التصنيفات: فضاء

هل يمكن لأي شيء أن يتحرك بسرعة أكبر من سرعة الضوء؟

الإجابة على هذا السؤال هي، نعم، حيث يمكن للكون ذاته أن يصل في نهاية المطاف لأن يتحرك بسرعة أكبر من سرعة الضوء, ولتفسير الأمر بطريقة أفضل, لابد من العودة إلى البداية, فعند حدوث الانفجار الكوني الكبير, منذ حوالي 14 مليار سنة, تم رمي جميع المواد المكونة للكون في مختلف الإتجاهات, وحتى الآن لا يزال هذا الانفجار يدفع بالمجرات باتجاه الخارج, ويعرف العلماء هذه الحقيقة من خلال تأثير دوبلر, أضف إلى ذلك أن الموجات الضوئية الآتية من المجرات الأخرى تقوم بالانحراف عندما تتحرك المجرات بعيداً عنا.

فإذا ما أخذنا الهيدرا, وهي مجموعة من المجرات التي تبعد عنا حوالي ثلاثة ملايين سنة ضوئية, والتي تم قياس بعدها عن كوكب الأرض عن طريق النظر إلى الضوء القادم إلينا من كتلة هذه المجرات, حيث أنه بالنظر إلى الموشور, يبدو الهيدروجين المنطلق من مجموعة الهيدرا عبارة عن أربعة شرائط من الألوان الحمراء, والأزرق المخضر, والأزرق البنفسجي, والبنفسجي, ولكن نتيجة لطول الوقت الذي يستغرقه الضوء المنبعث من الهيدرا ليصل إلينا, فقد انحرف نطاق الألوان إلى نهاية النطاق الأحمر – وهو النطاق المنخفض الطاقة – في الطيف, فالموجات الضوئية خلال رحلتها عبر الكون تقوم بالتمدد, فكلما زادت المسافة التي يقطعها الضوء, كلما زاد تمدده, وكلما زاد انحراف نطاق الألوان إلى نهاية نطاق اللون الأحمر, حيث يدعى حجم الانحراف في هذه الحالة بـ (الانزياح الأحمر), وهذا الانزياح يساعد العلماء في معرفة حركة النجوم في الفضاء.

ليست مجموعة هيدرا هي الوحيدة التي أبدت انزياحاً نحو الأحمر, حيث أن كل شيء في الكون يبدي انزياحاً, وهذا يرجع إلى أن الكون يتمدد باستمرار, ولكن العلماء قاموا برصد انزياح الهيدرا كونها الأبعد عنا, إذا كلما ازداد بعد المجرة, كلما كان تحركها أسرع, الأمر الذي يسهّل عملية الرصد على العلماء.

بحسب قول الفيزيائي (تشارلز بينيت), من جامعة جونز هوبكنز, أنه لا يوجد حدود للسرعة التي قد يصل إليها الكون في تمدده, وإن نظرية أينشتاين التي تقول أنه لا شيء يمكن أن يسافر أسرع من سرعة الضوء في الفراغ لا تزال صحيحة، لأن الكون نفسه هو الذي يتمدد, والمساحة لا تمثل شيء, فالمجرات تتحرك في الفضاء بعيداً عن بعضها البعض من خلال المساحة, وبعض المجرات هي بالفعل بعيدةً عنا, وتبتعد عنا بسرعة كبيرة, بحيث لا نستطيع رؤية الضوء الصادر عنها من كوكب الأرض, إن هذا يشبه إلى حد كبير خوض سباق الـ 5كم, إلّا أن مضمار السباق يتوسع طوال الوقت, و إذا ما كانت سرعة التمدد أكبر من سرعتك, لن تصل أبداً إلى نقطة النهاية.

المقالة الأصلية 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير