التصنيفات: الصحة الجيدة

هل تستطيع التكنولوجيا مساعدة الطب ؟

بعد عصور من الركود التكنولوجي، بدأت الصناعات الدوائية تدخل بعصر أتمتة البيانات، حيث أن التقنيات الطبية الجديدة مثل التقنيات الطبية المتنقلة وأجهزة الاستشعار وتسلسل الجينات، بالإضافة إلى التقدم الكبير الحاصل في تقنيات برامج التحليل، سمحت بتخزين كمية كبيرة من المعلومات الطبية لكل فرد على حدة، وهذه المعلومات يمكن استخدامها في المجال الطبي، بحيث يتم الاستفادة من هذه المعلومات للمعالجة الفردية للأشخاص، كل بحسب احتياجاته.

والسؤال المطروح هو: هل تستطيع البيانات الطبية جعل الرعاية الصحية أفضل؟

ويقول الدكتور (إد مارتن)، المدير المؤقت لوحدة خدمات المعلومات في جامعة كاليفورنيا، بأن هناك كمية كبيرة من المعلومات يتم جمعها، إلا أنها غير كافية، وإن الاستفادة من هذه المعلومات بحاجة إلى تصميم برامج قادرة على تنفيذ المعلومات المجمعة.

تفيد المعلومات التي جمعتها شركة (McKinsey & Company)، بأن رقم الأعمال المتوقع أن تصل إليه الشركات التي ستعمل بمجال المعلومات الطبية يصل ما بين 300 مليار  إلى 450 مليار دولار سنوياً، وهذا ما دفع الشركات الكبرى مثل Apple و Qualcomm وIBM، إلى الاستثمار في مجال جمع المعلومات الطبية عن طريق الهواتف الذكية، وأيضاً قامت الشركات الكبرى مثل Greylock Partners و  Kleiner Perkins Caufield & Byers و Google و Samsung، باستثمار حوالي 3 مليارات دولار في مجال الرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات منذ بداية 2013.

حالياً، فإن الشركات التي تتحكم في معظم البيانات الطبية هي شركات التأمين ومقدمي الرعاية الصحية، ومن الملاحظ بأن طريقة تقديم الرعاية الصحية بدأت تتغير منذ الاعتماد على تحليل البيانات الطبية، وأحد أهم الأمثلة على ذلك هي شركة (Express Scripts) التي تمتلك حقوق استثمار الكثير من الصيدليات في الولايات المتحدة، حيث قامت هذه الشركة التي تصرف حوالي 1.4 مليار وصفة طبية سنوياً، بنشر البيانات الطبية التي تمتلكها على عيادات الأطباء والصيدليات، والمختبرات، بهدف تنبيه الأطباء لأنماط الأدوية التي تسبب تفاعلات دوائية ضارة، وبتعميم هذه التجربة يتوقع أن يستطيع الأطباء معرفة أياً من مرضاهم قد لا يناسبهم الدواء الموصوف لهم، بدقة تصل إلى 98%، وفي حال تم تفادي هذه المشاكل، فسينجم عن ذلك تحسن في صحة المرضى في المقام الأول، وأيضاً توفير حوالي 317 مليار دولار أميريكي يتم انفاقها سنوياً على أدوية غير مناسبة لحالة المرضى، فضلاً عن تخفيض عدد الزيارات غير الضرورية إلى غرف الإسعاف الطبي.

من المتوقع أن توفّر التقنيات الطبية المتنقلة الموجودة على الهواتف الذكية، أو التقنيات القابلة للارتداء، معلومات حول السلوكيات اليومية للمريض وحول حالته الصحية العامة، فضلاً عن أن البيانات الطبية المحفوظة الكترونياً يمكن أن يتم تزويدها برأي الأطباء، ونتائج الاختبارات الجارية على المرضى، بالإضافة إلى التاريخ الطبي لكل مريض، زد على ذلك بأن البيانات الوراثية يمكن أن تساعد على معرفة المرضى الذين لديهم استعداداً لشروط معينة أو معروفة كيف يمكن لهؤلاء المرضى التفاعل مع العلاجات التي ستقدم لهم.

بالإضافة إلى ما سبق، فإن البيانات الطبية قد تعطي الفرصة للمرضى لكي يلعبوا دوراً مركزياً في الحفاظ على صحتهم، فعلى سبيل المثال، تتيح التكنولوجيا الطبية المدمجة مع الأجهزة الذكية للمرضى بأن يراقبوا حالتهم الصحية العامة مثل مراقبة أنماط النوم، ومعدل ضربات القلب، ومستويات النشاط، بل يمكن أيضاً أن يتم تجهيز الأجهزة الذكية بتكنولوجيا أكثر تقدماً قادرة على رصد مستويات الأكسجين في الدم، ومستويات الجلوكوز، وحتى مستويات الإجهاد.

أخيراً، تأمل شركات تصنيع الهواتف الذكية مثل شركة Apple أن تمتلك جميع المعلومات الصحية عن مستخدمي أجهزتها، بحيث يمكن أن توفّر لهم طرق جديدة لتعقب وتحسين صحتهم، أما شركة WellDoc فإنها تأمل أن تستطيع تقديم المشورة للمستخدمين حول مقدار الأنسولين الذي ينبغي لهم أن يأخذوه، في ضوء المعلومات المسجلة على هواتفهم الذكية، وأيضاً تزويد الأطباء بحالة مرضاهم الصحية، مع التوصيات العلاجية لهؤلاء المرضى المبنية على أساس البيانات التي تم جمعها عنهم.

المقالة الأصلية

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير