التصنيفات: غير مصنف

دواء يوقف أثر القنابل الذرية على الإنسان خلال 24 ساعة

عندما حدث الهجوم النووي على مدينتي هيروشيما ونجازاكي في اليابان، شوهد في الضحايا أعراض تدمر القناة الهضمية، والموت بسبب ذلك، بسبب التعرض المفاجئ لكميات مركزة، وقد تكررت كارثة نووية أخرى في 2011 في فوكوشيما، ما دفع الباحثين إلى تركيز جهودهم على تطوير دواء جديد يقوم بإيقاف الضرر على القناة الهضمية إذا تم تناوله خلال أربع وعشرين ساعة من التعرض للكارثة الإشعاعية.

الأطباء يعتمدون على الأعراض الهضمية لتحديد مدى شدة تعرض الشخص للإشعاع، حيث تقوم الجرعة العالية من الإشعاع بتدمير الحاجز المعوي، وهو طبقة رقيقة من الخلايا تفصل بين الجسم وملايين البكتيريا التي تعيش في أمعائنا، وهذه البكتيريا تعيش في أجسادنا بطريقة طبيعية، تقوم بتكسير الطعام وتنظم حالتنا المزاجية في الأحوال العادية، لكن، إذا تم تدمير هذا الحاجز، فإن كل هذه البكتيريا تستطيع الاندفاع إلى أنحاء الجسم والتسبب في حدوث العدوى، كما أن الجسم لا يستطيع امتصاص الماء والمغذيات الموجودة في الطعام، فتتدهور حالة الضحية لتصل إلى الموت.

عندما يصاب شخص بالتسمم الإشعاعي بعد قنبلة ذرية أو كارثة نووية، فإن أعراض الجفاف الشديدة تظهر عليه، والرغبة في القئ، كما يظهر الألم أيضاً، خصوصاً آلام القناة الهضمية الشديدة، وهو ما يقتل المريض إن لم يتناول العلاج.

العلاج المتوافر حالياً للإشعاع، هو مركب يسمى “الأزرق البروسي”، وهو يقوم بامتصاص بعض الإشعاع الذي يسبب تدمير الجسد، لكنه لا يحمي الحاجز المعوي على وجه الخصوص، وهذا ما دفع العلماء للبحث عن دواء جديد يتخصص في حمايته، ويقلل آثار الإشعاع، وتسريع إصلاح الأنسجة في الأشخاص الذين تعرضوا له، والوقوف بوجه الموت بسبب ذلك.

الدواء الجديد سمي بـTP508، وقد صمم أصلاً لمساعدة المرضى لتجديد الخلايا، بزيادة التدفق الدموي لها وتقليل الالتهاب، وقد أعلن الفريق في مؤتمر صحفي أنه استخدم في البداية كي لا يفقد مريض السكري قدمه، أو لمساعدة الأشخاص ذوي كسور المعصم كي يشفوا بسرعة، أما في هذه الدراسة الجديدة، فقد قام الباحثون بتعريض الفئران لمستويات عالية من الإشعاع بشكل فجائي، ثم قاموا بحقنهم بالدواء الجديد في خلال 24 ساعة من تعرضهم للإشعاع، ففاجأهم أنه لم يقم بحماية خلايا الحاجز المعوي فقط، وإنما قام بتعزيز العلامات البيولوجية المميزة لعملية إصلاح الخلايا.

ومع أن هذا الدواء ثبتت فعاليته في الإنسان بثبوتها في الفئران، لكن، للأسف ستكون هناك حدود لمقدرته، فهو لن يكون حلاً سحرياً لكل الدمار الذي يسببه التعرض الإشعاعي الحاد، لكن إذا سارت التجارب في الدراسات كما ينبغي، فإن هذا الدواء سوف يكون أداة هامة جديدة في حالات الطوارئ الإشعاعية، وسوف يساعد الأطباء في كسب الوقت بإعطاء مرضاهم أدوية أكثر تطوراً.

شارك
نشر المقال:
محمد حمزة