عندما تكون على مشارف سن الثلاثين قد ينتابك مزيج من الشعور بالإحباط والتخبط، وذلك لأن الثلاثينيات قد تكون هي أهم عقد في حياتك! فهي نقطة حرجة في تحديد مستقبلك سواء كان المهني، أو الشخصي، أو الاجتماعي. في هذا المقال سنمدك ببعض النصائح التي ستحتاج لاتباعها وأنت تودع العشرينيات من عمرك.
في الأغلب تكون الثلاثينات هي الفترة الزمنية التي تبدأ فيها بالاستقرار المادي والاجتماعي، ولذلك فهي تحتاج للكثير من التركيز والتأني، كما أنها تحتاج منك أن تراجع أخطاءك في المرحلة السابقة من عمرك حتى تتجنبها بقدر الإمكان في القادم.
إذا لم تكن مهتم بحمية غذائية متوازنة وبممارسة الرياضة ولو قدر قليل يومياً، فقد حان الوقت لإعطاء صحتك قدر أكبر من وقتك الآن، قلل من استهلاكك للوجبات السريعة والحلويات الدسمة بالسعرات الحرارية، ووفر وقت معين كل يوم ولو فقط للتمشية وتحريك جسمك.
لا يتعين عليك فقط الاهتمام بتلك الأمور إذا كان وزنك زائد، بل هو أمر هام لصحتك بصفة عامة، فالعديد من الدراسات تثبت أن ممارسة الرياضة بانتظام وتناول وجبات متوازنة يساعد على الوقاية من الأمراض والاستمتاع بحالة نفسية أفضل.
فترة ما قبل الثلاثين غالباً ما تكون مرتبطة بالانشغال بالدراسة والامتحانات، والبحث عن فرص للتدريب والعمل هناك وهناك، مع إعطاء قدر بسيط من الوقت للاهتمام بالعائلة.
لذلك فأحد أهم القرارات التي يتعين عليك اتخاذها في تلك الحقبة الجديدة هي إعطاء الأولوية دائماً للعائلة في كل خطواتك القادمة، سواء كانت العائلة تتمثل في والديك وإخوتك أو أسرتك الجديدة بعد الزواج أو كلاهما، فيمكنك الاعتبار أنهم هم استثمارك الحقيقي في هذا العالم!
إذا كنت بدأت بالاستقرار مهنياً ومادياً فحان الوقت للادخار، حدد أهدافك على المدى القريب والبعيد واقتطع جزء من دخلك الشهري في سبيل تحقيقه. ليس من الضروري أن يكون هذا الجزء كبير، لكن الأهم أنه يكون موجود بصورة مستمرة في حساباتك.
بعد مضي 30 عام كاملة في هذا العالم أتوقع أنه سيكون لديك حفنة جيدة من الأصدقاء والزملاء، والذين ربما تكون الأيام بالفعل أثبتت لك من منهم بالفعل صديق حقيقي لك ومن هو غير ذلك! فتمسك بهم جيداً لأنهم هم من سيمثلون أشد العون لك في أزماتك وأوقاتك الحرجة على مدى عمرك كله، وأنت أيضاً يجب أن تكون على هذا القدر من المسؤولية بالنسبة لهم.
في تلك المرحلة العمرية ستجد من تزوج وكوَن أسرة سعيدة وكبيرة ومستقرة، ومن وصل لأعلى المراكز في وظيفته، ومن أصبح له عمله الخاص، تلك الأمور قد تسبب لك الإحباط بعض الشيء إن كنت تقارن نفسك باستمرار بمن حولك، لكن الأهم هنا هو أن تركز على نفسك وعلى مجهودك أكثر، من أجل أن تحقق ما هو مناسب لك وحدك ومناسب لظروفك أنت ولا أحد غيرك.
لم يفت الوقت على أن تنتهز الفرص وتطور من نفسك! تعلم لغة جديدة، تعلم مهارات جديدة، اختر كل ما هو يساعدك على التقدم في مجالك يوماً بعد يوم، لكن بحرص! إذا لم تنتبه لخطواتك قد تجد أنك مشتت في أكثر من اتجاه، فاحصر اختياراتك وحدد أهم ما سيحقق لك منها أقصى استفادة في مجالك الحالي وابدأ به فوراً.
وفي النهاية تذكر أن لكل عمر جماله الخاص، فاستمتع بأيامك واستغل الفرص ولا تضيع وقتك فيما لا ينفع، ولا تحبط إذا فشلت! حاول أكثر من مرة واعمل بجد وتذكر أنه في النهاية لكل مجتهد نصيب.