التصنيفات: الصحة الجيدة

فحص جديد يتنبأ بأمراض الأطفال المستقبلية

إذا سنحت لك الفرصة بأن تعرف مستقبل طفلك الصحي مباشرة بعد أن يولد فهل ترغب بمعرفة ذلك؟ بعض الآباء والأمهات الجدد سيكون عليهم اتخاذ مثل هذا القرار في المستقبل القريب، حيث سيبدأ الأطباء في بوسطن هذا الشهر بمشروع يدعى (BabySeq)، يجرون خلاله مسح لجينوم الأطفال حديثي الولادة للبحث عن أي علامات لوجود الأمراض التي تبدأ في مرحلة الطفولة.

تبعاً لـ(روبرت جرين)، وهو أستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد وأحد العلماء المشاركين في مشروع (BabySeq)، فإن العلماء واجهوا طريقاً مسدوداً على مدى السنوات القليلة الماضية، فقد كان لديهم التكنولوجيا اللازمة للحصول على المعلومات حول الصحة المستقبلية، ولكنهم مع ذلك لم يكونوا قادرين على استخدامها بسبب مجموعة من العراقيل التي واجهتهم.

يقوم الأطباء بشكل روتيني بإجراء فحوص تتضمن ما يصل إلى 30 مرضاً يمكن علاجها للأطفال حديثي الولادة، كما يتم أيضاً إجراء اختبارات للدم على النساء الحوامل لتقييم خطر إصابتهن بأمراض يمكن أن يتم تمريرها إلى أطفالهن، ولكن في هذا المشروع سيقوم الفريق بالنظر إلى 1,700 جين من الجينات المرمزة للبروتينات التي ترتبط بقوة بالأمراض التي تبدأ خلال مرحلة الطفولة المبكرة، وسيقوم الأطباء خلال مشروعهم بمسح جينات 240 طفل حديث الولادة في غرفة العناية المركزة في مستشفى بوسطن للأطفال، فضلاً مسح جينات 240 طفل من الأطفال الأصحاء الذين ولدوا حديثاً في بريجهام ومستشفى النساء.

سيقوم الأطباء بالبحث عن الطفرات المتصلة بالأمراض والجينات المرتبطة بالحالات المستعصية التي يعاني منها الأطفال عادة، ويمكن لهذا المشروع -إن كُتب له النجاح- أن يساعد في تحذير الآباء لكي يكونوا على استعداد لعلاج أمراض أطفالهم المستقبلية، ومع ذلك، فإن هذا المسح لن يساعد سوى في إظهار الأمراض التي تتطور في مرحلة الطفولة المبكرة أي لن يستطيع الكشف عن علامات الحالات التي ترتبط بالكبار أو بالتقدم بالعمر مثل الزهايمر أو سرطان الثدي.

بعد اكتمال المسح، سيقوم عالم وراثة ومستشار وراثي بتلخيص نتائج التحليل للوالدين، كما سيتم تسليم نسخة من النتائج لطبيب كل طفل من الأطفال الذين تم إجراء المسح الجيني عليهم كدليل للحصول على الرعاية الطبية الصحيحة في المستقبل، كما سيقوم الفريق أيضاً بمراقبة الأطفال والآباء والأمهات مدة لا تقل عن خمس سنوات، ويمكن للآباء أن يطلبوا الحصول على البيانات الكاملة لطفلهم في نهاية المشروع، على الرغم من أن (جرين) يشير إلى أنه من المحتمل أن يتم تحليل هذه البيانات بشكل غير صحيح.

أشار بعض الخبراء إلى إمكانية بروز بعض المخاوف الأخلاقية من هذا المشروع، حيث ذكرت (دونا ديكنسون)، وهي أستاذة في علم الأخلاق الطبية في جامعة لندن، أن هذا المشروع يلغي حق الطفل في الاختيار ويمكن أن يؤثر على تصرفات الوالدين تجاهه، كما قد تقوم بعض الشركات أيضاً باستغلال الأشخاص الذين يسمعون عن مثل هذه المشاريع، ويقولون لهم بأنهم قادرين على التنبؤ بالسمات الشخصية أو المهارات التي يمكن للطفل أن يمتلكها في المستقبل، ولكن بحسب (جرين) فإن مسح جينوم الأطفال عند الولادة هو خطوة لا مفر منها بالنهاية، ولذلك يأمل بأن يقوم مشروع (BabySeq) بمعالجة هذه المسألة بطريقة ذكية.

يشير (جرين) أن العلماء يعلمون الأسئلة التي سيوجهها العالم حول هذه المسألة، ولذلك فإن عليهم أن يبدؤوا بالتحضير لمحاولة الرد عليها، وهم لن يكونوا قادرين على القيام بذلك عن طريق التكهنات، لذلك فإن بداية المشروع ستكون ضمن بيئة رصد محددة، بحيث إذا ما سارت الأمور بشكل خاطئ أو حدث أي شي غير متوقع، سيكون بإمكان العلماء التوقف، وتوثيق حقيقة ما حدث.

شارك
نشر المقال:
aaa_