التصنيفات: اخر الأخبارفضاء

اكتشاف نوع جديد من المجرات

وجد علماء الفلك نوعاً جديداً من المجرات تسمى “المجرة الحلزونية العملاقة” تمتلك الكثير من القواسم المشتركة مع المجرات الحلزونية العادية ولكنها فقط ذات حجم هائل، بل في الواقع، يمكن اعتبارها واحدة من أكبر الأجسام وأكثرها لمعاناً في الكون، ومع ذلك فقد كانت لا تظهر للباحثين طوال السنوات الماضية.

وفقاً لفريق من مركز معالجة وتحليل بيانات الأشعة تحت الحمراء (IPAC) في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، فإن المجرات الحلزونية العملاقة المكتشفة حديثاً هي أكثر بريقاً بـ 8-14 مرة من مجرة درب التبانة، وتمتلك 10 أضعاف الكتلة، وتشكل نجوماً أكثر بـ30 مرة، كما أنها تمتد على مسافة 440,000 سنة ضوئية، وهذا يضع مجرتنا التي تمتد على مسافة 100,000 سنة ضوئية في مكانة لا تذكر.

كان الباحثون قادرون على العثور على هذه المجرات الحلزونية العملاقة من خلال تحليل بيانات من قاعدة بيانات ناسا / IPAC)) للمجرات الخارجية (NED)، وهي قاعدة بيانات على الإنترنت تحوي أكثر من 100 مليون مجرة ساهم بها عدد كبير من مراكز البحوث من مختلف أنحاء العالم.

على الرغم من أن بحثهم كان يهدف لدراسة ألمع المجرات، وكانوا يعتقدون بأن المجرات “الإهليليجية” – وهو نوع من المجرات الضخمة التي تشبه كرة القدم كثيراً – ستأخذ النصيب الأكبر منها، إلّا أنهم فوجئوا عندما اكتشفوا أن معظم المجرات الأكثر لمعاناً التي درسوها من أصل 800,000  مجرة، كانت مجرات حلزونية وليست بيضوية الشكل.

تحقق الفريق من النتائج التي توصلوا إليها من خلال قياس مدى بعد كل مجرة حلزونية عن الأرض للتأكد من أن بعضها لم تكن تبدو كبيرةً فقط لأنها أقرب من غيرها.

على اعتبار أنه ليس من المفترض أن توجد المجرات الحلزونية بهذا الحجم الهائل، فيبدو بأنه لم ينتبه أحد من قبل إلى الصور، وفي الحقيقة، عندما قام الفرقاء الآخرون بإجراء هذه الدراسة، قاموا فوراً بشطب المجرات الحلزونية لأنهم اعتقدوا بأنها كانت أقرب من المجرات الأخرى وحسب، وهذا هو السبب في أنها تبدو أكبر أو بنفس حجم المجرات البيضوية الأخرى.

ومع ذلك، وكما يظهر البحث الجديد، فإن هذه المجرات هي بالفعل بعيدة حقاً، وبالتالي، فهي ضخمة للغاية، ويبدو بأن الصور كانت تتحايل علينا بالمقياس الدقيق لهذه المجرات الحلزونية العملاقة.

تبعاً لرئيس البحث (باتريك أوغل)، فإن الأمر يبدو كما ولو كنا قد اكتشفنا نوع جديد من الحيوانات البرية التي يصل حجمها ليماثل حجم الفيل ولكنها تمكنت بشكل مفاجئ من البقاء مخفية دون أن يلاحظها علماء الحيوان، وأضاف إن هذه المجرات الحلزونية العملاقة يمكن أن تغيّر فهمنا جذرياً لتكوين وتطور المجرات الأكثر ضخامة في الكون.

أخيراً فإن العثور على مجرة حلزونية ضخمة في قاعدة بيانات مثل (NED) يظهر بأنه أحياناً يمكن للمعلومات الجديدة والمثيرة أن تختفي ضمن البيانات القديمة، ومن يدري ما الذي يمكن أن يكون موجوداً أيضًا أمام أعيننا ولكن بدون أن نراه!