التصنيفات: غير مصنف

كيفية ادراك العين للحركة

جذب مشروع اللعبة الاجتماعية (أي واير) EyeWireالعلماء من المواطنين لمتابعة الخلايا العصبية لشبكية العين، وذلك من خلال لعبة تضم صور متعددة ثنائية الأبعاد، مع امكانية التقدم في اللعبة  إضافة ً إلى فرصة للمنافسة مع الآخرين الذين يلعبون بهذه اللعبة، و بمساعدة المشتركين قامت لعبة EyeWire بحل معضلة كانت لغزاً لفترة طويلة يتمثل بمعرفة كيف تقوم الثديات بادراك الحركة.

ويشير (كريس لينتوت)، عالم الفيزياء في جامعة أكسفورد, أن النتائج الأولية التي نجمت عن هذه اللعبة كانت رائعة, فقد قامت -للمرة الأولى- بإضافة علم الأعصاب إلى لائحة العلوم التي تعتمد على الاستعانة بالجماهير لتحقيق مساهمة مهمة في العلم.

في منتصف حقبة عام 1960 استطاع العلماء التوصل إلى أن خلايا عقدية معينة موجودة داخل شبكية العين, وخلايا عصبية صادرة عن العين, تتحفزان بالحركة في إتجاه واحد فقط دون الاتجاه الآخر, ولكن العلماء لم يستطيعوا التوصل للآلية التي تحكم هذه العملية.

مؤسس لعبة EyeWire (سيباستيان سيونج) مؤلف كتاب خرائط الخلايا العصبية, استطاع من خلال اللعبة أن يستخدم خرائط اللاعبين لتتبع مسارات الخلايا المتصلة إلى شبكة العين, ابتداءاً من مستقبلات الضوء انتهاءاً بالناتج العقدي, و اكتشف عن طريق اللاعبين بأنه يوجد فاصل زمني  في الاستقبال ما بين الخلايا ثنائية القطب و الخلايا ذات الاستطالات النجمية, يحدد اتجاه التنبيه الحركي, مما يحفز الخلايا العصبية لتقوم بإرسال معلومات معينة إلى الدماغ.

قد يبدو في البداية أن العمل الشاق الذي يتمثل بتتبع مسار كل خلية عصبية لوحدها في عدة صور مجهرية, هو عمل روتيني يجب أن يقوم به الكومبيوتر بشكل أفضل من البشر، إلا أن الذكاء الاصطناعي ليس مناسباً لتمييز الأشكال الفردية الموجودة ضمن كتلة من المحفزات البصرية، أما في لعبة Eyewireيسمح الذكاء الاصطناعي للاعبين بتلوين أجزاء معينة من الخلايا العصبية المعطاة في كل مرة، كما أن إعدادات اللعبة تقوم بإضافة ما لعبه المشاركين في خوارزميتها لتساعدهم فيما بعد على التعرف بشكل أفضل على المسارات العصبية من تلقاء أنفسهم.

لعبة EyeWireتعد ممتعة لكونها لعبة تتضمن نوعاً من التحدي, حيث أن حوالي 120000 لاعب قام بالتسجيل في صفحتها من لاعبين ينتمون لأكثر من 100 دولة حول العالم، كما أن نسبة التسجيل في الموقع يشهد زيادة بمعدل 70% من تموز الماضي, ومعظم اللاعبين لم يتلقوا أي تدريب رسمي في علم الأعصاب.

عملياً، فإن أصعب أنواع الأعصاب تتبعاً في اللعبة هي الأعصاب ذات الاستطالات النجمية, والتي تدعى بهذا الاسم لأن خلاياها يصدر عنها امتدادات صغيرة في كل اتجاه, وفي هذه اللعبة التي تلعب على متصفحات الانترنت, فقط اللاعبين الذين أثبتوا جدارتهم يسمح لهم بتتبع مثل هذه الخلايا.

الأعصاب ذات الاستطالات النجمية، هي التي تحدد بأي الاتجاهات سيتم توجيه الحركة، حيث تكون أحد أنواع الخلايا ذات القطبين تستجيب ببطء للمؤثرات البصرية وتقوم بالارتباط مع الأعصاب ذات الاستطالات النجمية بالقرب من جسم الخلية, أما الخلايا الأخرى فتستجيب للمؤثرات البصرية بشكل أسرع بمعدل 50 ميلي ثانية وتحصل على المعلومات من فروع خلايا بعيدة عن جسم الخلية, فإذا كانت حركة الإشارة بعيداً عن جسم الخلية, ستصل الإشارة إلى الخلية ذات القطبين في الوقت ذاته وتنشطها, أما إذا كانت حركة الإشارة قادمة من الفروع البعيدة من جسم الخلية, فإن الاشارة ستصل إلى الخلية ذات القطبين في وقتين مختلفين و كل واحدة من هذه الإشارات لوحدها أضعف من أن تقوم بتنبيه الخلية, وبالتالي ستقوم العقدة بتمرير المعلومات بأحد الاتجاهين و تتجاهل الاتجاه الآخر.

الهدف من هذا المشروع هو فهم الدوائر العصبية وتشكيل خريطة مسح تفاعلية للدماغ, و مع توفر خدمة الانترنت التي وفرت بدورها اتصالاً مع مستخدمين يمتلكون بعض الوقت الإضافي، تحولت العديد من المشاريع البحثية إلى ألعاب اجتماعية و يحاول فيها المبرمجون إغراء المستخدمين لتجربتها، وبتعبير آخر فلم يعد اللعب هو مضيعة للوقت.

المقالة الأصلية 

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير