التصنيفات: متفرقات

سفينة فضائية تعمل في البحر

يعرف العلماء عن سطح القمر والمريخ أكثر مما يعلمونه عن قاع البحار على الكرة الأرضية, هذا ما حفّز المهندس المعماري الفرنسي (جاك روجيري) لتصميم مختبر متنقل في البحار, والذي يشبه إلى حد كبير تصميم السفن الفضائية.

صمم (روجيري) مختبره المتنقل والمسمى بـ(SeaOrbiter) بشكل يشبه السفن الفضائية, ولكنه يعوم في المحيط على الكرة الأرضية، المختبر مجهّز بغواصات وفريق من الغواصين الذين سيقومون باستكشاف وتحليل البيئة البحرية, وبحسب تعبير (روجيري) أنه إذا ما أردنا فهم المحيط بطريقة أفضل فنحن بحاجة إلى نقلة نوعية في مجال البحوث, وهذا يعني المراقبة المباشرة للأماكن النائية مثل بحر سارجاسو، حيث يعتبر بحر سارجاسو موطناً لغابات الأعشاب البحرية، التي تشكّل نظاماً بيئياً غامضاً وفريداً من نوعه, فضلاً عن أن أسماك الانقليس المهاجرة من أميريكا الشمالية وأوروبا تتلاقي فيه في موسم التكاثر، وذلك بعد أن أمضت هذه الأسماك عقوداً في المياه العذبة للأنهار, و بحسب قول (سيلفيا إيرل)، عالمة الأحياء البحرية, أننا لا نعرف إلا القليل جداً عن هذا المكان.

يعتبر المبلغ المرصود لبناء سفينة (SeaOrbiter) أكبر عائق في وجه تنفيذ المشروع، حيث تبلغ التكلفة الأولية المتوقعة لبنائه حوالي 48 مليون دولار، ولكن بفضل موقع التمويل الشعبي الفرنسي ( (KissKissBankBank استطاع (روجيري) وفريقه جمع مبلغ 475,000 دولار للبدء ببناء قسم من السفينة يسمى (العين), ويأمل الفريق الانتهاء من بناء السفينة بحلول نهاية عام 2016، فيما إذا استطاعوا جمع كامل المبلغ المرصود لها عن طريق التبرعات.

تتكون السفينة من عدة أجزاء، أهمها:

1-    العين: وهو برج المراقبة في السفينة، حيث يستطيع العلماء من خلاله مراقبة الطيور المهاجرة والحياة البحرية وإجراء دراسات طويلة المدى بمجال الأرصاد الجوية.

2-    غرفة عمليات الطابق العلوي: وهي غرفة القيادة، حيث يقوم من خلالها قائد (أو قائدي) السفينة بقيادتها عن بعد من فوق خط الماء, كما أن منطقة عمليات الهواء الطلق ستكون بمثابة منصة للغطس فوق سطح الماء, إضافةً إلى تجهيز السفينة بغرفة إزالة الضغط والتي تعمل على إزالة الضغط الناجم عن إشباع طاقم السفينة بالضغط طوال فترة غوصهم في قاع البحار، كما تم تصميم السفينة لتستمد الطاقة اللازمة لها من ألواح الطاقة الشمسية والتوربينات الهوائية التي تعمل على طاقة الرياح.

3-    المختبر المائي: في كل عام يقوم علماء الأحياء البحرية باكتشاف حوالي 2000 نوع جديد من الأحياء البحرية, إلّا أن سفينة (SeaOrbiter) تهدف لزيادة هذا العدد, ومن شأن المختبر المائي الذي سيكون مليئاً بالخزانات المائية، أن يسمح للباحثين بإجراء التجارب ونقل بعض العينات الحيّة إلى المختبر لإجراء المزيد من التجارب المعقدة عليها .

4-    كراج المركبات الرباعي: وهو عبارة عن مخزن للمركبات البحرية، بإمكانه أن يتسع لغواصة صغيرة, ومركبتين بحريتين يتم التحكم فيهما عن بعد, وطائرة استطلاع ذاتية التحكم يمكنها أن تغطس لمسافة تصل 6000 متر, ويأمل الباحثون أن يتم استخدام هذه المركبات لإجراء البحوث في أعماق المحيطات, لاكتشاف أنواع جديدة من الأحياء البحرية, بالإضافة لاكتشاف العوالق والبكتيريا, والفيروسات، التي يمكن أن تساعد في العلاجات الطبية.

5-    وحدة البيانات: تمت تسمية هذا الجزء من السفينة بـ(نيمو) تيمناً برواية الخيال العلمي “2000 قدم تحت سطح الماء” لمؤلفها “جول فيرن”، وبشكل عام سيستخدم هذا الجزء بمثابة استوديو للبث من سفينة (SeaOrbiter) بهدف مشاركة اكتشافاتها مع العالم أجمع .

6-     مقر ما تحت الماء: صمم هذا المقر ليضم ستة من أفراد طاقم السفينة، حيث سيعيشون في غرفة مضغوطة تحت سطح الماء, والتي تسمح لهم بأن يقوموا بالغطس طول اليوم إلى مسافة تصل إلى 100 متر, وكونهم يعيشون في حالة من الاشباع بالضغط, فإن ذلك سيمكّنهم من إجراء التجارب بطريقة أكثر فعالية من تلك التي يقوم بها علماء الأحياء البحرية على الأرض, كما أنهم لن يعانوا من مشكلة تغيّر الضغط عند عودتهم إلى سطح السفينة, وتجدر الإشارة إلى أنه من الممكن أن يتم استخدام هذا المقر كمركز محاكاة لوكالات الفضاء لاختبار بروتوكولات التشغيل وإجراء دراسات نفسية على الذين يمكن أن يعيشوا في الفضاء لمدة طويلة في الرحلات الفضائية المستقبلية.

المقالة الأصلية

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير