معلومة طبية

هل تعلم: الحمض النووي يشكل نصف الكروموسوم البشري فقط!

يحتوي جسم الإنسان على ما يقدر بـ25,000 جيناً مرمزاً في جزيئات الحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين الـ(DNA)، وهذه الجزيئات التي تشكل حلزوناً مزدوجاً، توجد في الهياكل المعروفة باسم الكروموسومات – التي تقع معظمها داخل النواة الخلوية – كجزء من مجموعة معقدة من الحمض النووي والبروتينات.

على الرغم مما سبق، فقد كشفت دراسة جديدة أن الكروموسومات لا تتكون كلياً من هذا المجمع من الجزيئات المعروفة باسم الكروماتين، حيث تظهر الدراسة، التي نشرت في العدد الأخير من مجلة (Molecular Cell)، بأن ما يصل إلى 47% من جميع الكروموسومات البشرية تتكون من هيكل غامض يشبه الغمد الذي يحيط بالمادة الوراثية، في حين أن جزيئات الكروماتين تشكل نسبة صغيرة من كتلة الكروموسومات.

على الرغم من أن وظيفة هذا الغلاف لا تزال غير معروفة حتى الآن، إلّا أن الباحثين يعتقدون بأنه يلعب دوراً رئيسياً في الحفاظ على الكروموسومات معزولة عن بعضها البعض خلال عملية انقسام الخلايا، مما يقلل من الأخطاء الترميزية التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث تشوهات خلقية، وحقيقة أن هذا ما يسمى بمحيط الكروموسوم يتكون فقط في ظل وجود البروتين الذي يعرف باسم (كي-67)، والذي يرتبط مع الانتشار الخلوي، تدعم هذه الفرضية.

بحسب الباحث المشارك في الدراسة (وليام ايرنشو) من كلية علوم البيولوجيا في جامعة ادنبره، فقد يكون علينا الآن إعادة التفكير في الكيفية التي يتم فيها تشكل الكروموسومات وكيفية انفصالها عن بعضها عند حدوث عملية انقسام الخلايا، وذلك بما أن المادة الوارثية تكون مغلفة بهذه الطبقة السميكة من المواد الأخرى.

من أجل إظهار الهيكل الداخلي للصبغيات بوضوح لم يسبق له مثيل، ومن أجل خلق صور ثلاثية الأبعاد عالية الدقة للكروموسومات، طور الباحثون تقنية مجهرية ذات درجة عالية من الدقة تدعى (3D-CLEM)، وهي تقنية تجمع بين الضوء والمجهر الإلكتروني مع نماذج البرمجيات.

تبعاً لمؤلفة الدراسة (دانيال بوث)، من جامعة ادنبره، فإن تقنية التصوير التي تم تطويرها لدراسة الكروموسومات هي تقنية رائدة حقاً، حيث أن تحديد هياكل جميع الكروموسومات البشرية الـ46 للمرة الأولى قد أجبر الباحثين على إعادة النظر في فكرة أنها تتكون تقريباً بالكامل من الصبغيات، وهو افتراض دام دون تغيير لما يقرب الـ 100 عام.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير