تبعاً لدراسة تم إجراؤها من قبل المعهد النرويجي للصحة العامة (NIPH)، فقد يكون هناك رابط بين ضجيج حركة المرور على الطرقات ومخاطر الإصابة بالسمنة بين الأشخاص الذين يعانون من حساسية خاصة تجاه الضوضاء، فعلى الرغم من أن دراسة سويدية كانت قد ذكرت سابقاً وجود علاقة إيجابية بين ضوضاء الطائرات وقياس محيط الخصر، إلّا أن هذه هي الدراسة الأولى التي تظهر بأن هناك صلة أيضاً بين محيط الخصر وضجيج حركة المرور على الطرقات.
إن الضوضاء الناتجة عن حركة المرور على الطرقات أصبحت من المشاكل المتنامية، فحالياً يوجدعدد كبير من الأشخاص وخاصة في المدن المزدحمة والمتطورة يتعرضون لمستويات ضوضاء تتجاوز الحد الموصى به والذي هو 55 ديسيبل، وتعتبر حركة المرور المسبب الأكثر شيوعاً لهذه الضوضاء.
اعتمد الباحثون لإجراء هذه الدراسة على بيانات من دراستين سكانيتين تعودان لفترات مختلفة عن الأشخاص ذاتهم، وقد بينت النتائج ما يلي:
على الرغم من وجود عدد كبير من الدراسات التي تم توثق وجود ارتباطات بين التعرض طويل الأمد لكل من ضوضاء الطائرات وحركة المرور على الطرقات وزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية، إلّا أن هذه الدراسة تبين أن الضوضاء يمكن أن تسهم في حدوث حالات صحية أكثر خطورة من مجرد الانزعاج والإصابة باضطراب النوم، فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن ضجيج حركة المرور يؤدي إلى ضياع ما مجموعه حوالي مليون سنة سنوياً من السنوات التي يمكن أن يعيشها البشر وهم متمتعون بصحة جيدة في أوروبا الغربية وحدها، ومن المعروف سابقاً عن الضجيج أيضاً، أنه من عوامل الإجهاد التي تساهم في حودث اضطرابات في الراحة والنوم والتواصل.
إن العواقب الصحية المترتبة على التعرض لفترات طويلة للضوضاء هي أكثر غموضاً، حيث يشير الباحثون إلى أن كل من الإجهاد وعدم كفاية النوم يمكن أن يؤثرا على عملية التمثيل الغذائي مما يسبب حدوث تغيرات في إفراز الهرمونات في الجسم.
من جهة ثانية فقد أشارت العديد من الدراسات التجريبية والوبائية في السنوات الأخيرة إلى وجود علاقة بين قلة النوم وخطر زيادة الوزن والسمنة، لذلك فإن الرابط المحتمل بين التعرض للضوضاء وزيادة خطر السمنة قد يحدث بسبب انخفاض نوعية النوم وزيادة التوتر، والجدير بالذكر هنا أن زيادة الوزن والسمنة هي أيضاً من العوامل الخطرة التي يمكن أن تؤدي للإصابة بمرض القلب والأوعية الدموية.
تشير (غن ماريت اسفانج)، وهي الباحثة الأولى في قسم تلوث الهواء والضوضاء في (NIPH)، أنه لا بد من إجراء المزيد من الأبحاث حول الآثار الطويلة الأمد للضوضاء على الصحة، وذلك لأنه من الأهمية بمكان معرفة المزيد عن آليات تطور المرض وتحديد الأشخاص الأكثر عرضة له، وذلك على اعتبار بأن هناك فروق كبيرة في الحساسية للضوضاء بين الأفراد.