التصنيفات: غير مصنف

علاج كيميائي يعيد الأمل لمرضى الشلل

قام علماء من الولايات المتحدة الأمريكية، باكتشاف دواء قد تكون له القدرة على مساعدة الأشخاص المصابين بالشلل لاستعادة حركة عضلاتهم، وربما حتى المشي من جديد، حيث استطاع الباحثون في هذه الدراسة التي تم نشرها في مجلة Nature))، والتي تم وصفها “بغير المسبوقة”، تنشيط العضلات المشلولة لدى الفئران المعاقين، وذلك من خلال حقنها بشكل يومي ولعدة أسابيع بمركب كيميائي مطور حديثاً،  يُعتقد أنه قادر على إعادة تشكيل الاتصال بين الموصلات العصبية.

هذا الإكتشاف يعد الأحدث في سلسلة الاكتشافات الحديثة التي أعطت أملاً جديداً للأشخاص المتضررين من إصابات في النخاع الشوكي، حيث استطاعت الاكتشافات الطبية الحديثة مساعدة الكثير من المشلولين على المشي مرة أخرى، وقد كانت الدراسات السابقة تركز على العلاج باستخدام الخلايا الجذعية أو التحفيز الإلكتروني، وفي وقت سابق من هذا العام، أفاد الأطباء عن وجود حالة لرجل في بولندا يعاني من حالة إنقطاع في العمود الفقري، كان قادراً على المشي من جديد، من خلال تقنية زرع الخلايا المتجددة، إلّا أن اكتشاف هذا الدواء يفتح آفاقاً جديدة.

حتى الآن، تم اختبار المركب المعروفة باسم خلايا سيغما الببتيدية (ISP)، فقط على عدد صغير من الفئران، لذلك فمن السابق لأوانه القول على وجه اليقين فيما إذا كان سيعمل على البشر، ومع ذلك، فقد وجد العلماء أدلة مبكرة تشير إلى أن هذا المركب أحد أكثر المركبات “إثارة”، حيث أنه من أصل 26 فأر تم حقنه بهذا المركب، استطاعت 21 منها استعاد قدرته على المشي، والتوازن أو التحكم في حركات المثانة، وفي حين استطاعت بعض الفئران استعادة الوظائف الثلاث معاً، كان آخرون قادرين على استعادة وظيفتين أو وظيفة واحدة فقط، وبحسب (جيري سيلفر)، أستاذ العلوم العصبية في كلية جامعة كيس ويسترن ريزيرف للطب في كليفلاند، أوهايو، الذي قاد فريق البحث، فإن هذه المعدلات من الشفاء هي “غير مسبوقة”.

أضاف (سيلفر)، أن استعادة وظائف المشي أو التوزان أو التحكم بالمثانة، هو أمر غير عادي بالنسبة لأي مريض مصاب بإضرار في الحبل الشوكي، حتى إذا كان ذلك مقتصراً على استعادة احد هذه الوظائف فقط، وخاصة وظيفة المثانة.

يتعرض آلاف الأشخاص سنوياً لإصابات في النخاع الشوكي، حيث تقوم هذه الإصابات بسحق وتقطيع الألياف العصبية –الإستطالات الطويلة الرفيعة التي تخرج من الخلايا العصبية – المسؤولة عن تسهيل عملية الاتصال بين الدماغ والجسم وتمكين العضلات من أداء وظيفتها الحركية، وبعد حدوث الإصابة، فإن الموصلات العصبية تتوقف عن عملها بسبب تأثير الندب في المنطقة المحيطة بالإصابة، حيث تتراكم فيها أحد أنواع البروتينات التي تسمى (بالبروتيوغليكان)، وتتفاعل مع الإنزيمات التي توجد في الأنسجة العصبية، مما يؤدي إلى قطع الإشارات العصبية الصادرة عنها، وهنا يأتي دور الـ (ISP)، حيث تبين أن هذا الدواء يعمل على منع تكوّن هذا الإنزيم، مما يتيح إمكانية إعادة تفعيل التواصل العصبي عبر هذا الحاجز الذي لم يكن بالإمكان اختراقه سابقاً.

يشير الباحثون إلى أنه إذا تم تطوير هذا الدواء بنجاح، سيكون بالإمكان استخدام الـ (ISP) إما بشكل علاج مستقل أو كمادة مضافة إلى تركيبات علاجية أخرى، لإعطاء الأشخاص الذين يعانون من إصابات في الحبل الشوكي أفضل فرصة ممكنة للتعافي في مستقبل.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير