إختراعات

الليزر السحابي يمكن أن يساعد العلماء على إنشاء شبكة انترنت كمومية

يمكن لليزر فائق السرعة – أو الليزر السحابي –  اختراق مسارًا عبر السحب حتى و إن كانت السماء ملبدة بالغيوم، فالليزر السحابي يسمح  بالتواصل السهل مع الأقمار الصناعية التي تسبح فوق الأرض مستقبلةً و مرسلةً الإشارات والبيانات منها وإليها.

في الوقت الحالي، يحد الطقس الغائم من قدرة العلماء على ارسال البيانات إلى الأقمار الصناعية عبر أشعة الليزر ، ذلك لأن السُحب والغيوم تعمل على تشتيت ضوء الليزر وتعيق عملية اختراق الليزر لها. وهذا بالتأكيد سيؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من المعلومات لأسبابٍ مناخية.

لكن دراسة حديثة أثبتت بأنه تم التوصل إلى  ايجاد حلٍ لهذه المشكلة عبر استخدام نوع من الليزر النبضي القوي والسريع  (Fast-Pulsing laser). هذا الليزر الجديد عبارة عن ليزرين متتابعين في آن واحد، حيث ينطلق في البداية ليزر قوي نابضي إلى الغيمة ويفتح بها ثقباً صغيراً، ومن ثم يسمح بمرور الليزر الثاني من هذا الثقب ويكمل مساره إلى هدفه المنشود”.

كما ويمكن لهذه التقنية أن تساعد العلماء على العمل على انشاء شبكات اتصال كميّة عالمية  (Worldwide Quantum Communications Networks) تعتمد على أشعة الليزر في نقل الجسيمات الضوء الصغيرة أو الفوتونات!

وأوضح الباحثون فكرة عمل الليزر عبر استخدام غرفة سحاب مخبرية والتي تحاكي ظروف وحالات السحاب  في الظروف الغائمة.فعندما مر الليزر الأول عبر السحاب سرعان ما تسبب بتسخين الهواء المحيط ، وأدى إلى عزل قطرات المطر في السحابة بعيداً عن مسار الحزمة.

وفق ما قاله مجموعة من الباحثين من جامعة جنيف لمجلة (Optica) في 20 أكتوبر-2018 ” أدت موجة الليزر المنطلقة إلى تكون قناة يبلغ قطرها بحدود المليمتر في السحابة، ما سمح لليزر الثاني بالمرور دون أن يفقد شيئاً من طاقته أو تنحرف وجهته.”

و يأمل الباحثون أنه في المستقبل يمكن أن تسمح الفيزياء الكميّة – أو الكوانتية –  بنقل البيانات بأعلى درجة من درجات الدقة والوضوح و ذلك بعد إنشاء شبكة انترنت عالمية كوانتية (Worldwide Quantum Internet) لإرسال موجات كمّية دقيقة من قارةٍ إلى أخرى.

وكخطوة لتحقيق هذا الهدف قامت الصين بإنشاء أول قمر صناعي كميّ في عام 2017 (SN: 12/23/17, p. 27) والذي يعمل على تبادل ضوء الليزر مع محطات موجودة على الأرض.

في السابق عمل الباحثون على تطوير أقمارٍ صناعية تعمل في حالات الطقس السيئة، أما اليوم فالسعي سيكون من خلال العمل على جعل الطقس نفسه وسطًا ملائمًا للانتقال وتبادل المعلومات.