التصنيفات: متفرقات

لماذا نصاب بالحكمة عندما تقف حشرة على ذراعنا؟

يمكن للكثير من الأشياء أن تجعلك تصابة بالحكة، كالالتهابات الجلدية، وأمراض الحساسية، ويمكن حتى لأنواع معينة من السرطانات أن تحفز هذا الإحساس، ولكن في كثير من الأحيان قد تكون الحكة أكثر من مجرد إزعاج، فقد تكون بمثابة تحذير كيميائي لوجود شيء خاطئ في الجسم، وفي الواقع، يمكن لأنواع وأسباب الحكة أن تكون معقدة لدرجة دعت الباحثين لتقسيم أنواعها، ومن بين هذه الأنواع، هناك نوع خاص من الحكة ينتج عن الملامسة الطفيفة -مثل وقوف البق على ذراعك وملامسته بلطف لشعر يدك- وقد اكتشف الباحثون مؤخراً المسار العصبي الذي يصل بين الجلد والدماغ والذي يؤدي لهذا النوع من الحكة (التي تدعا بالحكة الميكانيكية)، وهذه النتائج التي تم نشرها مؤخراً في مجلة (Science) العلمية، قد تساعد الباحثين على إيجاد علاج لقمع الحكة المزمنة.

هناك مسارات عصبية موزعة في جميع أنحاء الجسم، مخصصة لنقل أنواع مختلفة من المعلومات من الجلد، فعلى سبيل المثال، نحن لا نخلط بين الليونة ودرجة الحرارة لأن هناك أعصاب مختلفة مسؤولة عن نقل كل نوع من هذه الأحاسيس، والعديد من هذه الأعصاب تصل إلى الحبل الشوكي قبل أن تنتقل إلى الدماغ، ليتم معالجتها فيه، ولكن بما أننا لا نشعر بالحكة الميكانيكية على الجلد في جميع الأوقات، حتى عندما يكون هناك أشياء مثل الملابس تضغط عليه، لا بد من أن يكون هناك شيء يتحكم بوصول الإشارة إلى الدماغ، لذلك قرر الباحثون اختبار بروتين معين يسمى نيوروبيبتيدي (Y)، أو (NPY)، والذي يقوم بتأدية العديد من الوظائف في الدماغ مثل الحد من القلق أو الألم والسيطرة على نوبات الصرع، كما أن هذا البروتين يوجد أيضاً في العمود الفقري، ولا يعلم العلماء السبب المحدد الذي يقف خلف وجوده في تلك المنطقة من الجسم.

قام الباحثون بحقن مجموعة من الفئران بمادة كيميائية تمنع الجسم من إنتاج بروتينات (NPY) في الحبل الشوكي، ولاحظوا أنه بعد مرور أسبوع، أصبحت الفئران مفرطة الحساسية للمس ولم تستطع التوقف عن حك نفسها، وقد استشف الباحثون بأن رد الفعل الذي أبدته الفئران كان ميكانيكياً لأن الفئران لم تغير من سلوكها عندما حقنت بمادة كيميائية تثير الحكة أو تم تعريضها لحرارة مؤلمة.

تبعاً لما جاء في تقرير صادر عن معهد سالك للدراسات البيولوجية، الفئران التي كان إفراز الـ(NPY) لديها ضعيفاً لم تكن أكثر حساسية من المجموعة الضابطة للأشكال الأكثر قوة من اللمسات والمحفزات المؤلمة، أو حتى للمواد الكيميائية التي تثير الحكة، وهذا يشير بأن اللمس الخفيف يستخدم مسار خاص به ضمن الجهاز العصبي لتحفيز الحكة، ولكن المثير للاهتمام، هو أن ردة الفعل هذه تحدث فقط على الجلد الذي يكسوه الشعر ولا تحدث على الجلد العاري، مثل ذلك الذي يوجد على راحتي اليدين.

يحاول الباحثون الآن تركيز اهتمامهم على مسح كل عصبون يتم تفعيله في عملية الحكة الميكانيكية والاستجابة لها، وإذا استطاعوا فعل ذلك، يعتقد الباحثون بأنهم سوف يكونون قادرين على تعديل تلك العملية، مما سيؤدي إلى إيجاد دواء أكثر فعالية – أو حتى علاج- لآلاف من الأشخاص الذين يعانون من الحكة المزمنة، وهي في الحقيقة شكل من أشكال الألم المزمن.

 

شارك
نشر المقال:
Diana