الهاتف الذكي يحضر المعمل إلى بيتك: اختبار بول جديد لكشف الأمراض في المنزل

لابد إن الطبيب الصيدلي نصحك ذات يوم بتجربة اختبار البول في المنزل،  فهذه الورقة الصغيرة الكاشفة متغيرة الألوان، يتم غمسها في العينة لتكشف لك الكثير من الأمراض مثل مرض السكري أو وجود التهابات في المسالك البولية أو تصل لدرجة الكشف عن سرطان المثانة، لكن مع إن الاختبار يبدو في غاية البساطة، إلا إنك ستستغرب عندما تجد طبيبك لا يثق فيه، ويحيلك إلى معمل متخصص، ما يلزمك بأخذ ميعاد جديد، كما إن الأطباء لا يثقون باستخدامه بشكل متكرر للاطمئنان على التحسن مع الدواء، بسبب حساسيته للوقت والحجم ، ما يجعل الشخص يقرؤه بشكل خاطئ.

علماء ومهندسي جامعة ستانفورد قرروا إعادة بعث هذا الاختبار المميز إلى الحياة، الذي ولد لأول مرة في عام 1956،  عندما استخدموا الهاتف الذكي لكي يجلب المعمل إلى بيتك ويقرأ لك الاختبار بشكل سليم، يثق فيه طبيبك، هذا سيكون شيئاً عظيماً بالنسبة لأشخاص يسكنون في مناطق مهجورة أو متطرفة.

هاتف ذكي وصندوق أسود: أن يصبح لديك معمل صغير في منزلك

الاختبار التقليدي به 10 مربعات ملونة، يتغير لونها بعد وضعها في عينة البول، ثم تتم مقارنتها بالأصل، ليعرف موطن الخلل، علماء ستانفورد قرروا حل مشاكل هذا التحليل الثلاثة: الإضاءة، والتحكم بالحجم، والتوقيت، بشئ واحد موجود في كل منزل: الهاتف الذكي.

مشكلة الإضاءة تأتي بسبب كون الاختبار اختبار لوني بالأساس، ما يجعله محتاجاً إلى ظروف إضاءة منتظمة، لابد أنك تعرف أن نفس اللون قد يبدو مختلفاً باختلاف الخلفية، ما جعل طالبي الدكتوراة في الهندسة الكهربائية، بودين وجينيفر سميث يستخدمون صندوقاً أسود يغطي الورقة الملونة الكاشفة، مكون من أجزاء تتكامل مع بعضها مثل قطع البازل، ما يجعل عملية إرساله بالبريد سهلة، بالإضافة إلى تخزينها وتجميعها في المنزل.

المهندسون قاموا بحل مشكلة التحكم في الحجم أيضاً، ففي الاختبار التقليدي، إذا وضعت الكثير من البول أو القليل منه، فإنك ستحصل على نتائج خاطئة، ما دفعهم لإصلاح ذلك باستخدام نظام متعدد الطبقات لوضع البول على الورقة الكاشفة، هناك قطارة لوضع البول في حفرة في الطبقة الأولى، تقوم بملء قناة في الطبقة الثانية ثم تنتقل إلى الطبقة الثالثة لتملاً عشر حفر فيها، وعندما تقوم بإدخال الطبقة الثالثة في الصندوق الأسود، فهذا هو الشئ الذي يضمن الحجم الموحد من البول، كما يضمن الوقت المناسب.

أخيراً يأتي دور الهاتف الذكي، أخرجه من جيبك وضعه أعلى الصندوق الأسود، شغل وضع التصوير على الفيديو وركز فوهة الكاميرا على الورقة الكاشفة الموجودة في الصندوق، يستطيع التطبيق الخاص بهذا الاختبار حينذاك أن يقرأ الفيديو ثم يقوم بتحليل اللون بالشكل المناسب.

المعمل المنزلي يرسل النتائج مباشرة إلى طبيبك

فريق المهندسين يعمل حالياً على تصميم تطبيق يقوم بإرسال النتائج إلى طبيبك مباشرة، كما إنهم يدرسون فرص تسويقها، تخيل أن يصبح هذا المعمل الصغير الذكي في كل بيت في المناطق الفقيرة والنائية، أو حتى بيت جدك أو جدتك المسنين، الذين لا يستطيعون الذهاب ببساطة إلى الطبيب، شئ رائع بالطبع.

شارك
نشر المقال:
محمد حمزة