الاضطراب العاطفي الموسمي
يلاحظ بعض الناس أنهم فى نفس الوقت كل عام يعانون من بعض الأعراض التي يصاحبها تقلبات مزاجية، قد تصل هذه الأعراض للإكتئاب. وهذا ما يعتبره العلماء أحيانا بـ الاضطراب العاطفي الموسمي .. لنتعرف عليه
في أواخر فصل الخريف ومع انخفاض ضوء الشمس طوال فصل الشتاء تظهر تلك الأعراض فيما يعرف ب” الاضطراب العاطفي الموسمي” أو ” Seasonal Affective Disorder” ويسمى اختصاراً SAD، وقد يحدث في فصل الصيف أيضاً ولكن بنسبة أقل شيوعاً.
من الطريف أن كلمة sad بالإنجليزية تعنى حزين؛ حيث يؤثر هذا الاضطراب على مزاج ومشاعر الأشخاص فيصيبهم بالخمول وانخفاض النشاط، وتغير في الشهية ونهم للأطعمة عالية الكربوهيدرات، وفقد الاهتمام بالأنشطة المفضلة، ومشكلات تتعلق بالنوم، وصعوبة التركيز في المهام اليومية، والشعور باليأس أو فقدان الأمل، وقد يصاحبه تغيرات في الوزن نتيجة تغير الشهية.
على مستوى كيمياء المخ, ليس مفهوماً تماماً سبب حدوث هذا الاضطراب؛ ولكن هناك عدة أسباب محتملة تفسر حدوثه. إذا كان لدى الشخص نمط جيني معين أو عامل وراثي ؛ يكون أكثر عرضة لهذا الاضطراب من غيره.
وجد علماء النفس أيضاً أن هذا الاضطراب قد يكون له علاقة بنقص كمية ضوء الشمس التي يتعرض لها الأشخاص خلال فصل الشتاء مما يسبب خلل هرموني ينتج عنه هذه الأعراض؛ فكلما كان مكان المعيشة قريباً من خط الاستواء، كلما قلت نسبة حدوث الاضطراب والعكس صحيح.
يوضح تفسير آخر أن الموضوع قد يكون له صلة باختلال الساعة البيولوجية؛ حيث يعاني هؤلاء الأفراد من اختلال فى دورة النوم بما لا يتناسب مع طول الليل والنهار في فصل الشتاء مما يؤدى إلى تغير في المزاج والسلوك.
كيف يمكنني التعامل مع هذا الاضطراب؟
لحسن الحظ يوجد عدة طرق للتعامل مع هذا الاضطراب؛ منها العلاج الضوئي الذي تقوم فكرته على محاكاة التعرض لأشعة الشمس لوقت معين يحدده الطبيب باستخدام جهاز معين يشع ضوء واسع المجال؛ فيجلس الشخص المصاب على بعد 60 سنتميتر من الجهاز كل صباح.
أما في بعض الحالات قد يلجأ الأطباء لوصف بعض مضادات الاكتئاب أو حتى العلاج النفسي.
إذا كانت الأعراض شديدة للغاية خاصة مع الأشخاص ذوي التاريخ المرضي؛ فيجب عليهم مراجعة الطبيب.
المصدر
