التصنيفات: أخبار العلوم

قصص عنصرية مظلمة للشركات الأوروبية .. تجارب اللقاحات على الأفارقة!

ما أن يضرب البشرية مرض فتاك، حتى يعلق الجميع آمالهم بالأطباء والباحثين لإنقاذ البشرية. 

لكن أي دراسة يعدها الباحث مهما كانت درجته العلمية لابد أن تخضع للتجربة على الحيوانات في البداية وعلى البشر أخيرًا، وهو ما تحاول جميع مراكز الدراسات فعله! لكن هذا لا يأتِ دون تكلفة كبيرة. 

هذه التكلفة يمكن أن تتضائل إذا كانت تجربة اللقاحات الجديدة في دول لا تكترث كثيرًا بفاتورة الأرواح أو بتبعات تلقي العلاج الخاطئ. وهنا تبدأ حكاية طويلة من تجارب اللقاح العنصرية على الأفارقة. 

صحيح أن هذه التجارب أنقذت حياة الآلاف، ولكنها كانت على حساب قلة أخرى فقيرة. فهل يمكن أن يتحول العالم لمجرم من الناحية الأخلاقية؟ ينقذ حياة الأغنياء بتجارب يمارسها سراً أو علانية على الفقراء؟

 

دراسة TUSKEGEE syphilis

تجربة سريرية سيئة السمعة تعد واحدة من أكثر حالات البحث غير الأخلاقي شهرة ومن أطول التجارب السريرية عمرًا حيث استمرت من عام 1932 إلى 1972.

تبرز الدراسة قضايا عرقية وعلمية من تجارب اللقاح العنصرية على الأفارقة حين تضمنت متابعة تطور حالات مرض الزهري للذكور الأمريكيين من أصل افريقي في ألاباما دون تلقيهم أي علاج.

فاستُدرج المتطوعون في الدراسة من المزارعين الفقراء الذين أُصيبوا بالزهري قبل بداية الدراسة وآخرون لم يصابوا به من قبل. عن طريق إعلانات توعد بمعاملة خاصة للمشاركين، والوعود بوجبات مجانية، وتوفير وسائل نقل وما شابه، دون أي تفاصيل أو تفسير حول المرض الذي شُخصوا به.

فعدم إخبار المصابين بحقيقة المرض الذي شخصوا به هو غير أخلاقي، فأصبح المشاركون على علم بأنهم يعالجون ضد مرض الدم الفاسد و هو مصطلح شامل للزهري أو فقر الدم.

 حتي بعد اكتشاف البنسيلين كعلاج فعال ضد الزهري في عام 1947لم يتلقي أي منهم العلاج، رغم أن بإمكان الباحثين توقف الدراسة والبدء في علاج المشاركين المصابين بالزهري.

هكذا اعتمد الباحثون على الأدوية الوهمية بدلًا من الدواء الفعال ضد الزهري، واستمروا في الدراسة دون توقف حتي عام 1972.

ربما هي الدراسة البحثية الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة التي أنهت بأرواح العديد من الضحايا؛ لذا شنت أمريكا إجراءات تسهم في الحفاظ على المشاركين في البحوث، وتتضمن أخلاقيات البحوث والرعاية الصحية.

 

دراسة شركة فايزر(pfizer) في نيجيريا

في عام 1996 انتشر مرض التهاب السحايا في ولاية كونو، مما أثار تحرك الحكومات والمنظمات الطبية للمساعدة في علاج المرضى.

شاركت شركة فايزر بإرسال فريق طبي لإجراء بحث حول عقارها التجريبي Trovan بدلًا من السيفترايكسون الذي كان يستخدم بالفعل.

 بدأت الشركة في تجربة العقار مباشرة على الأفارقة؛ لتختبر النتائج على البشر سريعًا دون أدنى اعتبار للمعايير الإنسانية.

فلم تعلن للمتطوعين المشاركين بأن العقار ما زال في طور التجربة ولم يُتحقق من نتائجه بعد، ولم تتح لهم الخيار الذي قد يحدد مصيرهم.

كما لم تحصل الشركة على تصريح أخلاقي قبل إجراء الدراسة، فكان من الممكن الشروع في الدراسات ما قبل السريرية للإختبار على الحيوانات والحصول على البيانات التي تبرر التقدم إلى التجارب السريرية بشكل أخلاقي.

كما أخفى الباحثون أن نتائج التجارب التي أجريت على الحيوانات أظهرت أن العقار قد يسبب تلفًا في المفاصل وآثارًا جانبية، ولم يحذروا المشاركون في التجربة من الأفارقة.

إقرأ ايضا

هل تجارب اللقاحات على الأفارقة منفذ للعنصرية أم منقذ للبشرية؟

 كما تلاعب الباحثون في سبب الوفاة بإعطاء حالات المتطوعين الميؤس من علاجها سيفترايكسون دون التوقف عن دواء التجربة Trovan مما تنافى مع أخلاقيات الدراسة.

تفاصيل مأساوية تخضع لها الدول الإفريقية من قبل الشركات البيضاء، ومتحكمي صناعة الأدوية واللقاحات، تسطر حكايات متكررة في تجارب اللقاح العنصرية على الأفارقة.

 فكان من الضروري أن يصبح الجميع على دراية بالمعايير الأخلاقية للبحوث السريرية حتى لا تتحول إلى ممارسات تجارية حادة وغير صحية.

 

أدوارد جينير وتجربة لقاح الجدري

الجدري بلاء أطاح بملايين البشر وهلك بأعداد كبيرة، حتى طور إدوارد جينير لقاح الجدري بتجربة التطعيم على طفل صغير.

 أجزاء بسيطة من الجدري حصل عليها الطبيب من سطح جلد سيدة مصابة بجدري البقر إختبرها جينير على جسم الطفل.

لكن غير أخلاقي حين عرَض جينير الطفل للإصابة عن عمد بالجدري دون علم أهله وجرب اللقاح دون أي اعتبار للمعايير الأخلاقية.

فهناك تاريخ طويل ومتنوع من الممارسات القاسية على الأفارقة في أمريكا، أو ما كان على نطاق واسع في غرب ووسط السودان وإثيوبيا وجنوب إفريقيا.

ختامًا ربما تفسر تجارب اللقاح العنصرية على الأفارقة سبب رفض الأفارقة في المشاركة في الأبحاث الحالية! 

فإنعدام الثقة بين الأفارقة والمجتمع الطبي بخصوص الدراسات البحثية، والصورة السلبية بأن البحث قد يعرضهم للمزيد من المخاطر، وكذلك العوائق المستمرة من عدم المساواة الإجتماعية والإقتصادية أو حتي في نظم الرعاية الصحية تكمل قصص تاريخ العنصرية!

 

المصادر

 

شارك
نشر المقال:
غادة سامي