التصنيفات: غير مصنف

جهاز يمكن أن يبطئ تطور الأورام الدماغية

أعلن الباحثون عن توصلهم لاختراع جهاز كهربائي يتم وضعه على فروة الرأس يمكنه أن يبطئ نمو السرطان ويطيل عمر الأشخاص الذين يعانون من الإصابة بأنواع خطيرة من أورام الدماغ، ولكن في الوقت ذاته، لا يمكن اعتبار هذا الجهاز بأنه علاج، فهو لا يستطيع سوى إضافة بضعة أشهر وسطياً إلى حياة الانسان، وذلك عندما يتم استخدامه إلى جانب العمليات الجراحية القياسية والعلاج بالإشعاع والعلاجات الكيميائية، ولذلك قام بعض الأطباء بالتشكيك بفائدته، ولكن العلماء أشاروا إلى أن هذا الجهاز يعتبر أول علاج يظهر منذ عقد من الزمن يستطيع إطالة عمر الأشخاص الذين يعانون من مرض الجلیوبلاستوما ((glioblastomas، وهو ورم الدماغي يكون متوسط بقاء المصابين به لا يتجاوز 15 شهراً حتى مع أفضل العلاجات.

يصيب هذا النوع من الأمراض حوالي 10,000 شخصاً سنوياً في الولايات المتحدة فقط، وهو المرض الذي أودى بحياة السناتور (إدوارد كينيدي) في عام 2009، ويعتبر هذا النوع من الأورام عدوانياً جداً ويصعب علاجه، بمعنى أن إضافة فترة صغيرة إلى حياة المريض المصاب به يعتبر انتصاراً عظيماً.

إن النتائج الجديدة تشير إلى أن هذا الجهاز يجب أن يصبح جزءاً من الرعاية القياسية المقدمة لجميع المرضى الذين تم تشخيصهم حديثاً بالـ(glioblastomas)، ويتكون هذا الجهاز من أربع منصات تحمل محول مصفوفات، يقوم المرضى بلصقه بفروة رؤوسهم ويقومون بتغييره كل بضعة أيام، أما الأسلاك فهي تتصل بنظام التشغيل الذي يزن ستة باوندات، وباستثناء حدوث بعض التهيجات على فروة الرأس، فإن الجهاز ليس له أية أعراض جانبية، إلّا أن المرضى سيكون عليهم ارتدائه لفترات طويلة أحياناً خلال اليوم الواحد، كما أنهم يجب أن يبقوا رؤوسهم حليقة، وهذا قد يسبب بعض الإزعاج لبعض الأشخاص.

يعمل الجهاز على توليد مجالات كهربائية متناوبة ومنخفضة الكثافة – وهي ما يسمى بمجالات علاج الورم -التي يمكن أن توقف نمو الأورام من خلال إجبار الخلايا على وقف الانقسام، مما يؤدي إلى موت الخلايا المصابة، وقال الباحثون ان هذه التقنية قد تساعد أيضاً في علاج أنواع أخرى من السرطان، وسيتم اختبار الجهاز على الاورام المتوسطة وسرطان الرئة والمبيض والثدي والبنكرياس.

تمت الموافقة على هذا الجهاز الذي تم تصنيعه من قبل شركة (Novocure)، في الولايات المتحدة منذ عام 2011، ولكن فقط لعلاج ((glioblastomas، وذلك بعد أن تم اختبار الجهاز في الحالات التي تم تشخيصها حديثاً والتي شارك فيها 700 مريضاً من 12 بلداً، وقد تم عرض نتائج البحث في ميامي، في اجتماع لجمعية علم الأورام العصبية، وبحسب (لوليام ف. دويل)، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي للشركة، فإن شركة (Novocure) قامت بتزويد الجهاز لبعض المرضى مجاناً دون تغطية تأمينية، وذلك لارتفاع تكلفته.

تم أخذ البيانات من أول 315 مريضاً، وقد تمت متابعتهم لمدة تتراوح ما بين 18 إلى 60 شهراً، حيث تم توزيع المرضى عشوائياً على مجموعتين: الأولى تتكون من 105 مريضاً تم إعطائهم العلاج المعياري فقط –الجراحة والإشعاع والعلاج الكيميائي- أما الثانية فتتكون من 210 مريضاً تم اعطاؤهم العلاج المعياري الى جانب الجهاز الكهربائي، وقد بينت النتائج أن المرضى الذين ارتدوا الجهاز كانوا أفضل حالاً من الذين لم يرتدوه، حيث وصل متوسط بقاؤهم على قيد الحياة إلى 19.6 شهراً، مقارنة مع 16.6 شهراً للذين خضعوا للعلاجات المعيارية وحدها، كما أن 43% من الأشخاص الذين ارتدوا الجهاز استطاعوا الصمود لمدة عامين، مقارنة مع 29 % فقط في المجموعة الأخرى .

كان تصميم الدراسة يدعو إلى تحليل البيانات بطريقة جزئية من خلال مراقبة سلامة المرضى، ولكن عندما لاحظت اللجنة المراقبة مدى التحسن الذي شهده المرضى الذين تمت معالجتهم باستخدام الحقول الكهربائية، أوصت بأن يتم إيقاف الدراسة لكي يكون بالإمكان تقديم الجهاز للأسواق ويتاح للاستخدام من قبل الجميع، والجدير بالذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها اللجنة المراقبة بالتوصية بإيقاف الدراسة على أحد أساليب علاج السرطان الدماغي كون أداء هذا الجهاز كان أفضل بكثير من غيره من العلاجات.

على الرغم من أن هذا الجهاز قد لا يستطيع توفير أكثر من ثلاثة أشهر إضافية للمريض، إلّا أن هذه الأشهر الثلاثة قد تكون مهمة جداً بالنسبة للبعض.

من ضمن المشاركين في الدراسة سيدة في الـ 59 من العمر تدعى (مورين بيكانسكي)، من بنسلفانيا، تعاني من ورم أرومي دبقي، وكانت قد علمت عن وجود هذا الجهاز من ابنتها، الممرضة، التي كانت تبحث في الإنترنت حول الورم الأرومي الدبقي، وعلى اعتبار أن الورم لدى (بيكانسكي) كان قد انتشر، فقد رأت أن هذا الجهاز كان يستحق المحاولة وأنه ليس لديها ما تخسره في جميع الأحوال.

حينما قامت (بيكانسكي) بارتداء هذا الجهاز كان طبيبها المعالج يقول لها أنه تبقى أمامها 15 شهراً كحد أقصى، ولكن الآن وبعد مرور ثلاثة سنوات على ارتدائها للجهاز تقول (بيكانسكي) بأن ورمها اختفى تماماً، ولكن ما لا يمكن معرفته هو ما إذا كان الجهاز هو الذي أطال فترة بقائها على قيد الحياة، أو أن ذلك كان سيحصل أساساً دون استعمال الجهاز.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير
الوسوم: أورامطبعلوم