنا رؤية أول حبة من حبوب الرياضة، لكن فريقه يحرز التقدم حالياً.

هذا البحث لا يهدف إلى جعلك كسولاً ومستلقياً على الأريكة طوال النهار، وإنما يستهدف بالأساس أولئك الذين يعانون من ظروف صحية تمنعهم من ممارسة الرياضة، مثل كبار السن، ومرضى القلب والأوعية الدموية، وأولئك الذين يعانون السمنة، ومرض السكري من النوع الثاني، وبالنسبة إلى هؤلاء، يبدو وجود حل كهذا منقذاً لحياتهم.

وكانت هناك دراسة أخرى نشرت مؤخراً، وسلطت الضوء على الوضع الحالي لأبحاث “حبوب الرياضة”، وقد قالت أنه بالرغم من إحراز بعض الأدوية للتقدم في نواحٍ معينة، ألا أنه لا يوجد حتى الآن “حبة سحرية” تحاكي كل التأثيرات الجيدة للتمرينات وتغنينا عن الرياضة تماماً بحبة واحدة.

وقد قال المؤلف المشارك في هذه الدراسة، إسماعيل لاهير، الباحث من جامعة كولومبيا البريطانية في كندا، أن الجميع يتطلع إلى حبة تغنينا عن الرياضة، مضيفاً لمجلة التايم الأمريكية، إنها لن تحولك من كيس للبطاطا إلى آرنولد شوارزينغر الممثل الرياضي الشهير مثلاً.

 

 

شارك
نشر المقال:
محمد حمزة