الاحتباس الحراري

في قطر … مكيفات الهواء في الشوارع لمواجهة الحرارة الشديدة

دفعت الحرارة الشديدة دولة قطر إلى تكييف مساحاتها الخارجية، من مراكز التسوق في الهواء الطلق والأسواق والملاعب وحتى الأرصفة.

وقد استضافت الدوحة من 27 سبتمبر إلى 6 أكتوبر 2019، بطولة العالم لألعاب القوى، وهو حدث رياضي كبير تميز بصور الرياضيين الذين يعانون من حرارة مفرطة دفعت العديد منهم إلى الانسحاب.

تأثرت الإمارة الصغيرة بشدة بآثار الاحتباس الحراري، فقد زادت درجة حرارتها بمقدار درجتين مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.

وفي الصيف، ترتفع درجات الحرارة بسهولة إلى 46 درجة مئوية، وقد سيزداد الوضع سوءًا في السنوات المقبلة، مع ارتفاع متوقع من 4 إلى 6 درجات مئوية.

لكن الدولة التي تبلغ مساحتها 500 11 كيلومتر مربع فقط غنية جدا، لذلك فإن الحل بالنسبة إليها بسيط: المساحات الخارجية الرائعة مع مكيفات الهواء، وفقا لما نشرته صحيفة واشنطن بوست.

ومن المعروف أن تكييف الهواء يولد انبعاثات كربونية كبيرة، ولذلك فمن خلال هذه الخطوة تساهم قطر في ظاهرة الاحتباس الحراري وتعاني من العواقب.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية نقلت عن يوسف الحُر مؤسس منظمة الخليج للأبحاث والتنمية قوله إنه “إذا أوقفت قطر تشغيل مكيفات الهواء فسيكون ذلك غير محتمل”، مضيفاً أنه في هذه الحالة لن يتمكن الناس من “العمل بفعالية”.

مقالات شبيهة:

قطر تبذل جهودا كبيرة في التصدي لتغير المناخ

الحرارة … والرطوبة

وتعد قطر عرضة لارتفاع درجات الحرارة على وجه الخصوص، لأنها شبه جزيرة في الخليج العربي، أي قطعة أرض وسط المياه.

ويؤدي ارتفاع درجات حرارة سطح البحر إلى زيادة الرطوبة في الجو، حيث يبلغ متوسط درجات حرارة سطح البحر في منطقة الخليج نحو 32.4 درجة مئوية.

بالإضافة إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، يتعين على السكان مواجهة الرطوبة المتزايدة في الهواء والتي يفاقمها الخليج العربي.

وقال محمد أيوب، مدير الأبحاث في معهد قطر للبيئة وبحوث الطاقة: “في المناطق الحضرية سريعة النمو في جميع أنحاء الشرق الأوسط، فإن بعض المدن قد تصبح غير صالحة للسكن في المستقبل”.

وأضاف: “نتحدث عن زيادة تراوح بين 4 و 6 درجات مئوية في منطقة عرضة لارتفاع درجات الحرارة”، مضيفاً أن الخطر حاد بسبب الرطوبة “لأنه عندما تكون الرطوبة عالية جدًا يتباطأ التبخر من الجلد أو يتوقف”.

وقال جوزيه ليليفيلد الباحث في معهد ماكس بلانك للكيمياء في ألمانيا: “إذا كان الجو حاراً ورطباً وكانت الرطوبة النسبية قريبة من 100 في المئة، فيمكنك أن تموت من الحرارة التي تنتجها أنت”.

تبعات واضحة للعاملين الأجانب (خاصة النيباليين) الذين أتوا لبناء البنية التحتية اللازمة لتنظيم كأس العالم 2022، فقد خلصت دراسة نشرت في يوليو في مجلة أمراض القلب، إلى أن 200 (من أصل 571) وفاة على إثر أزمة قلبية في مواقع البناء القطرية ناجمة عن “صدمة حرارة شديدة”.

ووفقاً للبنك الدولي، فإن قطر، التي تعد أكبر بلد ينبعث منها غازات دفيئة بالنسبة للفرد، أي نحو 3 أضعاف ما تستخدمه أمريكا وما يقرب من 6 أضعاف ما تستهلكه الصين، تستخدم 60 في المئة من كهربائها للتبريد.

وكانت الحكومة القطرية قد أعلنت خططاً لغرس مليون شجرة للحفاظ على المناخ قبل كأس العالم، لكن الفكرة وصفها خبراء بأنها “غير واقعية”.

وقد أدت المخاوف من احتمال موت مشجعي كرة القدم من الحر، إلى تأجيل كأس العالم في قطر خمسة أشهر.

وفي الشهر الماضي، عندما استضافت الدوحة بطولة العالم لألعاب القوى لعام 2019، نقلت موعد سباق الماراثون للسيدات إلى منتصف الليل تفادياً للحرارة الشديدة.

وقال زيك هاوزفثر، عالم بيانات المناخ، إن قطر تعد واحدة من أسرع المناطق احتراراً في العالم، على الأقل خارج القطب الشمالي.

شارك
نشر المقال:
محمد