نباتات تحتوي على مرّكب كيميائي مسكن للآلام يشبه الماريجوانا

مرّكب كيميائي موجود في النباتات الكبدية (liverworts)، يعمل على  تخفيف الآلام و الالتهابات المضاعفة،  كما ويعمل هذا المركب  كمخدرٍ مثل رباعي هيدروكانابينول (THC: Tetrahydrocannabinol) ولكن بصورة أقل.

يعتبر رباعي هيدروكانابينول من أكثر المركبات شهرة و الموجود في نبات القنب الهندي (الماريجوانا). و يُعرف بقدرته على التأثير في الجهاز العصبي المركزي، إضافةً إلى تأثيره  القوي على الصعيد النفسي والعقلي لذلك يوصف كمركّبٍ  نفساني التأثير أو مؤثرٍ عقلي.

أما عن شكل رباعي هيدروكانبابينول فهو ذو شكل زجاجي و صلب عندما يكون في حالة باردة، ولزج ودبق عندما يتم تدفئته. كما أن ذوبانه في الماء ضعيف جدًا، لكن ذوبانه في المذيبات العضوية يكون بصورة جيّدة مثل الكحوليات والدهنيات. و اسمه التجاري مارينول (Marinol).

التشابه بين  مركب البروتيتينين المكتشف و THC

أول اكتشاف للبروتيتينين- في النباتات الكبدية- كان على يد مجموعة من العلماء اليابانيين في عام 1994م.

توصلت دراسة أجريت حديثًا إلى أن كل من  المركبين (Perrotetinene) و (Tetrahydrocannabinol) – أو اختصارًا (THC) – لهما تركيب جزيئي مماثل لبعضهما البعض.

حيث كشفت الاختبارات العملية التي أجريت على خلايا دماغية بشرية و الفئران أن كلا من البروتيتينين والـ THC لها نفس التركيب الجزيئي ولهما القدرة على الارتباط بسهولة بالمستقبلات الدماغية الكانابينويدية (Brain’s Cannabinoid Receptors) أو محطة الاستقبال الجزيئية  (Molecular Docking Stations) والتي تعمل على تخفيف مسببات الألم، وذلك وفقًا لبحث نشره باحثون في 24 أكتوبر في مجلة (Science Advances).

كما ويقول الباحث وعالم العقاقير النباتية في جامعة ولاية أوهايو في كولومبوس، دوغلاس كينغهورن(Douglas Kinghorn): ” لا أحد يتهم بالنباتات الكبدية (Liverworts) لكونها نباتات صغيرة، لكن أحيانًا نجد مركبات طبية عظيمة في بيئات وأماكن لا نتوقعها”. حتى الآن يوجد ثلاث أنواع فقط من النباتات الكبدية (Radula Genus) – التي تتبع فرع النباتات الجينية – والتي تنتج هذا المركب الكيميائي، موجودة في اليابان، كوستاريكا و نيوزيلندا وتسمانيا. ولا يزال العلماء يسعون لدراسة آثار النباتات الكبدية حتى اليوم، نظرًا لكونها لا تنتج كميات كبيرة من المركب الكيميائي.

قام الباحثون بدراسة البينة التركيبية والجزيئية لمركب (Perrotetinene) من خلال عمل نسخة صناعية وتركيبية منه مخبريًا واختبار تأثيرها على الفئران عبر تتبع مراكز استجابة الآلام و درجة حرارة الجسم و مقدار الحركة.

كما قال الباحث المشارك في الدراسة العالم يورغ غرتش (Jürg Gertsch)، وهو عالم كيمياء حيوية في جامعة برن في سويسرا: ” أوضحت النتائج التي تم التوصل لها، أن البيروتيتينين أقل تأثيرًا من الناحية النفسية من مركب THC. كما أن المركب الكيميائي الموجود (البروتيتينين) في النباتات الكبدية له آثار جانبية قليلة يجب أخذها بعين الاعتبار مثل فقدان الذاكرة وفقدان القدرة على التنسيق والتحكم في الأمور”

أخيرًا، يأمل الفريق المشارك في الدراسة من قيام الشركات الصيدلانية بتصنيع هذه المادة كبديل عن استخدام الماريجوانا – رغم كونها تستخدم بشكل قانوني و طبيٍّ في بعض الولايات الأمريكية، إلا أنه يأمل الباحثون في أن تشمل ولايات أخرى.