التصنيفات: الصحة الجيدة

هذه الأشياء الأربعة يمكن أن تقلل من الوفيات الناجمة عن السرطان إلى نصف

من المعروف بأن مرض السرطان هو من أكثر الأمراض تعقيداً، فهناك أكثر من 200 نوع معروف منه، وبعض الأنواع تكون أكثر قابلية للعلاج من غيرها، وعلى الرغم من أن العلوم الطبية ماضية على قدم وساق في تطوير العلاجات الكيماوية، فضلًا عن وجود حملات ضخمة تقدم التمويل والأبحاث للمساعدة في ذلك، إلا أن الوقاية – إن أمكن ذلك – تبقى هي الخيار الأفضل بلا منازع.

من خلال وضع ذلك في عين الاعتبار، أظهرت دراسة جديدة تم نشرها في مجلة (JAMA للأورام) كيف يمكن لتغييرات صغيرة في نمط الحياة أن تقلل من خطر إصابة الشخص بعدة أنواع من السرطانات، وعلى الرغم من أن هناك العديد من العوامل المتشابكة في مدى احتمالية إصابة كل شخص، فقد بيّن الباحثون من كلية هارفارد تي أتش تشان للصحة العامة في بوسطن بأنه يمكن للعديد من الأشخاص التقليل بشكل كبير من عدد الوفيات الناجمة عن السرطان عن طريق القيام بأربعة أشياء فقط.

في هذه الدراسة، تم النظر إلى الأنواع الورمية للسرطان – التي تشمل جميع أنواع السرطان ما عدا سرطان الجلد والدماغ والجهاز الليمفاوي، والدموية ومتغيرات البروستاتا غير المميتة – وتمت مقارنتها مع عدد كبير من الخيارات الصحية التي يتخذها الأشخاص في حياتهم، وكما اتضح، فإذا قام جميع البالغين بالتوقف عن التدخين، والحد من تناول الكحول، والحفاظ على وزن صحي، والقيام ببعض التمارين الرياضية كل أسبوع، فسينخفض عدد التشخيصات الجديدة بالسرطان بنسبة 40% الى 70%.

بحسب (جراهام كولديتز) وهو أستاذ مساعد في كلية هارفارد تشان لعلم الأوبئة، فإن معظم أنواع السرطان هي في الحقيقة أمراض يمكن الوقاية منها، فهناك حوالي الـ 80% إلى 90% من أنواع أمراض السرطان المرتبطة بالتدخين، والتحدي الذي يواجهنا الآن هو أن نعمل على أساس هذه المعرفة، فنحن نمتلك تاريخاً طويلاً من التأخيرات في ترجمة المعرفة الناجمة عن الاكتشاف إلى التطبيق.

هناك حوالي 600,000 شخصاً في أمريكا لوحدها سيموتون هذا العام بسبب إصابتهم بأحد أنواع السرطان غير القابل للعلاج، وأكثر من 1.6 مليون سيتم تشخيصهم حديثاً، وعلى الرغم من أن بعض هذه التشخيصات ستكون نتيجة لسوء حظ أصحابها، إلّا أن العديد من الإصابات الأخرى ستكون من النوع الذي يمكن الوقاية منه، ولكن وضع قائمة نهائية من التدابير الوقائية لشيء متعدد الأوجه مثل السرطان ليس بالأمر السهل.

قام الباحثون بمراجعة الدراسات السابقة التي كانت قد ربطت السلوكيات الصحية بمعدلات الإصابة بالسرطان، والبحث في رزمة من البيانات التي قدمها برنامج المعهد الوطني للسرطان، للمراقبة الأوبئة والنتائج النهائية، وكما هو متوقع، تبين بأن قدرة الأشخاص على تجنب أنواع السرطان تختلف باختلاف جنسهم ونوع السرطان الذي يجري النظر فيه وليس فقط في أسلوب حياتهم.

في الدراسة، تم البحث في سجلات تعود إلى ما يقارب 136,000 شخص من الرجال والنساء من العرق القوقازي، (لم يتم إدراج المجموعات العرقية الأخرى في هذه الدراسة)، وقد قرر الباحثون بأن الأشخاص الذين كانوا قد توقفوا عن التدخين منذ 5 سنوات على الأقل، وكان معدل استهلاكهم للكحول معتدلاً إلى معدوماً (لا يشربون أكثر من كأس واحد في اليوم للنساء ولا يزيد عن اثنين للرجال)، وكان مؤشر كتلة جسمهم (BMI) يتراوح  بين 18.5 و 27.5، وكانوا يمارسون التمارين الرياضية لمدة 150 دقيقة أسبوعياً على الأقل بكثافة معتدلة، كانوا هم الأشخاص الذين يعيشون نمط حياة صحية.

إذا كان المشاركون من الأشخاص الذين يستوفون جميع الفئات الأربع السابقة، كان يتم تصنيفهم على أنهم يمتلكون معدل خطر “منخفض” للإصابة بالسرطان، وإن كان العكس هو الصحيح، عندها يتم تصنيفهم على أنهم من المجموعة التي تمتلك معدلاً “مرتفعاً”من خطر الإصابة بالسرطان، من خلال تحليل حالات السرطان ومعدلات الوفيات بين الأفراد في كل من المجموعتين، ومقارنة هذه البيانات مع سكان الولايات المتحدة ككل، كان بالإمكان تحديد نسب عدد حالات السرطان التي كان بالإمكان الوقاية منها ضمن المجموعة التي تعاني من مخاطر “مرتفعة” للإصابة بالسرطان.

كان الفرق بين المجموعتين صارخاً في كثير من الأحيان بين المجموعتين، فخطر الإصابة بسرطان الرئة، على سبيل المثال، كان يصل الى 82% بالنسبة للنساء و78% بالنسبة للرجال في المجموعة التي تم تصنيفها على أنها معرضة لمخاطر مرتفعة للإصابة بالسرطان مقارنة مع المجموعة الأخرى، ولكن في بعض الأحيان الأخرى، كان الفرق بين المجموعتين صغيراً بشكل مستغرب، حيث كانت النساء في المجموعة المعرضة للخطر أكثر عرضة بنسبة 4% فقط للإصابة بسرطان الثدي مقارنة بالمجموعة منخفضة المخاطر.

عموماً، يمكن القول بأن اتباع أسلوب حياة صحي يمكن أن يقلل من عدد الوفيات الناجمة عن السرطان لدى السكان بنسبة تصل إلى 59% للنساء و 67 % للرجال، وهذا يناقض الدراسة الاخيرة السيئة السمعة التي نشرت العام الماضي، والتي تقترح بأن معظم السرطانات يمكن أن تعزى إلى سوء الحظ، وليس لخيارات نمط الحياة التي يتخذها الشخص.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير