التصنيفات: تقنية

طفل في الحادية عشرة يبتكر جهازاً يخزن شرائح قياس السكر بأمان

جميعنا يعرف أن مريض السكري يحتاج لاستخدام شرائح قياس جهاز السكر عدة مرات في اليوم،  لكننا لا نفكر في كمية النفايات المخضبة بالدم الناتجة عن قياس كل هؤلاء المرضى للسكر عدة مرات في اليوم، وهو ما فكر فيه باهتمام الطفل الأسترالي ويليام جريم ذي الأحد عشر عاماً ، والذي قام بطبع جهاز بشكل ثلاثي الأبعاد، يقوم بتخزين شرائح قياس السكر المستعملة بشكل صحي وآمن، كما إنها صغيرة بشكل كافٍ كي تصبح ملحقة بجهاز قياس السكر الصغير الذي يحمله مريض السكر دائماً دون أن تمثل عبئاً عليه، وقد فاز ابتكاره هذا بجائزة مسابقة Origin Energy littleBIGidea، وسوف يسافر إلى الولايات المتحدة ليزور ناسا كجزء من الجائزة.

عندما يقوم مرضى السكري بقياس مستوى السكر في الدم على مدار اليوم، فإنهم يحتاجون لوخز إصبعهم بإبرة صغيرة ووضع نقطة من دمهم على الشريحة التي تقيس الجلوكوز، والتي ترشدهم لكمية دواء الإنسولين الذي يحتاجونه للسيطرة على مستوى السكر في الدم وجعله طبيعياً وغير خطر.

الطفل جريم، المصاب بمرض السكري من النوع 1، فكر أول مرة في هذا الابتكار عندما كانت أمه تسبب له المشاكل والشجارات عندما يترك شرائح قياس السكر تملأ أرض غرفته، وقد قال في تقديم ابتكاره في سيدني، أنه يوجد 380 مليون مريض بالسكري في أنحاء العالم، وهم يحتاجون لإجراء اختبار الدم هذا عدة مرات في اليوم.

أجرى جيم على جهازه الجديد الاختبارات على مدى الأشهر القليلة الماضية، وأظهر أنها تستطيع أن تخزن ما يصل إلى الخمسين شريحة بأمان، مما يعني أنه لا يحتاج لإفراغ الجهاز في سلة المهملات إلا كل أسبوع، وفي نفس الوقت، فإنها تبقي الشرائح المخضبة بالدم بعيداً عن الأرض، وتجعل حياته وحياة أسرته أكثر سهولة.

أضاف جريم أنه وضع المخطط لتنفيذ ابتكاره، عندما كان في مخيم للطباعة ثلاثية الأبعاد، وقد قال المحكمون أن هذا الابتكار سوف يكون من السهل دخوله فوراً إلى خطوة الإنتاج بشكل تجاري موسع.

ومع أن الصغير يأمل أن يخفف اختراعه العبء عن المرضى وأهاليهم، إلا إنه قال إنه يأمل أكثر ألا يحتاج الناس إليها أصلاً، موضحاً أن حلمه أن يجد شخص ما علاجاً لمرض السكري، وبالتالي لا يحتاج أحد لاختراعه.

المسابقة كان فيها فائزون آخرون، فقد فازت جريتا كومينز ذات العشر سنوات عن فكرتها باستخدام الوسادة الهوائية كوسيلة إنذار تقوم بإنذار السلطات بشكل أوتوماتيكي، وهكذا لم تعد وظيفة الوسادة الهوائية حماية الأشخاص في السيارة فقط عند الحوادث، بل إنها تقوم في غضون دقيقة واحدة بإرسال الإحداثيات فورياً إلى الشرطة والإسعاف كي يحضروا للمكان، أما إن لم يصب أحد، فلدى الركاب دقيقة واحدة كي يوقفوا الإنذار قبل أن يبدأ في العمل.

أوسكار ماسون ذي الثلاثة عشرة عاماً كان الفائز في تصنيف السبع إلى ثمان سنين، بابتكاره لنظام إنذار يتم تنشيطه عبر ألواح حساسة للضغط موضوعة في مقعد الطفل، وهي تنقذ الرضع من الموت في السيارات الساخنة، فعندما يتم تنشيط هذا اللوح إن تم ترك الطفل في السيارة، يقوم بإغلاق الدائرة وتنشيط النظام، يقوم جهاز استشعار بكشف  ما إن كان هناك ارتفاع في درجة حرارة السيارة عن الأربعين درجة سليزية، ليبدأ بتشغيل زمارة السيارة وبدء وميض أضوائها لجذب الانتباه، كما إن مكيف السيارة حينها يتم تشغيله بشكل أوتوماتيكي كي يمنع حدوث ضربة شمس وموت للرضيع.

وقد كان في هذه المسابقة ابتكارات أخرى مثل اختبار ورقة عباد الشمس الذي صمم كي يكشف وجود المكسرات والمواد الأخرى المسببة للحساسية في الأطعمة قبل تناولها، وأيضاً الهيكل الروبوتي القابل للارتداء الذي يسمح للأشخاص ذوي الأمراض العصبية التآكلية من حضن أولئك الذين يحبونهم.

وقد قال المحكم في مسابقة littleBIGidea، جيمس أولوجلين أن التحكيم كان مهمة صعبة في ظل العديد من الاختراعات الابتكارية التي قدمها الطلاب من جميع أنحاء البلاد، مضيفاً أن الابتكارات التي فازت، لم تفز فقط بسبب أصالتها والإبداع فيها، وإنما بسبب كونها عملية ومبتكرة.

وتهدف مسابقة Origin Energy littleBIGidea إلى إلهام الجيل القادم من المفكرين الكبار كي يطوروا أفكاراً يمكنها أن تنتج بشكل تجاري موسع ذات يوم، وبالنظر إلى الابتكارات الفائزة، فإن هذا يملؤنا بالتشوق كي نشاهد أحداً يحولها قريباً إلى حقيقة تساعد ملايين الناس.

 

 

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير