التصنيفات: غير مصنف

موقع “Stuff In Space” لمراقبة المدار المنخفض للأرض

من الأرض، يبدو الفضاء كفراغ لا متناهي، ولكن الحقيقة هي أن مدار الأرض يزدحم بالعديد من الأشياء، من الأقمار الصناعية التي صنعها الإنسان إلى العديد من القطع الصغيرة الناتجة عن حطام المركبات الفضائية والأقمار الصناعية القديمة والنيازك التي تلتف حول الأرض بسرعات عالية وبشكل خطير، تماماً كما في الفلم السينمائي (Gravity)، بل في الواقع، ووفقاً لمكتب برنامج الحطام المداري التابع لناسا، فإن هناك ما يقدر بحوالي 500,000 قطعة صغيرة من الحطام المداري (التي يتراوح قطرها ما بين واحد و 10 سم) وحوالي 21.000 قطع كبيرة من الحطام المداري (أكبر من 10 سم)، التي تدور حول الأرض الآن.

الآن أصبح بالإمكان رؤية جميع تلك الأشياء الصغيرة التي تتحرك حولنا، وذلك بفضل “Stuff In Space”، وهو موقع إلكتروني جديد من تصميم المبرمج الشاب (جيمس يودر)، يقيس مسارات مئات الآلاف من الأجسام المدارية أثناء الوقت الفعلي لتحركها، وتبعاً لـ(يورد) فإن الموقع يعرض مسار أي شيء يتم تتبعه حالياً في مدار الأرض المنخفض، أو المدار المتزامن مع الأرض، مثل الأقمار الصناعية التي تبعد عن الأرض مسافة تجعلها تدور حول الأرض مرة واحدة كل يوم.

بمجرد أن تقوم بتحميل موقع “Stuff In Space” على أي صفحة متصفح للانترنت ستشاهد على الفور الكرة الأرضية تدور ببطء وهي محاطة بالعديد من النقاط المرمزة بالألوان والتي تمثل كل من الأقمار الصناعية (باللون الأحمر)، والحطام (باللون الرمادي)، والصواريخ التي تم التخلص منها (باللون الأزرق).

عندما تنتقل بالمؤشر عبر الشاشة، تبدأ مدارات الأقمار الصناعية وقطع الحطام الكبيرة بالتوهج على شكل خطوط زرقاء وتظهر أسماؤها أو تسمياتها بشكل نصي، كما يمكنك أن تتجول عبر قسم “المجموعات” لترى بعضاً من أكبر مجموعات الأجسام السماوية التي ترتبط سوياً، مثل الشبكة الأمريكية للأقمار الصناعية (GPS)، ومنافستها في نظام تحديد المواقع الروسي (GLONASS)، أو حتى الحطام الذي نتج عام 2009 عن التصادم غير المتعمد بين القمر الصناعي العسكري الروسي وأحد الأقمار الصناعية الأمريكية التي تختص بالاتصالات (ايريديوم 33 و كوزموس 2251)، كما يمتلك الموقع ميزة البحث، إذا كنت تريد رؤية قمر صناعي معين.

تأتي بيانات المدارات الفعلية من موقع (SpaceTrack)، وهو موقع متاح للجمهور تديره وزارة الدفاع الأمريكية، ولكنها لم تستخدمه حتى الآن لتصوير مدارات الأجسام الفضائية بشكل ثلاثي الأبعاد  أو حتى بشكل واضح وجميل، وعلى الرغم من وجود برنامج (Google Earth)، إلّا أنه لا يركز إلّا على الأقمار الصناعية وتصميمه ليس مدروساً بما يكفي، فبحسب (يودر)، فإن  المواقع التي تتبّع وجود الأقمار الصناعية موجودة بالفعل، ولكنها عادةً ما تتبّع قمراً واحداً فقط في كل مرة، وتظهر موقع القمر الصناعي على خريطة ثنائية الأبعاد.

يقول (يودر)، الذي سيصبح قريباً طالب هندسة في جامعة تكساس-أوستن، وهو أيضاً مشارك سابق في تحدي الروبوتات الأول، إنه ابتكر موقع “Stuff In Space” على مدى نحو شهر، حيث أنه كان يعمل عليه في وقت فراغه، وقد استوحى عمله من لعبة (Kerbal Space Program)، وهي لعبة معروفة على أجهزة الكمبيوتر تجري أحداثها في مكان يحاكي الفضاء الخارجي، وعلى الرغم من أنه سيلتحق بالجامعة في فصل الخريف القادم، إلّا أن (يودر) يخطط لإضافة المزيد من الميزات للموقع، وعلى وجه التحديد “مزيداً من المعلومات حول الأقمار الصناعية المختلفة والمزيد من مجموعات الأقمار الصناعية”.

أما عن السبب الذي جعله يتكبد كل هذه المتاعب فيقول (يودر): “آمل بأن يساعد عملي على فهم المزيد من الأشخاص للمجموعة الكبيرة من الأجسام التي تدور فوق رؤوسهم، وربما تعلموا شيئاً عن كيفية عمل المدارات أيضاً، فأنا شخصياً كنت أجهل الكثير من المعلومات والأمولر التي توجد فوقنا، حتى رأيت الأقمار الصناعية تدور للمرة الأولى”.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير