التصنيفات: متفرقات

ما هي المعلومات التي تحملها عنا مكروبات منازلنا؟

وفقاً لدراسة جديدة، فإنه يمكن معرفة جميع أسرارك الخاصة من خلال الميكروبات التي توجد في منزلك، حيث يمكن للبكتيريا التي توجد على إطارات الأبواب توفير أدلة حول عدد الرجال والنساء الذين يعيشون في المنزل وما هي أنواع الحيوانات الأليفة التي يتم تربيتها هناك، وبهذا يمكن لهذه النتائج في نهاية المطاف أن تساعد علماء الطب الشرعي لتطوير أساليب جديدة لحل الجرائم.

لإجراء الدراسة، طلب العلماء من سكان حوالي 1200 منزلاً منتشراً في جميع أنحاء الولايات المتحدة أن يقوموا بمسح الغبار من مكانين أساسيين، وهما إطار الباب الخارجي الرئيسي وإطار الباب الداخلي لمساحة المعيشة الرئيسية للمنزل، ولكن ليس بالطرق التقليدية، فبدلاً من ذلك، كان عليهم أن يأخذوا عينات من ذلك الجزء الذي يصعب الوصول إليه، ونادراً ما يتم تنظيفه، وهي الحافة العلوية فوق الباب.

تبعاً لـ(لينس مار)، وهو مهندس بيئي في معهد البوليتكنيك فرجينيا وجامعة الولاية في بلاكسبرج، والذي لم يشارك في البحث، فإنه من الذكاء أن يقوم الباحثون بتحليل الغبار من فوق دعامة الباب، فهو المكان الوحيد الذي لا يقوم أحد بتنظيفه أبداً.

إلى جانب ذلك، طلب الباحثون من السكان أن يقوموا أيضاً بملء استبيانات مفصلة عن عاداتهم المعيشية ومنزلهم، بما في ذلك عمر المنازل، وأنواع الحيوانات الأليفة التي كانت تعيش فيها، وحتى عدد الأشخاص المدخنين والنباتيين الذين سكنوا فيها، وبعد ذلك استخدم الباحثون تحاليلاً وراثية لتحديد المجموعات الرئيسية من الفطريات والبكتيريا التي تعيش في تلك المجموعات من الغبار.

تبعاً لـ(نوح فيرير)، وهو عالم في البيئة الميكروبية في جامعة كولورادو في بولدر، تبين بأن أنواع البكتيريا الموجودة في عينات الغبار الداخلية كانت تعتمد إلى حد كبير على نسبة الذكور إلى الإناث المقيمين، وعلى وجود الحيوانات الأليفة مثل الكلاب والقطط، أما بالنسبة للأجناس البكتيرية، فقد وجد الباحثون أن البكتيريا الأكثر انتشاراً كانت تشتمل على البكتيريا البرازية والمهبلية الإنسانية، وكذلك تلك التي تعيش على جلد الإنسان، حيث يضيف (فيرير)، بأن العديد من البكتيريا البرازية قد تم حملها عالياً عن طريق التيارات الهوائية الناتجة عند سحب مقبض المياه في المرحاض.

كانت أنواع البكتيريا الأكثر انتشاراً في المنازل التي يزداد بها عدد الذكور تتمثل بنوعين من أنواع البكتيريا التي تعيش على الجلد – وهي الـ(Corynebacterium ) والـ(Dermabacter)- وجنس مرتبط بالبراز الذي يدعى (Roseburia)، وقد يكون ذلك راجعاً لحقيقة أن الرجال عادةً ما يكونون أكبر حجماً من النساء، وبالتالي لديهم نسبة أكبر من الجلد الذي يوفر مسكناً للمزيد من هذه البكتيريا، ولكن يمكن أيضاً أن يكون العامل وراء هذا الاكتشاف عائد للممارسات الصحية المختلفة بين الرجال والنساء، فعلى سبيل المثال، قد يكون السبب وراء ذلك يعود لكون جلد النساء عادة ما يؤوي عدداً أقل من البكتيريا، وبالتالي ينشر عدد أقل منها أيضاً، وذلك قد يكون عائداً لزيادة عدد مرات التي تستحم بها النساء نسبياً، أو لكثرة استخدامهن لمنتجات العناية بالبشرة.

بالإضافة إلى ذلك، كان الباحثون قادرين أيضاً على معرفة ما إذا كان المنزل يحتوي على الكلاب أو القطط بنسبة 92% و 83% من الدقة على التوالي، وهذا يبين بأن الحيوانات الأليفة تمتلك لتأثير يمكن التنبؤ به بدرجة كبيرة على التنوع البكتيري في الغبار المنزلي، ففي البيوت التي تحتوي على القطط، كان هناك زيادة في 24 جنس من البكتيريا بشكل ملحوظ أكثر مما كانت عليه في المنازل التي لا تحتوي على قطط، أما بالنسبة للمساكن التي تحتوي على الكلاب، فقد وجد الباحثون عدد كبيراً من البكتيريا التي تعود لـ56 جنساً مختلفاً.

تشير النتائج إلى أن اختبارات بسيطة نسبياً للغبار المنزلي الذي تم جمعه من مناطق لا تم تنظيفها بشكل كبير، يمكن أن تساعد العلماء في الطب الشرعي على تحديد جنس ساكني المنازل، وربما حتى زوارها المتكررين، فعلى اعتبار أن مثل هذا الغبار يتراكم ببطء شديد، لذلك فإنه لا يمكن لمثل هذه الاختبارات أن تحدد الضيوف العرضيين أو الذين يأتون لمرة واحدة إلى المنازل.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير