فضاء

روسيا تهدد بمغادرة محطة الفضاء الدولية بعد عام 2024

أعلن الرئيس الجديد لوكالة الفضاء الفيدرالية الروسية روسكوزموس يوم الثلاثاء (26 يوليو) أن روسيا ستنسحب من برنامج محطة الفضاء الدولية (ISS) بعد عام 2024.

تهدد قيادة روسكوزموس بالانسحاب من محطة الفضاء الدولية منذ شهور، مشيرة إلى أن العقوبات الغربية “ستدمر” التعاون الروسي على متن المختبر المداري.

في حين أن هذه التهديدات كانت عديدة ومستفزة، إلا أنها لم تبدو نهائية مثل الإعلان الأخير الذي أصدره رئيس روسكوزموس الجديد.

فوفقًا لوكالة أسوشيتيد برس، قال يوري بوريسوف، الرئيس الحالي لوكالة روسكوزموس:

“تم اتخاذ قرار مغادرة المحطة بعد عام 2024”.

قال كجيل ليندغرين، رائد فضاء ناسا يعمل حاليًا على متن محطة الفضاء الدولية أثناء حديثه في المؤتمر الحادي عشر للبحث والتطوير في محطة الفضاء الدولية (ISSRDC):

“هذه أخبار حديثة جدًا، ولم نسمع أي شيء رسميًا”.

وأضاف Lindgren الذي يعمل حاليًا كقائد لمهمة NASA SpaceX Crew-4:

“لقد تم تدريبنا على القيام بمهمة هنا وهذه المهمة تتطلب الطاقم بأكمله، لذلك نواصل إجراء البحوث التي تم تدريبنا على إجرائها”.

وأضاف: “نواصل العمل من أجل النجاح والتأكد من أننا ننجز العلم ونحافظ على سلامة الطاقم والمركبة.”

أصدر مدير ناسا بيل نيلسون بيانًا يوم الثلاثاء (26 يوليو) ذكر فيه أن الوكالة “ملتزمة بالتشغيل الآمن لمحطة الفضاء الدولية حتى عام 2030، وتقوم بالتنسيق مع شركائنا”.

وأضاف نيلسون أن “ناسا لم تكن على علم بقرارات أي من الشركاء، على الرغم من أننا مستمرون في بناء قدرات مستقبلية لضمان وجودنا الرئيسي في مدار أرضي منخفض”.

في بيان إلكتروني، كتب سكوت بيس، الذي شغل منصب نائب مساعد الرئيس والأمين التنفيذي للمجلس الوطني للفضاء من 2017-2020، أن إعلان روسيا ليس مفاجئا، ولكن إعادة تأكيد التزامهم الحالي حتى عام 2024 مفيد للتخطيط.

إقرأ أيضا:

وكالة ناسا تكلف شركتين أمريكيتين بصنع بدلات الفضاء الجديدة للمهام القمرية القادمة

سافر إلى المحطة الفضائية في 2020 مقابل 50 مليون دولار!

أضاف بيس أن “ما سيأتي بعد عام 2024 لا يزال مجهولًا، والسؤال الحقيقي هو متى تبدأ المناقشات التقنية المتعمقة حول كيفية إدارة الانتقال،بدلاً من ما إذا كان سيكون هناك انتقال.

من بين الاعتبارات الحفاظ على ارتفاع المحطة في المستقبل، واستبدال دعم الاتصالات الأرضية من موسكو، والتخلص من الأصول الروسية المرتبطة حاليًا بالمحطة.

خارج المحطة، يبقى أن نرى ما إذا كان الروس سيكونون قادرين على إطلاق محطة أصغر وصيانة معداتهم الخاصة.”

كتب رائد فضاء ناسا المتقاعد سكوت كيلي، الذي سافر إلى محطة الفضاء الدولية في ثلاث من رحلاته الفضائية الأربع وقضى ما يقرب من عام على متن المختبر المداري في مهمته النهائية، على تويتر يوم الثلاثاء (26 يوليو):

“أعتقد أن الروس سيحاولون البقاء طالما يستطيعون تحمل تكاليف برنامج “ISS” لأنه يمنح بوتين المصداقية المطلوبة محليًا ودوليًا”.

وفي رأيه، يبقى إعلان روسيا غامضا ومجرد غُرُور وتبجح.

تبادل كيلي انتقادات لاذعة على وسائل التواصل الاجتماعي مع رئيس روسكوزموس السابق دميتري روجوزين بعد أن نشر روجوزين مقطع فيديو لفنيين روس يضعون شريطا فوق أعلام الولايات المتحدة واليابان ودول أخرى على صاروخ سويوز.

الصاروخ كان من المفترض أن يطلق أقمارًا صناعية من كازاخستان لحساب مزود خدمة الإنترنت ومقره المملكة المتحدة في غضون أسابيع من الغزو الروسي لأوكرانيا.

تم إلغاء هذا الإطلاق بعد فترة وجيزة بسبب القيود الجديدة التي فرضتها Roscosmos.

يعني تصميم المحطة الفضائية أن الأجزاء الأمريكية والروسية من المحطة مترابطة،

وليس من الواضح إلى أي مدى يمكن للولايات المتحدة الحفاظ على منشآتها في حالة انسحاب روسيا من الشراكة.

تلتزم الوكالات الشريكة لمحطة الفضاء الدولية حاليًا بتشغيل المختبر فقط حتى عام 2024.

وتخطط ناسا لبدء التحول نحو محطات الفضاء التجارية في مرحلة ما بعد نهاية برنامج محطة الفضاء الدولية.

هناك مناقشات لإطالة عمر المختبر القديم إلى ما بعد عام 2024، على الرغم من عدم وجود أي نقاشات ملموسة حتى الآن.

جادلت وكالة ناسا بأن محطة الفضاء الدولية يمكن تشغيلها بأمان حتى عام 2028، بينما قال مدير الوكالة، بيل نيلسون، إن فترة تشغيل المحطة يمكن تمديدها حتى عام 2030.

وتتراوح تكلفة تشغيل المحطة حاليًا بين 3 مليارات دولار و 4 مليارات دولار سنويًا.

لم تصدر ناسا بيانًا ردًا على تعليقات بوريسوف، ولم يرد أيًا من الشركاء الدوليين الآخرين في برنامج محطة الفضاء الدولية، الذي يضم وكالة الفضاء الأوروبية وكندا واليابان.

تأتي تصريحات بوريسوف بعد أقل من أسبوعين من توصل روسكوزموس ووكالة ناسا إلى اتفاق طال انتظاره لتبادل المقاعد على المركبات الفضائية التي تسافر من وإلى المختبر المداري.

سوف يطير رواد فضاء ناسا على متن مركبة سويوز الروسية، بينما سيركب رواد الفضاء الروس على متن كبسولة سبيس إكس دراجون بداية من هذا الخريف.

حل بوريسوف مؤخرًا محل روزجوزين الصريح، الذي تم فصله في 15 يوليو بعد أشهر من التصريحات العامة المثيرة للجدل حول استمرار مشاركة روسيا في برنامج محطة الفضاء الدولية في أعقاب الغزو الروسي المستمر لأوكرانيا.

بالنظر إلى الغموض الذي يكتنف بيانه، فمن الممكن أن يكون رئيس روسكوزموس الجديد يسير على خطى سلفه ويستخدم محطة الفضاء الدولية لأغراض دعائية.

المصدر

شارك
نشر المقال:
محمد