الصحة الجيدة

فوائد غير مؤكدة لمعالجة قصور القلب بإتباع نظام غذائي قليل الملح

رُغم أن العديد من الأطباء ينصحون مرضى قصور القلب باتباع نظام غذائي قليل الملح للمساعدة على تقليل المضاعفات، إلا أن دراسة جديدة تشير إلى أنه لا توجد أدلة كثيرة ومهمة تدعم هذه التوصية.

وقال الدكتور كمال مهتاني، من جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة: “ما زلنا لا نملك فهمًا واضحًا للآليات التي قد تربط بين تناول الملح وقصور القلب”

كما يقول الدكتور كلايد يانسي من جامعة نورث وسترن، كلية فينبيرغ للطب في شيكاغو، أن هذه النتائج لا تعني أن على الأطباء والمرضى أن يتخلوا عن توصياتهم لتقليص الملح.

وقال يانسي إن الحد من الملح أو الصوديوم في النظام الغذائي هو حجر الزاوية في توصيات نمط الحياة لمرضى قصور القلب، وهذا لا ينبغي أن يتغير لأن الكثير من الملح يسبب احتباسًا للسوائل الأمر الذي لا يمكن للقلب الذي أضعفه مرض قصور القلب التعامل معه.

وقال يانسي أن “الاستهلاك الخاطئ للبيتزا والمخللات ورقائق البطاطا وغيرها من الأطعمة الغنية بالملح سيؤدي إلى تفاقم فشل القلب، وهو ما يؤدي في بعض الأحيان لطلب العلاج في المستشفى”، وبالتالي فإن الحد من الصوديوم في قصور القلب ضروريٌ”، مضيفًا أن الدراسة تشير أيضًا إلى أن العلماء لا يعرفون على وجه اليقين ما هو المستوى الأمثل لتقييد الملح أو ما إذا كان قد يختلف تبعًا لحالات المرضى، وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث للإجابة على هذا السؤال وإعطاء المرضى نصائح أفضل في المستقبل.

لكن الدراسة تسلط الضوء أيضًا على أن العلماء لا يعرفون على وجه اليقين بالضبط ما هو المستوى المثالي المسموح به من الملح أو ما إذا كان هذا قد يختلف باختلاف أنواع المرضى ، حسبما أضاف يانسي. هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث للإجابة على هذا السؤال وإعطاء المرضى إرشادات أفضل في المستقبل.

وبالنسبة للدراسة الجديدة، فحص ماهتاني وزملاؤه بيانات من تسع دراسات منشورة سابقًا تضم ​​ما مجموعه 479 مريضًا، ولم تقدم أي من هذه الدراسات بيانات كافية لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي منخفض الملح قد يترافق مع انخفاض خطر الوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية.

وقال مهتاني في رسالة بالبريد الالكتروني “يبدو أن العديد من التوصيات تختلف في النصيحة الدقيقة التي تعطيها لمرضى قصور القلب عندما يتعلق الأمر بخفض تناول الملح، ويسلط بحثنا الضوء على عدم وجود أدلة قوية وعالية الجودة متوفرة لدعم أو دحض التوصيات الحالية.”

يعتبر تناول كميات كبيرة من الملح أحد عوامل الخطر الرئيسية لارتفاع ضغط الدم، والتي يمكن أن تؤدي إلى أمراض القلب والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

يحدث فشل القلب عندما تكون عضلة القلب أضعف من أن تضخ الدم بشكل كافٍ عبر الجسم، وقد تشمل الأعراض التعب وزيادة الوزن بسبب احتباس السوائل وضيق التنفس والسعال، ويمكن للأدوية أن تساعد على تقوية القلب وتقليل تراكم السوائل في الجسم.

إن مرض الشريان التاجي، الذي يتطور عندما تتراكم الرواسب الدهنية في الشرايين ويقلل تدفق الدم، هو سببٌ شائعٌ لقصور القلب، ويُنصح المرضى في الغالب بتقليل استهلاكهم من الملح للمساعدة على خفض ضغط الدم، وتقليل الضغط على الشرايين المسدودة.

وفي هذه الدراسة، فحص الباحثون عدة تأثيرات محتملةٍ لنظام غذائي قليل الملح على مرضى فشل القلب ولم يجدوا أي رابط حاسم.

على سبيل المثال، أظهر التحليل أن عدد مرات تكرار العلاج في المستشفى بالنسبة للأمراض الحادة كان مماثلاً بغض النظر عن كمية الملح المستهلكة من قبل مرضى قصور القلب، ولم تؤثر كمية الملح المتناولة أيضًا على تواتر أو شدة أعراض فشل القلب.

ولاحظ مؤلفوا الدراسة أن إحدى عيوب التحليل هي أن الدراسات الأصغر اختلفت في كيفية قياس استهلاك الملح وتقييم أعراض وعواقب فشل القلب، مما جعل من الصعب تجميع النتائج في جميع هذه الدراسات للحصول على صورة أوضح لتأثير نظام غذائي قليل الملح.