التصنيفات: الصحة الجيدة

مخاطر تناول مضادات الإلتهاب أثناء الحمل

وجدت دراسة جديدة تم نشر نتائجها على النسخة الالكترونية من مجلة (International Journal of Obesity)، من قبل كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا، أن الأطفال الذين يتعرضون ل( مضادات الإلتهاب أثناء الحمل ) في الثلث الثاني أو الثالث من تطورهم الجنيني، تكون لديهم مخاطر أكبر للإصابة بالسمنة عند بلوغهم سن السبع سنوات، كما أظهر البحث أيضاً أن الأمهات اللواتي يلدن أطفالهن عن طريق العملية القيصرية، سواء بطريقة اختيارية أو إجبارية، ترتفع لدى أولادهن مخاطر الإصابة بالسمنة أيضاً.

مضادات الإلتهاب أثناء الحمل

على الرغم من أن الدراسات السابقة كانت قد أظهرت أن المضادات الحيوية التي تؤخذ في وقت مبكر من الحياة قد تترافق مع زيادة خطر الإصابة بالسمنة في مرحلة الطفولة، إلّا أن هذه هي الدراسة الأولى التي تشير إلى أن استخدام المضادات الحيوية من قبل الأم في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل يزيد من مخاطر السمنة لدى ذريتها، وذلك لأن المضادات الحيوية تؤثر على الميكروبات لدى الأم وقد تدخل إلى الدورة الدموية لدى الجنين عن طريق المشيمة.

اكتشف الباحثون مؤخراً أن البكتيريا التي تعيش عادةً في القولون يكون لها دور هام في الحفاظ على الصحة وأن الاختلالات التي قد تحصل لهذه البكتيريا يمكن أن تسبب مجموعة متنوعة من الأمراض، ويعتقد أيضاً أن هذه الاضطرابات في البكتيريا تنتقل بالعادة من الأم إلى الطفل وتجعله عرضةً للعديد من الحالات الصحية، بما في ذلك السمنة.

الدراسة

استندت هذه الدراسة إلى بيانات مأخوذة من نساء حوامل أصحاء، غير مدخنات، شاركن في دراسة مانهاتن الشمالية للأمهات والأطفال التي تم إطلاقها من قبل عيادات ما قبل الولادة في مستشفى برسبيتاريان في نيويورك ومستشفى هارلم المركزي ما بين عامي 1998 و 2006، ومن بين 727 أماً مسجلة بالدراسة، تمت متابعة 436 أماً مع أطفالهن حتى سن السبع سنوات، 16% من هذه الأمهات استخدمن المضادات الحيوية في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، وبينت نتائج الدراسة أن الأطفال الذين تعرضوا للمضادات الحيوية في هذا الإطار الزمني، كانوا أكثر تعرضاً لخطر الإصابة بالسمنة بنسبة 84%، مقارنة مع الأطفال الذين لم يتعرضوا لها، ولكن بحسب الدكتور (نويل مولر)، وهو زميل ما بعد الدكتوراه في البحوث في كلية ميلمان للصحة العامة ومعهد التغذية البشرية في جامعة كولومبيا، فإن هذه النتائج التي تناولت المضادات الحيوية في فترة ما قبل الولادة وخطرها في زيادة السمنة لدى الذرية تعتبر جديدة من نوعها، وبالتالي لا بد من تكرار التجربة في دراسات أخرى للتأكد من صحة النتائج.

إضافة إلى تأثير المضادات الحيوية في فترة ما قبل الولادة على ازدياد مخاطر الإصابة بالسمنة لدى الأطفال، فقد تبين أيضاً أن الولادة عن طريق العملية القيصرية، تزيد من خطر الإصابة بالسمنة في مرحلة الطفولة بنسبة 46%، وهذه النتائج تتفق جزئياً مع الدراسات السابقة التي تمت بهذا الموضوع والتي تشير إلى أن الولادة القيصرية تزيد من خطر السمنة لدى الأطفال، ولكن الاختلاف ما بين الدراستين هو أن الدراسات السابقة أشارت إلى أن النتائج لدى الأطفال تختلف باختلاف نوع الولادة القيصرية وفيما إذا كان الدخول إلى العملية القيصرية اختيارياً أو اجبارياً، أما الدراسة الحديثة فلم تشر إلى أي دليل من هذا النوع، بل إنها وفرت أدلة جديدة لدعم الفرضية القائلة بأن العملية القيصرية تساهم بشكل مستقل بزيادة خطر السمنة لدى الأطفال، سواء أكانت هذه العملية اجبارية أم اختيارية.

على غرار استخدام المضادات الحيوية أثناء الحمل، فيعتقد أن إجراء العمليات القيصرية يحد من الانتقال الطبيعي للبكتيريا من الأم إلى الطفل، ويزعزع توازن البكتيريا لدى الطفل، ولذلك يجب البحث في اتباع استراتيجيات تقوم على الحد من القيام بالعمليات القيصرية الغير ضرورية، وتوفير البكتيريا التي تعزز صحة الرضيع بعد القيام بإجراء العمليات القيصرية الضرورية، كما ويجب القيام بالمزيد من الأبحاث التي تبين كيف تؤثر طريقة الولادة، والمضادات الحيوية والعوامل الأخرى في تكوين النظام البيئي للبكتيريا، كون هذا النوع من البحوث سيساعد العلماء على الوصول إلى طريقة مبكرة لدعم نمو وتطور الأطفال الصحي.