التصنيفات: أخبار العلوم

خبراء يُسلّطون الضوء على بدء الاختبارات البشرية على “الحبوب القاتلة للسرطان”

في الواقع، أشعر بتفاؤل وحذر بشأن إمكانات العقار الجديد AOH1996 ، وهو دواء يستهدف الأشكال المتماثلة المرتبطة بالسرطان للمستضد النووي للخلايا المتكاثرة (PCNA)، والذي يتغير ويتحور بشكل فريد في الخلايا السرطانية، ولاشك أن المستضد PCNA ، الذي كان يعتبر سابقا “غير قابل للعلاج”، أصبح الآن الأساس لتصميم دواء باستخدام منهجية اكتشاف الأدوية القائمة على وقف تكاثر البروتين، حيث يمثل تقدمًا ملحوظًا في علاجات السرطان. ويعد عقار AOH1996 ، أحد المشتقات من الجزيء الأم AOH1160 ، هو دواء فعَّال عن طريق الفم، والذي يظهر استقرار أيضي فائق، وتستند فعاليته إلى التدخل في عملية تكرار الحمض النووي، ومنع تجدده لمنع تكاثر الخلايا السرطانية، والعمل على توقف دورة الخلية في الأورام الصلبة، دون التأثير على الخلايا غير السرطانية.

وتشير النتائج المبكرة للعقار الجديد أنه أظهر فعالية في علاج أنواع مختلفة من السرطان، فضلًا عن إيقاف نمو الورم في الخلايا البشرية والعينات الحيوانية، ومع ذلك، من الأهمية بمكان التعامل مع التجارب السريرية البشرية بنظرة ترقب وحذر، ففي حين أن البيانات قبل السريرية تبدو مشجعة، إلا أن التجارب البشرية تمثل بيئة أكثر تعقيدا وحيوية، حيث يمكن أن تؤثر عوامل عديدة على فعالية الأدوية وسلامتها، وجدير بالذكر أن هناك معدل فشل مرتفع تاريخيا يصل إلى نحو  90٪ للعلاجات الكيميائية الجديدة التي تتوجه إلى التجارب السريرية، لا سيما في سياق اكتشاف العلاجات للأورام الصلبة. لذلك، تعد الدراسات السريرية الدقيقة والشاملة ضرورية لإجراء تقييم شامل لفعالية الدواء والآثار الجانبية المحتملة في الاختبارات السريرية، علاوة على ذلك، ينبغي مراقبة النتائج طويلة المدى على المرضى، ومدى تأثير عقار AOH1996 على المعدل الإجمالي لسريان فعاليته بالنسبة لمرضى السرطان.

إن الطريق إلى علاجات السرطان الناجحة يُمثل تحديًا، حيث لا تتحول جميع الأدوية الواعدة تحت الاختبار إلى علاجات فعالة ومعترف بها، وكمجتمع علمي، يجب أن نظل يقظين، ونجري أبحاثا شاملة، ونحافظ على حوار مفتوح طوال عملية التجارب السريرية. ومن المؤكد أن الدراسات البحثية التي نشرها مؤخرا الدكتور محمد فرحان حول الأدوية القائمة على بنية الخلايا، تساهم في هذا الجهد الجماعي. وإذا أثبت عقار AOH1996 نجاحه في التجارب البشرية، فقد يمثل ذلك تقدمًا كبيرًا في علاج السرطان. ومع ذلك ، ينبغي أن نظل حذرين وننتظر بيانات هذه التجارب قبل استخلاص استنتاجات نهائية حول قدرتها على علاج المرضى.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير
الوسوم: آخر الأخبار