الصحة العامة

فول الصويا…جيد لقلبك أو مجرد كذبة؟

في عام 1999، وافقت إدارة الأغذية والعقاقير (FDA)، وهي الوكالة الفيدرالية المسؤولة عن الإشراف على إرشادات سلامة الأغذية والعقاقير، على الادعاء بأن فول الصويا، والبروتين الذي يأتي منه، يمكن أن يساعد في الوقاية من أمراض القلب.

استند القرار إلى عقود من الأبحاث التي دعمت العلاقة بين فول الصويا وخصائص خفض الكوليسترول في الدم، والتي يمكن أن تساعد في الوقاية من أمراض القلب.

لكن في عام 2017، أعلنت إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) عن خطة لسحب موافقتها، مستشهدة بالأدلة غير المتسقة التي برزت منذ عام 1999، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تتراجع فيها إدارة الأغذية والعقاقير عن قرار رسمي بهذا النوع.

واليوم تتحدى ورقة جديدة نشرت في يونيو في مجلة جمعية القلب الأمريكية (JAHA) أساس قرار إدارة الأغذية والعقاقير. بالنظر إلى التقارير نفسها التي حللتها إدارة الأغذية والعقاقير في عام 2017، وجد باحثو جامعة تورنتو أن العلم يدعم باستمرار الادعاء بأن الصويا له تأثير على مستويات الكوليسترول وبالتالي صحة القلب.

وعندما وافقت إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) على المطالبة لأول مرة، اعتمدت في قرارها على جميع الأدلة على الصلة بين صحة فول الصويا وصحة القلب، حيث أظهرت هذه الدراسات انخفاض مستويات الكوليسترول في فول الصويا في مجرى الدم – وخاصة الكوليسترول البروتين الدهني المنخفض الكثافة (LDL)، والذي يُطلق عليه غالبا “الكوليسترول السيئ”، لأنه يسد الأوردة.

مع هذا البحث، وبناءا على الإجماع داخل المجتمع العلمي، أصدرت الوكالة مطالبة صحية معتمدة، وهو أعلى تصنيف ممكن على النظام المتدرج الذي تستخدمه FDA لفرز مثل هذه المطالبات.

ويبدو  أن فول الصويا يخفض الكوليسترول بنسبة 3٪ فقط، لذلك إذا كنت تتناول الكثير من الأطعمة مثل اللحوم الحمراء التي ترفع مستويات الكوليسترول في الدم ، فلن يفعل الصويا ما يكفي لإلغاء ذلك.

لكن ديفيد جينكينز، أستاذ التغذية في جامعة تورنتو والمؤلف الرئيسي لورقة JAHA الجديدة، لا يتفق مع الموقف القائل بأن آثار فول الصويا ضئيلة جدا بحيث لا تزال تستدعي مطالبة صحية معتمدة.

في كل دراسة تقريبا قام جينكينز وفريقه التابع لجامعة تورنتو بتحليلها، رأوا أن فول الصويا كان له تأثير مفيد على مستويات الكوليسترول المنخفض الكثافة ومستوى الكوليسترول الكلي لدى الأشخاص.

تم تمويل دراسة جامعة تورنتو من قبل عدد من المجموعات التي لها علاقات مع صناعة فول الصويا، ورغم أن هذا النوع من التمويل ليس شذوذا في الدراسات الغذائية، إلا أنه قد يكون أحد أسباب تراجع إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) على المطالبة.

وبغض النظر عمن قام بتمويل البحث، يبدو أن سمعة الصويا متروكة لإدارة الأغذية والعقاقير، ورغم أن العلماء ليسوا متفقين بالإجماع على أن فول الصويا معجزة، فلا أحد يقول أنه سيء.