بقلم: أ.د. نصرالله محمد دراز

أستاذ علم المواد والنانوتكنولوجى

المركز القومى للبحوث – الدقى – مصر

 الطاقة

هى الحياة، وبما أن للحياة صور وأشكال متعددة فصور وأشكال الطاقة هى الأخرى كثيرة ومتعددة. كمية فيزيائية هى الطاقة، تكون تارة حرارية وتارة ميكانيكية وتارة أخرى كيميائية….ألخ. تنطلق الطاقة فى صورة ما ، دون العودة الى هذه الصورة  مرة أخرى وكأنها سهم انطلق من قوسه دون العودة اليه أو طلقة رصاص انطلقت من مكمنها دون الرجوع مرة أخرى. اذا فهو التحول من صورة الى صورة أخرى، من طاقة كيميائية الى طاقة كهربية أو ضؤئية وهكذا، أهو حفظ للطاقة؟ حفظ محفوظ ومنقول من شكل الى شكل أخر. اذا فالطاقة لايمكن استحداثها ولايمكن أن تفنى وانما تتحول من شكل الى شكل أخر، انه حديث حدثنا به قانون حفظ الطاقة المتعارف عليه.

السر

أما السر فهو ما يكتمه الانسان فى نفسه من خبر أو معلومة ذاتية أو خارجية المصدر. وللأسرار أشكال وصور متعددة  تسير فى درب الطاقة من حيث التعدد والتنوع. فهناك أسرار العمل والأسرار الشخصية ما يتبعها من أسرار زوجية وأخرى عائلية، والتى يمكن لبعضها أن يتحول الى الأخر وكأنها طاقة تحولت من شكل الى أخر. فمن الممكن تحول سرك فى العمل الى سر شخصى كمعلومة فى عملك تجعلك من أصحاب الثروات الطائلة التى هى فى الأصل بل من المفترض أن تكون سر شخص. السر لابد أن يكون ملتصق بصاحبه لأنه ان فقد هذه الصفة فسوف يفقد هويته ويصبح شئ أخر ممتلئ بالكثير من المخاطر التى قد تدمر صاحبها.

طاقة الأسرار

يتفق السر مع الطاقة فى أنه ان خرج من مكمنه لن يعود اليه مرة أخرى، انه خروج بلا عودة تفريغ بلا ملئ. فالسر مرتبط بطاقته الكامنة فى مادة الكائن البشرى، انها طاقة الربط بين المعلومة ذاتها والمادة البشرية. ان فقد السر طاقته من خلال كسر الرابطة بين المعلومة والانسان، عندها ستتحول المعلومة المتعادلة الشحنة الى معلومة مشحونة بشحنة معينة (موجبة أو سالبة) وتكون غير مستقرة. معلومة غير مستقرة سوف تبحث عن استقرارها من خلال الارتباط بمادة بشرية أخرى يتلقفها انسان أخر وهكذا. روابط جديدة أقل استقرارا سرعان ما تتمزق ويعاد تكوينها عند انسان ثالث ثم رابع الى أن يصبح السر لا سر لأنه سوف يصبح حديث كل كتاب مقرؤ ومذياع مرئ أو مسموع.

مفتاتيح الأسرار

تكمن مفاتيح الأسرار فى كتمانها واخفائها حتى عن النفس، مفاتيح الأسرار ساكنة فى طاقة روابطها بمادتها البشرية. انها رابطة كيميائية أيونية النوع تترابط ذراتها من خلال قوى التجاذب القوية التى ان خضعت الى هوى النفس وعدم الامساك بلجام اللسان تحولت ذراتها الى أيونات مختلفة الشحنة سرعان ما تنجذب الى شحنات بشرية أخرى. بمجرد كسر الرابطة السرية، وانطلاق طاقتها يختفى مفتاحها وتصبح كل الأبواب مفتوحة أمام الكل. فى الحقيقة، ان النظام المعزول هو أفضل الأنظمة على الاطلاق للمحافظة على السر ومن ثم طاقته وروابطة. وقد يعيش الأنسان ويموت دون الافشاء بأى سر من أسراره، فالأسرار هى أقرب ماتكون ذاتية المآل.

كيمياء السر

تفرض الكيمياء لغتها على الكثير من الأشياء والتى منها الأسرار. فالسلوك الكيميائى للسر فى طاقته الكامنة التى يجب ألا تنطلق التى لاتنفك عرى الأسرار وتصبح فى مهب الريح. ولك أن تتخيل الكثير من القوانين الكيميائية التى قد تتحكم فى ماهية وسلوك الأسرار. فهناك الكثير من المواد التى تختزن الطاقة، كالانسان الذى يختزن سره ولكل اختزان قوانين كيميائية وفيزيائية محددة. وان كان للسر قوة فقوة السر فى كتمانه كما  قال رسول لله صلى لله عليه وسلم “استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان ٬ فإن كل ذي نعمة محسود”.

 

 

شارك
نشر المقال:
أ. د. نصرالله محمد دراز - Prof. Dr. N. Deraz