أخبار العلوم

ما هي العواصف الشمسية؟ وهل فعلاً تشكل خطر علينا؟

ما هي العواصف الشمسية؟وهل فعلاً تشكل خطر علينا؟

 

لا بد وأن يكون هذا الخبر مر عليك في يوم من الأيام: ” عاصفة شمسية تضرب الأرض في خلال أيام وعلماء الفلك يحذرون” هل تلك التخوفات من العواصف الشمسية هي فعلاً في محلها، أم هي مجرد عناوين مبالغ فيها لجذب المتابعين؟ وما هي العواصف الشمسية على أيِ حال؟ وكيف تؤثر على كوكب الأرض وما عليه من كائنات حية؟ سنجيب معاً على تلك الأسئلة في السطور القادمة.

 

ما المقصود بالعواصف الشمسية؟

يمكنك تصور العواصف الشمسية كالعواصف التي نألفها هنا على الأرض، لكن بدلاً من كميات الهواء المهولة المنتقلة من مكان لآخر سنجد كميات هائلة من الإلكترونات والبروتونات المتحركة! فالعواصف الشمسية هي ما يحدث عند تدفق عدد كبير من الجزيئات المشحونة القادمة من الشمس وتحديداً من الطبقة الخارجية لها والتي تعرف بالهالة (Corona)، لتعبر ملايين الكيلومترات في الفضاء بسرعات مهولة مارةً بكواكب المجموعة الشمسية بأسرها بما فيهم كوكبنا.

 

ما السبب وراء حدوث تلك العواصف؟

في الواقع هذه ليست بظاهرة حديثة لكنها تحدث منذ ملايين السنين وبصورة مستمرة! فالشمس هي جسم ملتهب تصل حرارته لملايين الدرجات المئوية، ولذلك نتيجة للتفاعلات المستمرة التي تحدث في باطنها، وكمية الطاقة المهولة التي تصدر منها على مدار الساعة يحدث أن تهرب بعض الجزيئات الموجودة في الطبقات الخارجية من جاذبية الشمس، لتنطلق إلى الفضاء الخارجي محدثة ما يسميه العلماء بالعواصف الشمسية.

 

هل تشكل العواصف الشمسية خطر علينا؟

قد يكون هذا السؤال هو أول ما سيخطر في بالك عند قراءة تلك المعلومات، فهل نحن في خطر؟ الدراسات والأبحاث المتعلقة بالعواصف الشمسية تؤكد أنها لا تشكل أي خطر على البشر والكائنات الحية التي تعيش على سطح الأرض، وذلك لأننا محميين بواسطة الغلاف الجوي والمجال المغناطيسي للأرض اللذان يمنعان الإشعاعات الضارة القادمة من الشمس للوصول إلينا، ولذلك اطمئن فنحن في أمان!

لكن ما يجب أن نقلق تجاهه فعلاً هو تأثر وسائل الاتصالات والتكنولوجيا! فتقاطع تلك الجزيئات المشحونة عندما تصل للأرض مع غلافها الجوي يتسبب في اضطراب مؤقت للمجال المغناطيسي للأرض، وبالتالي تتسبب في حدوث تشويش لعمل لأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض مما يؤدي لتعطيل نظم الاتصالات والملاحة مؤقتاً.

 

هل حدث ذلك من قبل؟

ما يدعم الدراسات حول النقطة السابقة هو وجود حوادث مؤكدة على ذلك! ففي عام 1989 في كيبيك في كندا، حدث عطل كبير في الطاقة لدرجة أن انقطع التيار الكهربي عن 6 مليون شخص لمدة 9 ساعات! وأكد المختصون أن العواصف الشمسية هي كانت المتسببة بالفعل في ذلك.

 

ما الذي يمكن أن نفعله لتفادي الآثار؟

 

يعمل العلماء على دراسة الشمس بدقة من أجل فهم تأثيرها علينا وعلى الكوكب بصورة أفضل، حتى أنه تم تخصيص العديد من المركبات الفضائية بواسطة ناسا وكالة الفضاء الأمريكية لتدور حول الشمس باستمرار لتلتقط لها الصور وترسلها للأرض، وبالتحليل المستمر لتلك الصور يمكننا أن نتوقع قدوم العواصف الشمسية إلينا من عدمها، وذلك لأنها تستغرق بعض الوقت لكي تصل من الشمس للأرض يتراوح بين عدة ساعات لعدة أيام.

ولنفترض أنه تم التأكد من قدوم إحدى العواصف لنا، فأحد الحلول المقترحة في تلك الحالة هو إطفاء الأقمار الصناعية التي من المتوقع أن تتأثر من الحدث مؤقتاً لحين مرورها بسلام، حتى نقلل الخسائر بقدر الإمكان.

 

خلاصة القول، لا يوجد أي خطر يهددنا نحن البشر جراء مرور العواصف الشمسية كما يزعم البعض، فهي ظاهرة طبيعية، بل وجميلة أيضاً! فبسببها نرى الأضواء القطبية أو الشفق القطبي البديع الناتج عن تقابل المجال المغناطيسي مع جزيئات الشمس المشحونة محدثةً لوحات ملونة جميلة، فلا داعي للقلق!

 

المصادر: 1,2