ما زلنا لا نفهم تمامًا ما يحدث في الدماغ أثناء النوم، رغم علمنا أن هذا الأخير ضروري للشعور بالنشاط، والحفاظ على قوة جهاز المناعة، ومساعدة الجسم على العمل على النحو الأمثل.
في دراسة جديدة نُشرت في مجلة Nature Communications، اقترب الباحثون خطوة واحدة من فهم الدماغ النائم.
لطالما اشتبه في أن الدماغ يوطد الذكريات أثناء نومنا، لكن لا أحد يعرف كيف.
لذلك، استخدم باحثون من جامعة جنيف في سويسرا التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) وتخطيط (EEG) لمعرفة ذلك.
أجرى المشاركون تصويرًا للدماغ أثناء لعبهم لعبتين من شأنها أن تضيء مناطق مختلفة في الدماغ (واحدة كانت متاهة والأخرى كانت لعبة التعرف على الوجوه).
تم تزوير الألعاب دون معرفة المشاركين، لذلك لم يتمكنوا من الفوز إلا بإحدى الألعاب.
من خلال جعل المشاركين يفوزون بواحدة فقط من الألعاب، أراد الباحثون أن يروا كيف أن “مكافأة” الفوز ستغير نشاط الدماغ.
بعد الألعاب، نام المشاركون في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي طوال دورة النوم، بينما تم تسجيل نشاط دماغهم بشكل أكبر.
إقرأ أيضا:
بناءا على النتائج التي توصلوا إليها، يبدو أن تعزيز الذاكرة يحدث أثناء النوم العميق، وذلك بعد معرفة الذكريات التي تستحق التخزين، بناءا على المكافآت.
في النوم العميق، يعيد الحُصين ذكريات اليوم، ويرسلها إلى القشرة الدماغية، ويعزز تلك المسارات العصبية.
وتوضح الكاتبة الرئيسية فيرجيني ستيربينيتش في بيان صحفي:
بينما كان المتطوعون نائمين، “بدأوا في” التفكير “في كلتا اللعبتين مرة أخرى، ثم على وجه الحصر تقريبًا بشأن اللعبة التي فازوا بها عندما دخلوا في نوم عميق.
كمتابعة، كان على المشاركين التعرف على الوجوه من إحدى الألعاب، وكذلك الخروج من المتاهة من الأخرى.
ومما لا يثير الدهشة، أنه كلما أظهر تصوير الدماغ أثناء النوم تقوية الذاكرة، كان أداؤهم أفضل في مهمة المتابعة هذه – مما يعني أنه كان من السهل تذكر الذكريات “المجزية” التي يخزنها.
لم تتناول هذه الدراسة نشاط الدماغ أثناء النوم فحسب، بل أيضًا كيف يمكن لتقوية الذاكرة أن تؤثر على عواطفنا.
بالطبع، لا يزال هناك المزيد من الأبحاث التي يتعين القيام بها لفهم آليات الدماغ، خاصة أثناء النوم، ولكن هذه الرؤية الجديدة قد تغير جيدًا طريقة تفكيرنا في النوم والذكريات.
ورغم ذلك هناك شيء واحد مؤكد: إذا كنت تريد أن تتذكر يومك، فعليك التأكد من الحصول على نوم جيد ليلاً.