ما مدى المخاطر النفسية التي يتعرض لها أولاد الآباء كبار السن

وفقاً لبحث جديد مقدم من جامعة كوينزلاند، فمن غير المحتمل أن يكون تزايد خطر إصابة أولاد الأبوين الكبيرين بالسن بالأمراض العقلية ناجماً عن تقدم جيناتهم بالعمر، حيث أن النموذج الحسابي الذي قدمه علماء معهد كوينزلاند لأمراض الدماغ يدل على وجود إمكانية أخرى لهذه الحالات، وهي أن الرجال الذين يكونون عرضة للاضطرابات النفسية هم الذين يصبحون آباءاً في سن متأخرة، ويمررون عوامل الخطر الجينية لأطفالهم.

بحسب الباحث في علم الجينوم (جاك جراتين) من معهد كوينزلاند لأمراض الدماغ، فإن هذا الاكتشاف مهم لأنه يتحدى الافتراض السابق الذي كان يقول منذ فترة طويلة بأن طفرة جينية تحدث لدى الرجال الكبار في السن وتؤدي إلى ارتفاع خطر إصابة أطفالهم بالاضطرابات النفسية مثل التوحد وانفصام الشخصية.

لقد كان العديد من الأشخاص يفترضون بأن تزايد خطر الإصابة بالاضطرابات مثل التوحد لدى الأطفال الذين يولدون لآباء كبار في السن يعود للطفرات الإضافية التي يتلقونها من آبائهم، ولهذا يجب أن يقوم الرجال بإنجاب الأطفال وهم لا يزالون في أعمار صغيرة، ولكن تعباً لـ(جراتين)، فإن الدراسة قد بينت بأن الأمر أعقد من ذلك.

قام فريق من معهد كوينزلاند لأمراض الدماغ، ومن جامعة ملبورن والمركز الطبي للجامعة الحرة في أمستردام، باستخدام النماذج الحسابية للتحقق فيما إذا كان الأباء يعانون من طفرات مرتبطة بالعمر يمكنها أن تفسر زيادة خطر الإصابة بالأمراض العقلية عند الأطفال الذين ينتمون لآباء تزيد أعمارهم بـ10 سنوات عن متوسط العمر الطبيعي للإنجاب والذي يتراوح بين 25 و 30 سنة.

أضاف الدكتور (جراتين)، بأن الفكرة القائلة بأن الطفرات المرتبطة بالعمر هي المسؤولة عن زيادة خطر إصابة الأطفال بالاضطرابات النفسية يمكن أن تكون معقولة من ناحية علم البيولوجيا، ولكن النماذج الحسابية الناتجة عن هذه الدراسة تقول بأن هذه الآلية تفسر حوالي 10% إلى 20% من حالات زيادة الخطر بأكثر تقدير.

وجد الباحثون بأن هناك آلية وراثية مختلفة، تقول بأن الرجال الذين يكونون معرضين لأخطار وراثية أعلى من الإصابة بالأمراض العقلية هم في الغالب من يصبحون آباءً في وقت متأخر من حياتهم، وهذا يمكن أن يسهم أيضاً في إصابة أطفالهم بالمرض.

ولكن مع ذلك، فإن هذه النتائج تعتمد على النماذج وليس على بيانات فعلية، وقد يكون هناك عوامل مساهمة بشكل أكبر في هذا الأمر، لذلك هناك حاجة ملحة لإجراء المزيد من الأبحاث في هذا المجال.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير