الصحة الجيدة

دراسة: قلة النوم تزيد الشعور بالألم!

تعتبر العلاقة بين قلة النوم والألم الحاد محط دراسة لدى العديد من العلماء والباحثين لسنوات عديدة. حيث تقدر نسبة المرضى الذين يعانون من آلام حادة بسبب اضطرابات النوم المستمرة بحوالي 60%!

من المحتمل أن تكون فكرة الربط بين الألم الحاد وقلة النوم غير مفاجئ اطلاقًا، حيث أنه إذا كنت تعاني من ألم حاد فإنه من الصعب أن تنام بدون شك، لكن هل قلة النوم قد تزيد من الحساسية للألم؟

حيث قام فريق بحث أمريكي بالإجابة على هذا السؤال بالذات في دراسة جديدة عبر استخدام جهاز الرنين المغناطيسي الوظيفي ((functional Magnetic Resonance Imaging (fMRI)) لتحديد الاختلافات الممكنة في نشاط الدماغ.

تمت هذه الدراسة من خلال اختبار مواضع الألم على 25 شخصًا مشاركًا يتمتعون بصحة جيدة، حيث أنه أثناء استخدام جهاز الرنين المغناطيسي الوظيفي عبر وضع وسادة على أرجل الأشخاص المشاركين والتي تعمل على رفع درجة الحرارة تدريجيًا حتى تصل الدرجة بشكل لا يمكن تحملها بالنسبة للشخص.

حيث كانت متوسط درجات الحرارة -التي لا يمكن تحملها- حوالي 111 فهرنهايت (44 درجة مئوية) وبعد تكرار الاختبار وبدون أن ينام الأشخاص المشاركين انخفض متوسط درجة الحرارة إلى 107 فهرنهايت.

لم تكن هذه النتائج غير متوقعة خصوصًا مع وجود عدد كبير من الأبحاث السابقة التي تؤكد أن اضطراب النوم من الممكن أن يزيد من حساسية الألم عند الشخص ومع ذلك، فقد كشفت بيانات الرنين المغناطيسي الوظيفي بعض النتائج الغير متوقعة!

كان متوقعًا أنه عند تعرض الشخص للألم بعد ليلة بدون نوم أن يُلاحظ نشاطًا مرتفعا في المستقبلات الحسية الجسدية (somatosensory cortex). لكن ما لم يكن متوقعًا كان الاكتشاف المفاجئ هو أن الإنخفاض في النشاط تم تعريفه في منطقة النواة المتكئة (nucleus accumbens) و (insular cortex). من المعروف أن هذه المناطق من الدماغ تعمل على تنظيم مستويات الدوبامين في الجسم استجابة للألم.

يوضح د. ماثيو والكر (Matthew Walker) -المؤلف الرئيسي في هذه الدراسة ” لا تؤدي قلة النوم إلى تضخيم مناطق الإحساس بالألم في الدماغ فحسب بل ويمنع أيضًا مراكز تقليل الألم الطبيعية كذلك!”

كما ودرست الدراسة أيضًا العلاقة بين التغيرات الطفيفة في النوم على حساسية الألم لدى الشخص. حيث اكتشف الباحثون من خلال المسح المغناطيسي مسجل مسبقًا لأكثر من 230 شخصًا بالغًا أن التغيرات الصغيرة جدا في طريقة النوم ونمط واستيقاظه ذات ارتباط واضح بتغيرات الاستجابة لحساسية الألم.

وكما يوضح د. آدم كراوز-المؤلف الرئيسي والمشارك في الدراسة: ” النتائج تظهر بوضوح حتى التغيرات الطفيفة جدا في النوم ليلًا لها تأثير واضح على الشعور بالألم في اليوم التالي”. ولهذا فينصح الباحثين بالتركيز بشكل أكبر على تحسبن النوم كطريقة لإدارة وتخفيف الألم.

اذا كان نوم ليلة هادئة يعمل بشكل فعال على زيادة استجابة الدماغ لتسكين الألم وتخفيفها فإن الأماكن مثل المستشفيات تتطلب أن يكون هناك طرقًا لتزويد المرضي بالمزيد من فترات النوم دون انقطاع.

شارك
نشر المقال:
علاء علي حسين