ملفات نقطة

ماتوا في سبيل الهبوط علي القمر .. كيف يقود الفشل أحيانا لنجاح مذهل

هذا المقال ضمن سلسلة مقالات تستعرض النجاح الذي حققته رحلة أبولو للهبوط على سطح القمر لأول مرة

 احصل على رسالة اسبوعية بأهم ما ينشر في مجلة نقطة 

في الذكرى الخمسين للهبوط على القمر، هل كانت جميع التجارب ناجحة؟

سمع الكثير منا عن نيل أرمسترونج وباز الدرين؛ أول رائدي فضاء يسيران على سطح القمر، ولكن من منا سمع بجاس غريسوم، ايد وايت، وروجر تشافي؟ ليس الكثيرين منا لم يسمعوا عنهم، فللأسف نميل لتذكر النجاحات وتناسي الاخفاقات! هؤلاء الرواد الثلاث أصبحوا أول من ماتوا في سبيل برنامج أبولو والهبوط على القمر.

  • جاس غريسوم: انضم إلى ناسا عام 1959، صعد إلى الفضاء مرتين؛ مرة في المهمة Liberty Bell 7 واخرى في المهمة جيميني 3، وكانت أبولو 1 هي ثالث مهامه الفضائية وشغل منصب طيار التحكم.
  • ايد وايت: انضم إلى ناسا عام 1962، صعد إلى الفضاء في المهمة جيميني 3 وكانت  أبولو 1 هي ثاني مهامه الفضائية وشغل منصب طيار أساسي.
  • روجر تشافي: انضم إلى ناسا عام 1963، لم يصعد إلى الفضاء من قبل، فلقد كانت أبولو 1 هي أولى مهامه الفضائية وشغل منصب طيار.

صورة لفريق أبولو1 داخل وحدة القيادة، من اليمين: جاس غريسوم، ايد وايت وروجر تشافي.

إخفاقات عربية ونجاحات حصلت في برنامج الفضاء العربي، ماذا تعرفون عنها؟ ( إقرأ أكثر ) 

لنفهم ما حدث، دعونا نعود ليوم الانطلاق المُقرر يوم السابع والعشرين من يناير كانون الثاني لعام 1967، قبل الانطلاق تم إجراء اختبار في وحدة القيادة داخل المركبة الفضائية وقد انتهى بشكل مأساوي بسبب حدوث شرارة تفاقمت إلى نيران مع وجود غاز الاوكسجين متسببة في وفاة الفريق بأكمله. 

صورة لوحدة القيادة بعد اندلاع النيران.

عُينت بعد ذلك لجنة خاصة للتحقيق في الحادثة وتقديم تقرير عن ملابساتها وكيفية الحد منها في المستقبل، وبالفعل طبقت ناسا بعض التعديلات والإصلاحات على وحدات القيادة والمركبات الفضائية. 

 

الإنجازات في الغالب لا تتحقق إلا على أعتاب الفشل، الفشل مرة بعد مرة هو ما يصنع النجاح في النهاية. 

بعد خمسون عاماً من الحادثة في السابع والعشرين من يناير كانون الثاني لعام 2017 وفي محاولة لإحياء ذكرى الفريق، قامت ناسا بافتتاح معرضاً تقديراً لهم معروضاً فيه التاريخ والحياة المهنية لكل فرد من الفريق ويُعرض أيضاً بعض الأجزاء من وحدة القيادة التي اندلعت بها النيران وكيف تطورت على مدار خمسون عاماً.

في المرة القادمة اعزائي القراء، عندما تتذكرون ذكرى أول خطوة خطتها البشرية على القمر، تذكروا معها ارواح هؤلاء الذين ضحوا بما تبقى من أعمارهم في سبيل تطوير برنامج الفضاء ليكون قادراً على اتخاذ أولى خطواته على سطح القمر.

 

إلى جاس، ايد وتشافي، نحن نتذكركم دائماً.

شارك
نشر المقال:
ياسمين سيف