التصنيفات: علماء عرب من قطر

كيف يصل ذوي الاحتياجات الخاصة لخدمات الإنترنت؟ مؤسسة قطر لديها الإجابة

تعتبر دولة قطر من الدول الرائدة في مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ تولي مؤسسة قطر أهمية قصوى لإجراء أبحاث علمية تنصب على خدمة هذه الفئة من الأشخاص – انخراطًا منها في هذه الديناميكية الوطنية.

أوضحت الدكتورة آل ثاني أنها تعمل مع فريق بحثي في جامعة حمد بن خليفة على دراسة وتحليل التفاعل بين الإنسان والآلة، حيث قالت بهذا الصدد: “عندما نتحدث عن تفاعل الإنسان مع الآلة فنحن نشير إلى مجمل الأجهزة التي تحتوي على دوائر إلكترونية، سواء كانت أجهزة حاسوب، أو أجهزة لوحية، أو هواتف نقالة، أو ساعات الذكية وغيرها. مجال تخصصي يتمثل في إجراء أبحاث عن تفاعل الأطفال المصابين بطيف التوحد مع الآلة، وكيفية توظيف الآلة في مساعدتهم على التعلّم”.

وأشارت الدكتورة آل ثاني إلى أن الجانب الإنساني استأثر على الدوام باهتمامها، إذْ حرصت على استكشاف الدراسات الاجتماعية وكيفية دمج علم الاجتماع بعلوم الحاسوب منذ دخولها المدرسة، وصولًا إلى مرحلة الدكتوراه عندما انكبت على بحث سُبل تيسير النفاذ الرقمي للمكفوفين. وفي هذا السياق، قالت: “عندما انضممت كأستاذ مشارك للفريق البحثي في جامعة بن خليفة، عملت مع الفريق على تطوير وبناء أدوات لتيسير حياة الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد ورفع قدرتهم على التركيز والتعلّم، ولتحسين الأنظمة والتكنولوجيا التي يستخدمها الأشخاص ذوي التوحد، علاوةً على تيسير سبل الوصول إلى التكنولوجيا لمختلف فئات واحتياجات ذوي الإعاقة.”

وقالت الدكتورة آل ثاني إنها عملت مع فريقها البحثي على بناء تطبيق يهدف إلى تعليم أطفال التوحد الكلمات والمفردات، وذلك من خلال الواقع المعزّز، مشيرةً إلى أن هذا التطبيق تم دعمه من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، ومركز الابتكار في جامعة قطر، ومركز مدى، ومركز الشفلح. 

وتابعت: “هذا التطبيق يساعد أطفال التوحد على تعلّم الكلمات من خلال رؤية مجسّمات، مما يفضي إلى زيادة انتباه الطفل، ورفع قدرته على التعلّم. وقد كان لهذا التطبيق دور كبير في مساعدة الكثير من الأطفال من ذوي التوحد”.

ويمتاز هذا التطبيق بتوفيره لثلاث واجهات استخدام، أحدها للطفل، والثانية للمعلم، والثالثة لولي الأمر، بما يساعد كلًا من المعلم وولي الأمر على متابعة الطالب وتقييم تقدمه. كما أن من شأن هذا التطبيق مساعدة المعلم على تصميم الدرس تبعًا لاحتياجات كل طفل. وأكدت الدكتورة آل ثاني على أنهم يتطلعون إلى إمكانية استخدام هذا التطبيق في كافة المدارس التي تضم طلاب من ذوي التوحد، مبينةً أنهم يقومون بشكل مستمر بتقييم التطبيق وتطويره.

وأشارت الدكتورة آل ثاني إلى الفريق البحثي في جامعة حمد بن خليفة حصل على العديد من براءات الاختراع، وقالت إن أحد أهم هذه البراءات تخص تقييم الانتباه لأطفال التوحد، حيث كان المشروع يُعنى بمعرفة إذا ما كان الطالب من ذوي التوحد يولي الانتباه المطلوب منه أثناء عملية التعلّم، وذلك بفضل أداة عبارة عن لعبة يقوم خلالها الذكاء الاصطناعي بتصوير الوجه وحركة العين وردود الأفعال، للتعرف على مدى انتباه الطالب.

وتحدثت الدكتورة آل ثاني عن أهم مقومات البحث العلمي وقالت: “يقوم البحث العلمي على أربع مقومات، يأتي على رأسها الدعم المالي، مرورًا بالعنصر البشري، ووجود رؤية، ووصولًا إلى توفر البيئة المناسبة”. وخلصت إلى القول إن: “لدينا في قطر كل هذه المقومات، لذا فنحن نعتبر من أكثر الدول التي تقدم أبحاثًا علمية، ونحن ماضون في هذا المسار الذي من شأنه أن يسهم في تحقيق التنمية في كافة المجالات.”

شارك
نشر المقال:
عبد الكريم عوير