التصنيفات: غير مصنف

لقاح الحصبة يقلل من الوفيات الناجمة عن الأمراض الأخرى

يعتبر لقاح الحصبة بشكل عام واحداً من النجاحات التي يُشهد بها للصحة العامة، فقبل أكثر من قرن، في عام 1920 تحديداً، توفي أكثر من 7500 أمريكي بالحصبة، ولكن في غضون السنوات الـ10 الماضية، لم يتم تسجيل أي حالة وفاة بسبب هذا المرض، ولكن وفقاً لدراسة نشرت في مجلة (Science Translational Medicine)، فإن لقاح الحصبة لم يقم بالحماية من الحصبة فحسب، وإنما جعل المرضى أكثر قدرة على مقاومة أمراض أخرى، مثل السل والالتهاب الرئوي وتسمم الدم.

إن فكرة أن لقاح الحصبة يعمل على تعزيز جهاز المناعة في الجسم، ليس بالأمر الجديد تماماً، فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريراً يتضمن هذه الملاحظة في العام الماضي، ولكن لم يكن من الواضح السبب الذي يؤدي لحدوث ذلك، ومؤخراً تبين بأن السبب يتعلق بطبيعة فيروس الحصبة، فبالإضافة لكونه فيروس معدٍ للغاية وقاتل، فإنه يؤدي لنوع من فقدان الذاكرة المناعية، حيث أظهرت القليل من الدراسات التي تم إجراؤها على القرود، بأن فيروس الحصبة قام بقمع الخلايا الليمفاوية وخلايا الدم البيضاء التي تحدد الكيفية التي يمكن فيها لنظام المناعة أن يستجيب دفاعاً عن الجسم، ووضع مكانها خلايا ليمفاوية خاصة بالحصبة، ونتيجة لذلك لم يعد الجهاز المناعي يهاجم فيروس الحصبة أو أي شيء آخر يبدو مثله، تاركاً بذلك المجال مفتوحاً أمام الأمراض الأخرى لإصابة الجسم.

كان الباحثون يفترضون بأن الأشخاص الذين يحصلون على اللقاح ضد الحصبة سيكونون أقل عرضة للإصابة بالأمراض المعدية الأخرى، وهذا ما دفعهم للبحث في البيانات، حيث أنهم قارنوا ما بين معدلات الوفيات الناجمة عن مسببات الأمراض الأخرى غير الحصبة، قبل وبعد التطعيم الجماعي ضد الحصبة الذي حصل في انكلترا وويلز والولايات المتحدة والدنمارك، وعلى الرغم من أن الباحثين كانوا قد توقعوا بأن الفوائد التي يمكن أن تعود على الجهاز المناعي سوف تستمر لبضعة أشهر فقط بعد التطعيم ضد الحصبة، ولكن البيانات أظهرت بأن فوائد التطعيم استمرت على مدى سنتين إلى ثلاث سنوات منقذة بذلك الآلاف من الأرواح.

أخيراً، أشار الباحثون بأنهم يأملون بأن يقوم عملهم بتسليط الضوء على أهمية اللقاحات على الصحة الفردية والعامة.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير