التصنيفات: الصحة الجيدة

هل يمكن للبشر شم رائحة الخوف

إذا كان باستطاعة البشر الاحساس برائحة الخوف، فلن يكون ذلك غريباً بالنسبة لمملكة الحيوانات، فالكثير من الحيوانات كشقائق البحر، وديدان الأرض، وذباب الفاكهة والفئران، الجرذان، والغزلان، وغيرها، تظهر علامات التأهب عند اشتمامها لروائح معينة، وإذا ما نظرنا للأمر من وجهة نظر تطورية، فإن الإشارات الصامتة تبدو منطقية جداً، فإذا ما وجد الكائن نفسه في حالة من الخوف، فقد يرغب بأن يعلم جماعته بالأمر، ولكن من دون لفت الأنظار إليه عن طريق الصراخ أو القفز، وهذا الأمر قد ينطبق أيضاً على البشر، فبالرغم من سيطرة الشعور البصري على حواس الإنسان عبر الزمن، إلّا أن الاحساس بالشم لا بد أن يكون ما يزال موجوداً.

ليس هناك العديد من المؤشرات التي تدل على امتلاك البشر للقدرة على شم الخوف، بالرغم من أنه حتى الآن لم يتم اكتشاف وجود جزيء في العرق الإنساني يقوم بتحفيز زيادة مستويات القلق، والجدير بالذكر أن العديد من المختبرات حاولت قياس ردود أفعال الأشخاص الذين يستنشقون رائحة مستخلصة من إفرازات جسم أشخاص آخرين وهم في حالة الخوف، حيث قام العلماء أولاً بجعل الأشخاص الذين كانوا موضع للاختبار يشاهدون أفلام رعب، ومن ثم قاموا بجمع عرقهم عن طريق وسادات قطنية كانت موضوعة تحت إبطهم، وعندما قام أشخاص آخرون بشم القطن، كانت ردة الفعل لديهم خفية وغير واعية، ففي أحد التجارب تمثلت ردة الفعل بأن حكم المشتمون على صورة غامضة ولا تحتوي على تعبير معين، بأنها صورة تعبّر عن الخوف، وفي تجربة أخرى أظهر المشتمون تعابير خوف خاصة بهم، وفي تجربة ثالثة كان المشتمون يرمشون أجفانهم بقوة كبيرة وأصبحوا أكثر تحفزاً للدفاع عن أنفسهم.

واجهت هذه الدراسة الكثير من المشكلات، فعلى الرغم من أن رائحة العرق الناتجة عن المشاعر، تختلف عن رائحة العرق الناتجة عن التمارين على سبيل المثال، إلّا أنه لا يوجد أي دليل يشير إلى أن عرق الخوف يعمل بطريقة مختلفة عن باقي أنواع العرق، مثل العرق الناتج عن السعادة أو الشهوة الجنسية، وإحدى المشكلات الأخرى، كان منتجات النظافة الشخصية، حيث كان على المشتركين بالدراسة التخلي عن استخدام مزيل الرائحة لعدة أيام قبل كل تجربة، وهو أمر صعب بالنسبة لمعظم الأشخاص.

أخيراً، فقد شكك بعض الباحثين بدقة النتائج التي جاءت بها هذه الدراسة، كون العطور التي يستعملها معظم الناس ستحجب روائح الخوف الحقيقة، وبالتالي سيصبح من الصعب إلتقاط رائحة الخوف بشكل دقيق، إلّا أن هذا الاستتنتاج غير دقيق، حيث يشير بعض العلماء إلى أن هناك أناس يمكنهم إلتقاط روائح الجسم حتى عندما تكون مخفية، حيث قام الباحثون بفحص حوالي 40 نوعاً من أنواع المنتجات الأكثر شيوعاً التي تستخدم لإزالة التعرق، وقد كانت النتائج مذهلة، فقد تبين أنه من السهولة أن يتم حجب روائح جسم المرأة عن انف الرجل، ولكن من الصعب جداً حجب روائح الرجل عن أنف المرأة، حيث تبين من التجربة أن فقط منتجين من المنتجات استطاعت تغطية روائح الرجال.

المقالة الأصلية

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير