الاكتئاب | depression
الاكتئاب .. وحش أسود يتسلق لمريض إلى أن يستقر على كتفيه ويطلي حياته بسواده.
ساد كثيرا هذا المرض في الفترة الأخيرة، فطبقا لآخر الإحصائيات من منظمة الصحة العالمية، هناك أكثر من 264 مليون شخص مصابون بالاكتئاب في العالم.
هو مرض خطير ولكنه قابل للعلاج، فهو يسلب المريض طاقته وتفاؤله وحوافزه للقيام بأبسط المهام، ولا يمكن لمريضه أن يخرج منه فقط بدافع إرادته.
هو لا يحدث بالضرورة لسبب معين، قد يحدث بسبب حدث حزين مثل وفاة أو فقد عمل ولكنه أيضا قد يحدث من دون سبب واضح، فالاكتئاب الإكلينيكي يحدث بسبب خلل في توازن المواد الكيميائية المسؤولة عن المزاج في المخ، مثل السيروتونين والدوبامين والنورإبينيفرين.
من ضمن الأسباب التي تجعل البعض أكثر عرضة للاكتئاب عن غيرهم:
-العامل الوراثي أو الجيني
-الهورمونات
-التغيرات الموسمية
-الضغط والصدمات
– تصرفات المريض ليست شخصية، فهو قد يواجه صعوبة في التواصل العميق عامة ولا يعني ذلك أن المشكلة في علاقتكم.
وقد ينفجر غضبا أو يقول أشياء مؤلمة ولكن ذلك بسبب أن الاكتئاب يؤثر على الوظائف المعرفية للمخ فيضبب التفكير والحكم وليس لأنه يعتقد ذلك حقيقة.
–هو ليس كسولا أو غير مسؤول، إنما مستويات طاقته تنخفض كثيرا بسبب المرض، فتحلى بالصبر وكن ممتننا للخطوات الصغيرة.
-أنت لن تستطيع معالجة اكتئاب من يهمك، ولا أن تصلحه ولا أن تنقذه، ولكنك تستطيع أن تكون بجانبه وتدعمه في رحلته للتعافي ولكنك لست مسؤولا عن مشاعره.
-عليك ألا تهمل نفسك في هذه العملية، فالتعامل المستمر مع مريض الاكتئاب بالتأكيد يأخذ من طاقتك الكثير، وليس من الحكمة أن تحرق نفسك حتى الانهيار، عليك الاهتمام بنفسك لكي تستطيع مواصلة دعمك.
فقد تلاحظها أنت قبل أن يبدأ المريض بالشكوى.
-فقدان الاهتمام بما كان يهمه سابقا، مثل: هواياته، عمله، علاقاته.
-النظرة السلبية للحياة، فتجد ما يغلب على مشاعره هو الحزن، الإحباط، العصبية، النقد، فقدان الأمل.
-الإحساس بألم متكرر دون سبب عضوي.
-النوم المفرط أو الأرق.
-تغيرات في الشهية أو الوزن.
-تعاطي الكحوليات أو المخدرات أو حتى المسكنات والمنومات واستخدامها بغير حاجة طبية.
دورك يكمن في أن تكون مستمعا متعاطفا وذلك أهم من نصحك وآرائك له.
ومن المهم أن تؤكد على رغبتك في التواجد معه واستعدادك لسماعه الغير مشروط واهتمامك به مرارا وتكرارا.
بإمكانك أن تقول له:
“لقد لاحظت بعض التغيرات لديك وكنت أتساءل عن حالك.”
“أشعر بالقلق عليك حيث أنك تبدو محبطا هذه الفترة.”
“هل حدث شيء مؤخرا سبب لك الحزن أو الضيق؟”
“متى بدأت تشعر بذلك؟”
“كيف يمكنني أن أدعمك أو أساعدك؟”
“هل فكرت في الحصول على المساعدة من متخصص؟”
-أعلم أنك تمر بفترة صعبة وأود أن أكون بجانبك في خلالها، لن تكون وحدك.
-ربما يكون من الصعب تصديق ذلك ولكن ما تشعر به لن يدوم للأبد.
-أخبرني ما يمكنني أن افعل لأساعدك.
-حتى إن لم أتمكن تماما من فهم ما تمر به، أنا مهتم بك وأرغب في مساعدتك.\
-أنت مهم بالنسبة لي وحياتك تعني لي الكثير.
-عندما ترغب في الاستسلام، أخبر نفسك أنك ستتماسك ليوم آخر أو حتى ساعة أو دقيقة أخرى.
-هذا كله في رأسك فقط.
-كلنا نمر بأوقات صعبة.
-انظر للجانب المشرق.
-لماذا تريد الموت بينما تملك الكثير لتعيش من أجله.
-فقط اخرج من تلك الحالة.
-من المفترض أن تشعر بتحسن الآن.
في الغالب لن يكون ذلك سهلا نتيجة أن مريض الاكتئاب يشعر باليأس وفقدان الأمل بحيث لا يرى الجدوى من المحاولة ولا يملك الطاقة لأخذ الخطوة الأولى، بل قد تشعره الفكرة بالتوتر.
-إذا أبدى المريض عدم استعداد لزيارة طبيب أو معالج نفسي، بإمكانك أخذه للقيام بفحص عام شامل لاستبعاد الأسباب العضوية للاكتئاب مثل كسل الغدة الدرقية، وهناك يمكن للطبيب أن يرشح له زيارة مختص نفسي، فالرأي المهني قد يشجعه على أخذ الخطوة.
-اقترح أن تساعده على إيجاد مختص مناسب والبحث معه عن طرق العلاج التي تناسبه، ورافقه في أول زيارة للمعالج أو الطبيب.
-شجعه على تحضير قائمة بالأعراض التي يعاني منها وقم باقتراح ما لاحظته أنت أيضا، ليناقشها مع طبيبه.
-اسأله عما يحتاجه واحرص على أن تقدمه له.
-ساعده في مهامه اليومية وفي متابعة مواعيده مع المختص والعلاج الذي حدده له.
-شجعه على القيام بالأنشطة التي تعلم أنه يحبها أو التي ستساعد على تحسين مزاجه عامة مثل هواياته، ممارسة الرياضة أو المشي سويا، مشاهدة الأفلام، تناول الطعام في مطعمه المفضل.
-علق على ما تراه من تحسن ولو كان بسيطا وشجعه على إنجازاته الصغيرة، مثل أنه أصبح يبتسم أو يضحك أكثر، أو أنه واظب على القيام بمهمة من مهامه اليومية.
-اجعل توقعاتك واقعية، فالتعافي من الاكتئاب لن يحدث في يوم وليلة.
لن تستطيع القيام بأي دور من أدوارك إن لم تكن أنت بخير، فصحتك النفسية والجسدية يجب أن يتصدرا قائمة أولوياتك.
ففقط عندما تكون أنت بخير ستتمكن من مد يد العون لمن يحتاجها.
-كن صريحا مع الشخص المريض، فكتمانك لما يزعجك سيؤدي إلى ترسبات سيشعر بها ذلك الشخص لاحقا وستضره وتسيء من حالته النفسية أكثر من المكاشفة من البداية.
-ضع حدودك بوضوح مع نفسك، ما ستقدر على فعله وما ليس بطاقتك، مع التذكر دائما أنك لست طبيبا نفسيا، فلا تحمل نفسك ذلك الدور وتلك المسؤولية.
-لا توقف حياتك، استمر في فعل ما تحب وما تحتاج، حتى إن لم يشاركك فيه ذلك الشخص العزيز عليك.
-احصل على الدعم، انضم لمجموعات الدعم لمن يقومون بأدوار مشابهة لدورك، تحدث مع مختص إن احتجت إلى ذلك، تحدث مع صديق قريب تثق فيه.
لا تتركه وحده واتصل بالطوارئ فورا واحصل على مساعدة مختص.
-التحدث كثيرا عن الموت والانتحار وإيذاء النفس.
-إيذاء الذات، مثل الإسراف في تناول الأدوية أو إحداث الجروح على الجسد.
-قيامه بتوديع من يحب دون داع وتحضيره لوصيته.
-بحثه عن أسلحة أو حبوب أو أدوات مميتة أو القيام بأعمال خطرة.
-الشعور بالهدوء الشديد أو السعادة المفاجئة بعد الاكتئاب.
في النهاية من المهم أن تعرف أن أن ابسط مجهوداتك قد تساعد في إنقاذ مريض الاكتئاب، حيث أن أكثر سبب للانتحار هو الاكتئاب الغير مشخص، فالحصول على مساعدة مختص هو أساس التعافي، ومساعدتك لمن يهمك عن علم أهم من المساعدة الفطرية التي قد تضر مريض الاكتئاب أكثر مما نتخيل.
المصادر:
https://www.verywellmind.com/depression-facts-you-should-know-1067617
https://www.verywellmind.com/how-to-help-someone-with-depression-1065117