التصنيفات: اخر الأخبار

ماذا يوجد على حواف السحب؟

توصل العلماء مؤخراً إلى فهم الكيفية التي تتفاعل السحب فيها مع الهواء المحيط بها، وذلك من خلال دراسة بعض أكثر أنواع الغيوم المملة بتفصيل غير مسبوق.

تبعاً لـ(ريموند شو)، وهو عالم في الغلاف الجوي من جامعة ميشيغان للتكنولوجيا، فإذا ما طلبت من طفل أن يرسم لك سحابة فإنه سيرسم سحابة منتفخة بيضاء عائمة في الهواء من تلقاء نفسها، وهذا هو نوع السحاب الذي كان الباحثون يبحثون عنه.

في السابق، لم يكن (شو) من المهتمين بدراسة الغيوم، حيث يقول بأنه كان يكره حفظ أنواع الغيوم وهو الأمر الذي كان مفروضاً عليه أثناء حياته الدراسية، ولكنه فيما بعد أصبح من المهتمين في الثلوج، التي تأتي بطبيعة الحال من الغيوم، لذلك انتهى به الأمر لدراسة أسرار السحاب، حيث أراد أن يفهم كيفية تفاعل السحاب مع الهواء المحيط به بمستوى عالٍ من التفصيل.

كان فريق (شو) يطير خلال الغيوم في طائرة مجهزة بأداة جديدة يسمونها كاشف التصوير المجسم للغيوم، أو الـ(HOLODEC)، حيث أن هذه الآلة تقوم بإعطاء صورة صغيرة ثلاثية الأبعاد عن كل شيء يوجد داخل وحدة الحجم داخل الغيوم، وعلى الرغم من أن الحجم الذي تكشفه الصور ليس كبيراً، ولكنه يكفي ليكوّن نظرة عامة عن الوضع، حيث يشير (شو)، أنه من خلال الصور يمكن رؤية عدد قطرات المياه التي تحتويها السحب، ومدى كبرها، ويمكن أيضاً أن نرى كيفية توزعها في المكان.

ركز الفريق في بحثه على حواف الغيوم، وهو المكان الذي يختلط فيه الهواء الجاف مع الغيوم، حيث كان يعتقد سابقاً بأن جميع القطرات في ذلك المكان تتبخر قليلاً ويتقلص حجمها، ولكن هذا ليس ما يحدث على أرض الواقع، فبحسب (شو)، يبدو بأن الهواء الجاف يتسلل إلى داخل الغيوم ويعمل على تبخير بعض القطرات فيها تماماً، في حين تبقى أخرى على حالها في أطراف السحب الناعمة المحاطة بالهواء النقي، وتكون تلك القطرات المتبقية مماثلة في الحجم للقطرات التي تقع في مركز السحاب، تلك الأنواع التي تكون بعيدة عن التبخر، وهذا كان بمثابة مفاجئة للباحثين.

أشار الباحثون في تقريرهم الذي تم نشره في مجلة (Science) العلمية، بأن الحصول على هذا النوع من النظرة الفاحصة للسحب كان أمراً رائعاً، ولكن الأمر الأكثر روعة، هو أن هذا الإكتشاف سيكون له تبعات حقيقة، فتلك التفاصيل الصغيرة التي تم اكتشافها عن السحب، ستشكل في النهاية حلقة في سلسلة توقعات الطقس، أو فهم كيفية تغير المناخ.

أخيراً تجدر الإشارة إلى أن الأنواع الأخرى من الغيوم – مثل الغيوم الباردة التي تحمل البلورات الثلجية – قد تتصرف بشكل مختلف، ولكن (شو) يشير إلى أنه مهتم حقاً في فهم تلك الغيوم أيضاً.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير