الحصول على مياه الشرب يتحول إلى معركة في بعض البلدان النامية، الطوابير تصطف، والأطفال يستيقظون باكراً ليحملوا الدلاء الثقيلة إلى بيوتهم، وهي المعاناة التي لا نشعر بها ونحن نفتح الصنبور ببساطة في الصباح لنغسل وجوهنا أو نملأ كوباً سريعاً أو إبريق شاي، ثم نذهب إلى العمل.
شركة WaterStillar قررت أن تساعد في هذا الأمر عندما صممت جهازاً لتقطير المياه والحصول على مياه نظيفة للشرب من أي مصدر، الجهاز يعمل بالطاقة الشمسية، مما يجعله رخيصاً وفعالاً، كما إنه مصمم بشكل ذكي ليستطيع إنتاج آلاف لترات المياه النظيفة يومياً، ويمكن بدء تشغيله بدون الحاجة لدفع مصاريف إضافية مقدماً كما إن تكاليف إصلاحه أو تدريب العمال على استخدامه لا يتطلب أكثر من الحد الأدنى.
بدأت أعمال هذه الشركة في 2004، وهي تحاكي دورة المياه في الطبيعة، فهي تعمل عن طريق تسخين المياه حتى تتبخر ثم تقوم بتكثيفها للتخلص من أي ملوثات فيها.
جهاز التنقية هذا لا يحتاج إلى مضخة، حيث إن المياه تتحرك بفعل الجاذبية إلى الأسفل، من خزان بالأعلى، والجهاز مقسم عمودياً إلى وحدات عديدة، حيث تلتف المياه من الواحدة إلى الأخرى.
عندما يصل الماء إلى الوحدة السفلية يتم تسخينه بواسطة أنبوب مفرغ جامع لأشعة الشمس (ألواح شمسية حرارية)، وبعد أن يسخن يبدأ في التبخر ويعلو البخار الناتج إلى أعلى الوحدة، تاركاً أية ملوثات مترسبة في المياه المتبقية لكي يعاد تدويرها مرة أخرى بعد تخفيفها بمياه جديدة.
عندما يصطدم البخار بلوح التنقية المثبت أعلى الوحدة، يتكثف مكوناً قطرات مياه نظيفة، تثبت في أماكنها بفضل خاصية التوتر السطحي، ثم تجري هذه القطرات على لوح ذي زاوية حيث تصل إلى المخرج، ويتم استخدامها، الحرارة المتبقية من كل طبقة يتم استخدامها لتسخين الطبقة الأعلى منها، وبهذه الطريقة، فإن الجهاز يصبح فعالاً جداً، تقطير المياه بهذه الطريقة ينتج بما يقدر من 2 إلى 300 لتر من المياه يومياً، ويمكن زيادتها إلى 10 آلاف لتر، موفراً المياه للكثير من الناس الذين يعانون العطش بأرخص التكاليف.
هذا الجهاز يعمل دون استخدام كهرباء، أو كيماويات، كما لا ينتج أي انبعاثات، والمياه النظيفة التي ينتجها لها طعم محايد وخالية من البكتيريا أو الفروسات، ويمكن إضافة المعادن بعد الحصول على المياه، لكن هذه الخاصية غير موجودة في الجهاز نفسه.
وبرغم اعتماده على الشمس، فجهاز WaterStillar يمكنه أن يعمل في الأيام الغائمة، لكنه سوف يكون أبطأ قليلاً فقط، كما يمكنه أن يستخدم حينذاك الطاقة الضوئية أو قوة التيار الكهربي كوسيلة بديلة لتوفير الحرارة اللازمة للتبخير.
الشركة قالت إنها صنعت هذا الجهاز باستخدام أدوات وأجزاء لها أقصى حد ممكن من العمر المتوقع ضد تأثيرات التغيرات البيئية، وإذا تم تثبيته بشكل صحيح، فإنه يستطيع أن يستمر لمدة 20 عاماً مع أقل قدر من تكاليف الإصلاحات، ويمكن التحكم بنظام الجهاز عن بعد كي يتأكد الخبراء من صحة المياه وسلامتها، كما يمكن أن يتابع الوضع شركاء الشركة المحليين، ويوفروا أي صيانة مطلوبة.
خطة الشركة الآن تتمثل في أن يصبح بمقدور الناس الاعتماد على جهاز لتنقية المياه، دون تكاليف مدفوعة مقدماً، وتسعى الآن لإيجاد شريك من المنظمات غير الحكومية لمساعدتها في عملية التوزيع.
ويمكنك أن تشاهد طريقة عمل هذا الجهاز في الفيديو التالي: