التصنيفات: أخبار العلوم

كيف يتم تحكيم ونشر الأبحاث العلمية؟ من الألف إلى الياء

أبدأ بقصاصة قديمة من مجلة nature   والتي تعود إلى عام 1869 بوصفها مجلة علمية تصدر أسبوعياً في ذلك الوقت لنشر أبحاث العلماء، ولا يقتنيها إلا فئة خاصة مهتمة في صناعة الأبحاث العلمية.
قد تكون تلك الفترة مرحلة التأسيس الأولى حيث بدأت تتصدر المجلات العلمية وتوثق لأبحاث العلماء واجراءات التحكيم، تاركة للجمهور المثقف من علماء وباحثين البناء على ما نشرته، وتوثيقه بحركة توثيقية ضخمة تحفظ حقوق المخترعين والمستكشفين، تطورت لتكون مرجعاً لكل الباحثين حتى يومنا هذا.

لا بد أن تكون فد تساءلت عن الأبحاث العلمية، من ينشرها وكيف تخوض جولات من التحكيم لضمان نزاهتها، وفي هذا المقال نسوق آلية صنع البحث العملي من الألف الى الياء. تحديداً، سنخوض بطريقة ظهور الأبحاث البيولوجية والطبية، وكيف أنها تتعرض لكثير من الغربلة قبل وحتى بعد أن تصبح متاحة للباحثين والمهتمين.

في البداية علينا أن نفرق بين أنواع مختلفة من الأبحاث العلمية تعرض على الجمهور، فهناك مثلا دراسات أدبية مرجعية review articles تختصر أطنانا من الأبحاث السابقة في موضوع محدد، هذا النوع من الأبحاث عادة ما يتم بناء على دعوة خاصة، حيث تتيح المجلات العلمية للخبراء في مجال معين الكتابة حول موضوع محدد، يستعرض الخبراء في هذا النوع من المراجعات ما تم نشره من دراسات بالمجمل حول ذات الموضوع، ويضعون أيضا أمام القارئ الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها وكذلك التوجهات المستقبلية في هذا الموضوع وكمّ المعلومات التي ما تزال منقوصة والتي تمثل حقلا خصبا للباحثين. من الممكن أيضاً أن يقدم باحثون أطروحات للمجلات العلمية للكتابة في موضوع معين، حيث تتم مناقشة الأطروحات في هذا المجال من قبل محرري المجلات العلمية، وفي حال تمت الموافقة يتم دعوة الباحثين لتنفيذ أطروحاتهم في ذات الموضوع وتحكيمها.

كذلك، هناك نوع من الأبحاث الشبيهة يقدمها الباحثون وفيه يقدمون طرحاً لنظرية جديدة Perspective أوتفسيراً قد يلقى استحساناً من المحررين يتبعه دعوة للكتابة.

في المقابل هناك نمط عام للأبحاث العلمية التطبيقية Original Research Article تبدأ بمقدمة، يتبعها مشاهدات، ثم فرضية، والطرق العلمية من مواد وأدوات وتجارب لاختبارها، وكذلك نتائج تلك التجارب، ومناقشة كيف تتوافق او تخالف تلك النتائج الفرضية الأساسية موضوع البحث واستعراض الأبحاث الشبيهة وما توصلت له من نتائج سواء وافقتها او خالفتها، وسرد للمراجع، ثم ترك الترجيح في استنتاجاتهم للباحثين.

إذن لنتفق أن هذا هو الشكل العام السائد في الأبحاث العلمية، وأن أغلب الباحثين يتنفنون في عرض قصة كاملة بجملة من التجارب توضح سبب وآلية حدوث مشاهدة معينة.

 

من ينشر؟

هناك عدد كبير جدا من المجلات العلمية التي تنشرأبحاثك العلمية لكنها تقع بترتيب معين تعكس قوتها، ومصداقيتها، ومنهجها في التحكيم الذي سنتكلم عنه لاحقا. هذا أدى لظهور حركة  كبيرة من الخيارات المتخصصة بمجلات معينة وسوق كبير للناشرين. يعمد الناشرون لأخذ تصنيفات تزيد من مصداقية المجلة العلمية أبرزها  Journal citation report الذي تصدره  المؤسسة الإعلامية الشهيرة Thomson Rueters وCiteScore  الذي يمثل مجلة أكاديمية لحساب قوة المجلات العلمية. وفي التصنيفين يتم حساب قوة ومصداقية مجلة معينة بناء على الاقتباسات من الأبحاث العلمية المنشورة نسبة لما تنشر من أبحاث في عدد محدد من السنوات.
تحوزالمجلة من هذا التصنيف ما يسمى بمعامل تاثيرimpact factor  والذي يعكس جودة الأبحاث المنشورة من حيث المحتوى العلمي، عدد الاقتباسات،وآلية الاخراج. كذلك يتم تقييم نتائج الأبحاث، فبعض الابحاث لا تصف سوى مشاهدات يصعب تفسيرها، وتلك  على أهميتها تأخذ معامل تأثير أقل من التي تنتج بحثا كاملا مفسراً لنتيجة وآلية حدوث المشاهدة وربطها بجين او بروتين معين. أما تلك التي تأخذ معامل تأثير أكبر بكثير فتربط النتائج مثلا بدراسات على الحيوانات المخبرية ممثلة لما يحدث في جسم البشر، واذا أردت ان تطلع على دراسات بمحتوى أقوى، فسترى ذلك في مجلات تشترط عينات بشرية أو دراسات سريرية لتزيد من فرص نشرها. هذا النوع من الأبحاث لا شك يتطلب جهدا كبيرا قد يتشاركه باحثون كبار من جامعات مختلفة، وتستطيع تقديمه لمجلات علمية بمعامل تأثيرعال. في مجال المناعة مثلا، يتربع على قمة الأبحاث العلمية المرجعية مجلة nature reviews in immunology (معامل التأثير 108.6 لعام 2021)، هذه المجلة تعتمد منهجية دعوة الباحثين المميزين جدا في حقل معين من حقول المناعة وفي حالات نادرة جدا تقبل المقترحات من باحثين للكتابة حول موضوع معين. بينما تقف مجلة immunity في واجهة نشر الأبحاث المرتكزة على فرضيات، مواد وأدوات وتجارب لاختبارها (معامل التأثير43.5 لعام 2021)، تليها مجلة nature immunology (معامل التأثير31.3 لعام 2021). وإذا استطردت أكثر في التصنيف ستجد أبحاثا تستكشف آليات عمل وتتوقف عندها أو تصف مشاهدات مثيرة غير مفسرة لكنها تستقطب كثيرا من الباحثين في حقول لم يتم فهمها مثل مجلة  frontiers in immunology  و journal of immunology  بمعاملي تأثير 8.8 و5.4 بالتتابع لعام 2021. لا ينتهي التصنيف هنا، فهناك العديد من المجلات حصدت معامل تأثير أقل من 3 وتعتمد على خليط من أبحاث جيدة أو ضعيفة قد وقد لا تحصل على عدد كبير من الاقتباسات.
هنا تجدر الاشارة الى وجود مجلات لم تحصل على أي تصنيف أو مصداقية وهدفها فقط نشر أي بحث مهما كانت جودته وتغريم الباحثين أجور النشر. من تلك، مجموعة كبيرة من المجلات تتبع الناشر medCrave والتي تم التحذير منها كثيرا  بسبب سمعتها السيئة وانتفاء مصداقية الأبحاث التي تنشرها.

 

كيف يتم تقديم، تحكيم، ونشر البحث العلمي؟

هناك عادة مواقع  مخصصة للمجلات لغايات تقديم الأبحاث حيث يتم ادخال أسماء الباحثين، عنوان البحث، الملخص، المقدمة، المواد والأدوات والتجارب، والنتائج والصور البيانية وكذلك مناقشة كيف تتفق او تختلف النتائج مع أبحاث سابقة.
في المرحلة الاولى بعد تقديم البحث، يقوم المحرر الرئيس باستعراض ان كان الموضوع ذا أهمية، وكيف يتوافق ذلك مع المواضيع المطروحة في المجلة، ويصدر قرارا سريعا بالاستمرار أو برفض البحث ورده للباحثين. في الواقع، كثير من الأبحاث يتم رفضها في المرحلة الاولى لاختصار الوقت على الباحثين. فقط أولئك العلماء أصحاب الخبرة الكبيرة يعرفون كيفية اختيار المجلة بعناية فائقة متوافقة مع الاكتشافات المقدمة في بحثهم.

رفض البحث ليس نهاية الطريق، يستطيع الباحثون تقديم بحثهم لمجلة أخرى مناسبة أو تعديل المحتوى أو اضافة نتائج واعادة تقديمه مرة أخرى لنفس المجلة، ولكن تشترط المجلات جميعا على أن البحث يجب أن لا يكون مقدما لمجلة أخرى في ذات الوقت.
إذا قرر مكتب التحرير أن البحث قد يكون مناسبا، تجري المجلة فحوصات حثيثة للصور والنتائج، كذلك يتم فحص محتوى البحث لمعرفة ان كان هناك اي تزوير او اقتباس من ابحاث اخرى، وبذلك تضمن المجلة ولو جزئياً ان البحث المقدم صحيح وسليم. يتم بعدها اخفاء معلومات الباحثين ويتم تكليف محرر مسؤول من أصحاب الخبرة في ذات المجال، الذي بدوره يقوم بالتواصل مع العلماء الخبراء في موضوع البحث حيث يتم تعيين مجموعة من المحكمين. من المهم هنا معرفة أن هوية المحكمين تطمس حيث لا يعرفون بعضهم البعض ولا يعرفون الباحثين ولا الباحثين يعرفونهم لضمان نزاهة التحكيم. وفي هذه الحالة يكون المحرر هو الشخص الوحيد المطلع على بيانات الباحثين والمحكمين.

يتم ابلاغ الباحثين ببدء عملية التحكيم التي قد تأخذ بالمتوسط من شهر إلى ستة شهور. ودعني أقول أن طول عملية التحكيم تتناسب طرديا مع جودة البحث ومعايير المجلة في أغلب عمليات التحكيم. يقوم المحكمون بقراءة البحث قراءة ناقدة ، وهناك معايير صارمة للتحكيم منها جودة اللغة، جودة النتائج، القيمة العلمية للبحث، الاستدلال، المراجع، التحليل الاحصائي، الاستنتاج والمراجع.
بعد انتهاء عملية التحكيم، يقوم المحكمون كلا على حدة باصدارتقرير يتضمن ملخصا لما فهموه من البحث، اللغة، النائج، الاستدلالات وغيرها. وربما يضمّن المحكمون كثيراً من الأسئلة والاقتراحات للباحثين وربما نقداً قاسياً لكل جزئية من البحث، وقد يطلبون تجارب جديدة أساسية للإجابة على بعض الأسئلة أو قد يسألون أسئلة لا يمكن الإجابة عليها إلا باجراء بعض التجارب.
يقوم المحرر بتمرير آراء المحكمين للباحثين ويطلب الاجابة عليها في مهلة تعتمد على ما طلبه المحكمون قد تمتد لأسابيع قليلة وربما شهور طويلة. في هذه المرحلة يقوم الباحثون بالعمل حثيثا للرد على جميع أسئلة المحكمين وتعديل النتائج أو تطويرها بما يتناسب مع اقتراحاتهم.
بعد الانتهاء يقوم الباحثون بإعادة تقديم البحث وارفاق ردودهم على المحكمين وتبيان أين وكيف تم تعديل ذلك في البحث متضمنا التجارب الجديدة والنتائج إن وجدت. يقوم المحرر بعد ذلك بتقديم البحث مجددا لنفس المحكمين.
قد يرى المحكمون في الجولة أمورا جديدة تستدعي الرد على شكل أسئلة أو تجارب أخرى أو قد يكتفون بقبول البحث بعد تعديله.
عادة ما يدخل البحث بجولة ثانية وربما ثالثة ورابعة من التحكيم.
إذا فشل الباحثون بارضاء المحكمين، يوصي المحكمون برفض البحث مهما بلغت مدة التحكيم وجولاته، أو يقومون بتقديم تقرير نهائي للمحرر الذي بدوره يصدر الموافقة المبدئية على البحث.
يتم تمرير البحث لفريق الانتاج، حيث تتم إعادة منتجة البحث والصور البيانية بدقة وجودة عالية. وفي النهاية، يقوم الباحثون بالتنسيق مع المحرر وفريق الانتاج لاخراج البحث بشكله النهائي، كذلك يتم دفع رسوم النشر للمجلة قبل اصدار قرار رسمي بقبول البحث ثم نشره.

يتم ارفاق نسخ من الأبحاث لقواعد بيانات الأبحاث العلمية وتأخذ رقماً تعريفياً يسمى DOI Number لتصبح جاهزة للجمهور.
بعض المجلات تقوم بنشر أسماء المحكمين على البحث، والبعض يبقي حرية المحكمين في ابقاء اسمائهم مخفية، واخرى تكتفي بشكر المحكمين دون الاشارة إلى اسمائهم. ولضمان الشفافية المطلقة تقوم كثير من المجلات ذات معامل التأثير العالي باصدار ملاحق تتضمن عملية التحكيم وتقارير المحكمين.

تجدر الاشارة أن هناك معلومات أخرى مطللوب للباحثين تبيانها، من ذلك الجهة الممولة للبحث، وما يعرف ب IRB protocol  وهي اختصار ل (Institutional Review Board) وهي جهة تعنى بالأبحاث التي تتضمن استخدام عينات بشرية لضمان اتباع بروتوكولات واضحة في أخلاق البحث العلمي عند استخدام عينات بشرية في البحث وكذلك  IACUC protocol  وهي اختصار ل (Institutional Animal Care and Use Committee) وهي الجهة التي تعنى باتخاذ أخلاقيات البحث العلمي عند التعامل مع الحيوانات في البحث من حيث عدد الحيوانات ومقدار الألم المتسبب لها في البحث. نعم، إن ذلك يعني أنك لن توفق في نشر بحثك بمجلة علمية محترمة إذا لم يكن بحثك مرتكزاً على آليات واضحة في التعامل مع العينات البشرية والحيوانية قبل اجراء البحث في الأساس. وهذا أيضا يعكس استحالة اجراء أبحاث علمية بيولوجية أو طبية دون العمل تحت مظلة مؤسسة علمية أو طبية رسمية تدير البحث وتشرف عليه، ومما يعني أيضاً أن الأبحاث المفتقرة لهذه البيانات هي أبحاث مكذوبة أو ركيكة، وكل ما ينتج عليها لا يلقى اعترافاً في المجتمع العلمي. إذا وصلت عزيزي الباحث لهذه المرحلة تكون قد نجحت في ايصال بحثك للمجتمع العلمي حيث يمكن قراءته والاقتباس من نتائجه.

 

ماذا بعد؟

تقوم المجلات العلمية المصنفة بمراسلة قواعد البيانات العالمية، حيث يتم ايداع نسخة من البحث لاطلاع الباحثين، أحد هذه الجهات ما يعرف باسم pubmed الصادرة عن المركز الوطني لمعلومات التقنيات الحيويةNCBI  (National Center for Biotechnology Information)  وهو جزء من المكتبة الوطنية الأمريكية للطب وفرع من المؤسسة الطبية الأمريكية NIH. كما يتم ايداع نسخة من البحث في قواعد بيانات أخرى  مثل Publons لضمان حقوق الباحثين.

هذه ليست النهاية، فالبحث الآن أمام ملايين الباحثين الذين ربما يبلغون عن نتائج غريبة أو استحالة اعادة محتوى البحث مجدداً، معرضين البحث للنقد والمساءلة من جديد. سنة 2014، قام باحثون من معهد RIKEN  في اليابان بنشر بحث مميز في مجلة nature  المشهورة، وفيه طريقة جديدة لاستخلاص الخلايا الجذعية. وبعد وقت قصير قام كثير من الباحثين حول العالم بتجريب ذات الطريقة وخلصوا إلى الفشل. وعندما بدأت ترد التقارير هنا وهناك بالتشكيك في نتائج الباحثين، قام معهد RIKEN  الياباني باجراء تحقيق داخلي لمعرفة الحقيقة، وخلصوا إلى أن الباحث الرئيس قامت بفبركة بعض النتائج لتمكين بحثها من النشر في مجلة بقوة nature. وحيث كان من المستحيل على المحكمين معرفة الجزء المفبرك من البحث، كان لا بد من مراجعة حقيقية جديدة لما نشر. نتائج التحقيق أقرت بالفبركة، وأوصت بسحب الورقة العلمية المنشورة، منهيةً بذلك الحياة المهنية لكثير من الباحثين ممن اشتركوا بالبحث. الفضيحة كانت قوية لدرجة أن أحد الباحثين الذين اشتركوا بالبحث بروفيسور يوكيشي ساسائي،  مات منتحراً بعد شهور من سحب البحث ووسمه بالمزور، فيما تعرضت الباحثة الرئيسية د. هاروكو أوبوكاتا للمحاكمة  والطرد.

 

الخلاصة

مهمة العلماء العظيمة تقتضي أن يتم نشر اكشافاتهم للعلن لتتم محاكمتها من المحكمين الرئيسيين للمجلة الناشرة، وكذلك للمجتمع العلمي من علماء وباحثين. ذلك يتطلب عملية مضنية من البحث وتأكيد النتائج بما لا يدع مجالاً للخطأ أو التزوير الذي يمكن محاكمته من قبل المجتمع العلمي. عملية النشر عملية بحد ذاتها شاقة وتتضمن أشواطاً من المراجعة، وفي حال ثبوت أي تساهل أوانعدام للدقة، أو أي تزوير محتمل، حياة العلماء المهنية معرضة برمتها للخطر.

للحصول على النتائج العلمية ينبغي مراعاة أخذ المعلومة من مصدرها في قواعد البيانات العالمية، وتكرارها بأكثر من بحث لتغدو حقيقة علمية يمكن الاستشهاد بها. يعني ذلك أن طريق العلم شاق ولايمكن أخذ أي معلومة دون ردها لمصادرها، كذلك يؤشر إلى أن احتمالية الوقوع في خطر التزوير وإن كانت واردة فهي ضئيلة، ومعرضة دائما للنقد والمتابعة من المجتمع العلمي.

 

المراجع

https://jcr.clarivate.com/jcr/home

https://www.nature.com/articles/d41586-018-07844-6

https://www.elsevier.com/connect/editors-update/citescore-a-new-metric-to-help-you-choose-the-right-journal

https://www.nature.com/nature/for-authors/other-subs

https://www.riken.jp/en/news_pubs/news/2014/20140702_1/index.html

https://www.nature.com/articles/nature13598

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/

https://www.science.org/content/article/riken-panel-finds-misconduct-reprogrammed-stem-cell-papers

https://retractionwatch.com/2014/05/28/obokata-agrees-to-retract-one-of-two-stap-stem-cell-papers-in-nature-reports/

شارك
نشر المقال:
د. محمد أمين الأغبر