لا شك بأن كثيرون في عالمنا العربي لا يعرفون الكثير عن المنتجات العضوية أو منتوجات الـ ” Bio بِيُو ” ، ولكن في الغرب وفي بلد مثل الألمانيا تجد كلمة Bio تتصدر الكلمات اليومية الأكثر إستعمالاً فكُل من يود أن يُعبر عن حُبّه وصداقته للبيئة ، يلجأ إلى Bio فيأكل Bio ، يشرب Bio يملأ سيارته بوقود Bio وحتى الكهرباء في بيته تكون من مصادر Bio .. ويدفع في ذلك كُله مبالغ أكثر .. حتى يكون صديقاً للبيئة !!
كُل المنتوجات التي تحمل إسم المنتجات العضوية أو الـ ” Bio ” تعتمد بشكل أساسي في إنتاجها على مواد طبيعية وخالية من الكيميائيات والملوّثات ، وبالتالي يتم إعتبارها في كثير من الأحيان بأنها صديقة للبيئة وللصحة ، وتُعرف المواد الغذائية منها بالأطعمة العضوية (organic foods ) ، ولكن هل هي صديقة للبيئة حقاً ؟ دعونا نرى هذه الحقائق التي جاءت في موقع عالم العجائب الألماني (Welt der Wunder ) والتي جاءت تحت عنوان : أوكو لوجي ( كذبة منتوجات الأوكولوجية – البيئية )
بعكس ما يزعم ” جماعة الـ Bio ” فإن نسبة ثاني أوكسيد الكربون تتراوح بين 30 إلى 80 % من تلك التي من الممكن أن تصدر عن إستخدام الديزل الإعتيادي ولكن المُشكلة الحقيقية تكمن في أن السماد الذي سيستخدم في زراعة هذه النباتات التي ستسخدم في إنتاج هذا الوقود سوف تجلب الكثير من الأضرار البيئة ، عدا عن ذلك فإنها ستحتل الكثير من المناطق الزراعية التي كان من المفروض أن تستخدم في الزراعة للمواد الغذائية التي يحتاجها جسم الإنسان !!
مع أن وبشكل عام يمكن التخلي في معظم منتجات من هذا النوع عن مبيدات الآفات (Pesticide )، إلاّ أنه في زراعة الفواكه وبالأخص في مجال ” الخمور ” – أي العنب – يتم إستخدام مادة النحاس من أجل إبعاد بعض الأضرار التي من الممكن ان تصيب النبتة وكُلّما كانت نسبة النحاس التي تتعرّض المزروعات لها أكثر، كلّما زاد الاحتمال في أن تؤدي إلى الإكتئاب والـ ” ماجرينا ” (آلام مزمنة في الرأس).
بشكل عام هناك حوالي 320 مادة إضافية (additive ) يسمح إضافتها في المواد الغذائية التقليدية ( التي نعرفها بشكل عام في بلادنا ) بينما في منتوجات الـ Bio فإن عدد المواد المسموح بإضافتها لا تتجاوز الـ 47 مادة . من بين هذه المواد الـ Carrageenan وهي مادة تستخدم أحياناً في التجارب التي تجرى على الحيوانات في علاج الإلتهابات وإجراء تعديلات على جهاز المناعة .
من أجل ” إنتاج ” كيلوغرام واحد من لحمة Bio يتم إستهلاك حوالي 20000 ليتر ماء ، بينما يتم إستهلاك فقط 50 ليتر ماء من أجل إنتاج كيلوغرام من القمح ، وكذلك فإن 5 كيلوغرامات من اللحوم تستهلك حوالي مُتوسط ما يستخدمه شخصين من الماء خلال السنة ، وبالتالي فإن كميات الماء التي تضيع في هذا الخصوص ليست بالكثيرة !!
كثير ما تعتبر المنتوجات المحلية كمنتوجات صديقة للبيئة باعتبار أن المركبات التي ستنقلها من الحقل إلى المحلات التجارية لن تستهلك الكثير من الوقود وبالتالي فإن كمية الـ CO2 سوف تكون منخفضة ، وهنا نأتي للتفاح في ألمانيا مثلا ، والذي يستمتع الألمان بتناوله طيلة أيام السنة باعتباره منتوج محلي ، ولكن في حقيقة الأمر فإن هناك مواسم لا يُثمر فيها التفاح فمن أين يأتي هذا التفاح ” الألماني ” والجواب هو : أنه يتم تخزينه وتبريده لفترات طويلة وبالتالي يتم تبذير كميات هائلة من الطاقة في ذلك ، وبالتالي فإنه يكون أكثر ضرراً للبيئة من التفاح الذي من الممكن أن يستورد من نيوزلاند حيث يكون هناك الموسم ، وبالتالي فإن الإنبعاثات الضارة التي تُطلق من الطائرة ستكون أقل بكثير من تلك التي نتجت عن عملية التخزين والتبريد !
من العجيب أن تكون هناك عشرات المواد الغذائية التقليدية أكثر صداقة للبيئة من منتوجات الـ Bio والمعروفة بغلاء أسعارها بشكل عام ، وأفضل مثال على ذلك هو لحم البقر الـ Bio ففي المزارع الصديقة للبيئة حيث يتم إطعام الحيوانات مواد غذائية خاصة ، فإن الحيوانات تعيش لفترة أطول وبالتالي فإن هذه الحيوانات تُطلق بذلك كميات أكبر من الغازات الضارة للبيئة والتي لها أضرار لا يُستهان بها ايضاً !
إن الوعي البيئي في بلادنا العربية لم يصل – مؤكداً – إلى ما وصل إليه الأمر في أوروبا وأمريكيا ، والحديث عن سلبيات منتوجات الـ بِي يو بينما كثيرون لم يسمعوا عنها بعد ، لا يهدف إلا للقول بأنه إذا كانت هذه ” الكوارث ” تسببها منتوجات يُفترض بها أنها تحسن الوضع فماذا عن المنتوجات التقليدية ؟؟